موجة الحر والشرگي والعواصف الرعدية.. محمد بلعوشي يشرح ما يحدث للمناخ المغربي

محمد بلعوشي، خبير في المناخ

محمد بلعوشي، خبير في المناخ

في 05/07/2025 على الساعة 11:38

فيديومع كل شهيق يختلط بحرارة الهواء، ومع كل نهار يصبح أطول من قدرته على الاحتمال، يتساءل المغاربة: ما الذي يحدث للجو؟ ففي المدن الكبرى كما في القرى الساحلية، الجميع يشعر هذه الأيام بأن شيئا ما غير طبيعي يخيم على الأجواء. الشمس تلسع كأنها تقترب أكثر، والظل لم يعد يُنقذ. محمد بلعوشي، خبير الأرصاد الجوية وأحد أكثر الأصوات حضورا حينما يختل توازن الطقس، يؤكد أن المغرب يعيش موجة حر «استثنائية». في حوار خاص مع Le360، يكشف بلعوشي أن هذه الحرارة ليست فقط مرتفعة، بل جاءت قبل أوانها وضربت مناطق لم تكن في المعتاد، مما يجعلها استثنائية بكل المقاييس.

«نحن تحت تأثير رياح الشرقي، أو كما يسميها المغاربة «الشرگي»، وهي كتل هوائية قادمة من الشرق، تجتاز جبال الأطلس فتفقد رطوبتها وتتحول إلى هواء حارق وجاف»، يشرح بلعوشي، الذي يضيف أن هذه الظاهرة وإن كانت معتادة بالمغرب خلال شهري يوليوز وغشت، إلا أن الغريب هذه السنة أنها حلت قبل موعدها بعشرة أيام.

ويوضح بلعوشي أن ما يجعل موجة الحر الحالية « استثنائية » ليس فقط توقيتها، بل كذلك شدتها واتساع رقعتها الجغرافية. فقد سُجلت درجات حرارة تجاوزت المعدلات الفصلية بـ10 درجات مئوية، وهو فارق كبير يفسر الصعوبات التي يواجهها المواطنون في التكيف مع الظروف المناخية القاسية.

الأدهى من ذلك، حسب بلعوشي، أن ما أثار الرصديين وخبراء المناخ هو تأثر المناطق الساحلية بهذه الموجة، رغم أنها لطالما كانت محمية برطوبة المحيط الأطلسي. «من النادر أن نُسجل أرقاما قياسية حرارية على السواحل، وهذا ما وقع بالفعل هذه الأيام»، يقول بلعوشي.

لماذا نشعر أننا نحترق أكثر مما يُعلن؟

وعن سؤال طالما تردد في أذهان المغاربة حول الفرق بين الإحساس بحرارة مفرطة والأرقام المعلنة من طرف مصالح الأرصاد، يوضح بلعوشي أن هذا الإحساس يرجع إلى عوامل متعددة، منها الرطوبة، التعرض المباشر لأشعة الشمس، أو تواجد الأفراد في أماكن مغلقة ومزدحمة.

وأكد الخبير أن القياسات الرسمية تُجرى بأدوات علمية دقيقة، وفق معايير صارمة وضعتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من خلال تثبيت الحساسات في مواقع محددة وعلى ارتفاع معياري لتقديم تمثيل علمي محايد للهواء المحيط.

الشرگي والحرائق: علاقة خطر

مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قصوى، تزداد المخاطر البيئية، وعلى رأسها اندلاع حرائق الغابات. ويشير بلعوشي إلى أن ظروف «الشرگي» تخلق بيئة مواتية تماما لاندلاع النيران، نتيجة انخفاض نسبة الرطوبة وتحول الغطاء النباتي الجاف إلى وقود سريع الاشتعال، ما يعزز سرعة انتشار الحرائق بفعل الرياح الشرقية الساخنة.

كما يحذر الخبير من لجوء العديد من المواطنين إلى المناطق الجبلية بحثا عن برودة مؤقتة، مشيرا إلى أن هذه المناطق تصبح، خلال فترة موجات الحر، معرضة بشكل أكبر للعواصف الرعدية المفاجئة والمصحوبة أحيانا بأمطار غزيرة قد تتحول إلى فيضانات محلية وتشكل خطرا على الزوار غير المهيئين.

وفي ختام حديثه، يدعو محمد بلعوشي المواطنين إلى تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في أوقات الذروة، والإكثار من شرب الماء والسوائل لتفادي الجفاف، مع ضرورة توخي الحذر في المناطق الطبيعية لتفادي إشعال الحرائق، عن قصد أو غير قصد، خلال هذه الفترة الحساسة من السنة.

تحرير من طرف ميلود الشلح و خديجة صبار
في 05/07/2025 على الساعة 11:38