مأساة أم شابة بالدار البيضاء: دخلت مستشفى لتلد فخرجت منه مشلولة!

سيارة إسعاف (صورة تعبيرية)

سيارة إسعاف (صورة تعبيرية)

في 31/05/2025 على الساعة 21:13

كانت عائلة الشابة غزلان تستعد لاستقبال مولود جديد، في لحظة انتظروها بفرح كبير، غير أن هذا الحدث السعيد تحوّل في ساعات قليلة إلى كابوس مؤلم، بعد أن خرجت غزلان من غرفة الولادة مصابة بشلل نصفي غامض، لا تقوى على الحركة، ولا تشعر بنصفها السفلي.

دخلت غزلان (35 سنة)، وهي أم لثلاثة أطفال، إلى أحد المستشفيات العمومية بدار بوعزة مساء الأربعاء 28 ماي، من أجل ولادة طبيعية لطفلتها الرابعة، لكنها خرجت منه غير قادرة على المشي أو الإحساس بنصفها السفلي. وتُرجّح الأسرة أن سبب ما جرى يعود إلى حقنة في أسفل الظهر، تلقّتها فور ولوجها جناح الولادة، وهي تُعرف طبيًا باسم « إبرة الظهر »، دون أن يتم إخبار العائلة بطبيعتها أو مخاطرها المحتملة.

«دخلت تمشي.. وخرجت مقعدة»

يقول زوج الضحية، وهو يذرف الدموع بحرقة: « زوجتي لم تكن تعاني من أي مرض. دخلت المستشفى على قدميها، وبعد الولادة أخبرونا أنها فقدت القدرة على الحركة، دون أن نتلقى أي توضيح واضح أو تقرير طبي مفصل!"

وبحسب روايته، تم حقن غزلان فور وصولها بحقنة في العمود الفقري، ثم نُقلت على كرسي متحرك إلى غرفة الولادة، حيث وضعت طفلتها بشكل طبيعي. لكن المفاجأة الصادمة كانت في صباح اليوم التالي، عندما وجدها زوجها عاجزة عن الحركة ولا تحس بالنصف السفلي من جسدها.

« استقبلتني بحزن شديد، قالت إنها لا تستطيع الوقوف أو تحريك قدميها. توجهت فورا إلى الطاقم الطبي لكن الأجوبة كانت غير مقنعة، قيل لنا إن هناك مشكلا في الأعصاب دون تحديد طبيعة الخلل أو سببه« ، يقول الزوج، قبل أن يضيف مستنكرا: « كيف يُعقل أن تدخل المستشفى ماشية وتُغادره مقعدة دون أن نحصل حتى على توضيحات أو تقرير طبي؟ ».

نقل غامض إلى مستشفى آخر

بعد ثلاثة أيام من الحيرة، أُبلغت الأسرة بضرورة نقل غزلان إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، دون تسليمهم تقريرا طبيا أو توضيحا مكتوبا بشأن حالتها الصحية. وهناك، تم تحويلها مباشرة إلى مستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأم والطفل.

في مستشفى الهاروشي، تزايدت مخاوف الأسرة، خصوصا بعد أن أبلغهم أحد الأطر الصحية بوجود احتمال أن تظل الشابة عاجزة عن المشي مدى الحياة، أو لا تتحرك إلا باستخدام عكازين.

يقول الزوج: « لم يُسمح لي برؤيتها، فقط والدتها دخلت وخرجت تبكي وتقول إن حالتها حرجة ».

مولودة في بيت حزين

المفارقة الصادمة أن الطفلة التي وضعتها غزلان سليمة ومعافاة، لكنها وُضعت في أحضان أسرة يغمرها الحزن والذهول، دون أن تستطيع والدتها حتى احتضانها.

« الرضيعة بخير، لكن من يرعاها؟ أمها ترقد في المستشفى، ولا أحد يشرح لنا شيئا. أشعر بالعجز وأنا أراها بين يديّ بلا حضن أم، وزوجتي مشلولة بلا تفسير!"، يقول الزوج بحرقة وأسى شديدين.

مناشدة عاجلة لوزارة الصحة

في ظل هذا الغموض، والقلق الذي يعتصر أفراد الأسرة، يناشد الزوج وزارة الصحة فتح تحقيق عاجل وشفاف للكشف عن حيثيات ما جرى، مطالبًا بمحاسبة كل من يثبت تورطه في أي إهمال طبي أو خطأ مهني تسبب في شلل زوجته.

ورغم محاولاتنا المتكررة، لم نتمكن من الحصول على تعليق رسمي من إدارة المستشفى أو مسؤولي القطاع الصحي إلى غاية لحظة نشر هذا المقال.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 31/05/2025 على الساعة 21:13