واعتبر حرمة الله، خلال الجلسة الشهرية لمساءلة الحكومة بمجلس النواب، أن هذه الإنجازات لم تقتصر على دعم العدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين الجهات، بل عززت أيضا مكانة المغرب دوليا، ولا سيما في ما يتعلق بقضية وحدته الترابية.
وأضاف النائب البرلماني عن دائرة أوسرد، جنوب المملكة المغربية، أن المغرب شهد، خلال العقدين الماضيين، نهضة تنموية شاملة بفضل التوجيهات الملكية، التي وضعت المواطن في صلب الأولويات الوطنية، موضحا أنها تضمنت مشاريع كبرى لم تعد تقتصر على المدن الكبرى، بل شملت كافة الجهات بما يضمن تساوي الفرص وتعزيز العدالة المجالية.
وذكر حرمة الله أن من بين هذه المشاريع شبكة الطرقات التي جعلت من المملكة صلة ربط بين الشمال والجنوب، والموانئ الاستراتيجية مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يشكل منصة اقتصادية إقليمية تربط المغرب بدول إفريقيا جنوب الصحراء، والمطارات الدولية، لاسيما في الداخلة، العيون، وكلميم، التي عززت من مكانة الأقاليم الجنوبية كوجهة جاذبة للسياحة والاستثمار، إضافة إلى المستشفيات والسدود التي أصبحت رمزا للاستراتيجية الوطنية في تحقيق الأمن المائي والغذائي ببلادنا.
وشدد المتحدث ذاته، في كلمته، على أن الأقاليم الجنوبية للمملكة عرفت قفزة نوعية في عهد الملك محمد السادس، حيث تم تحويلها إلى نموذج تنموي يحتذى به، لافتا إلى أن مشاريع كبرى مثل الطريق السريع تزنيت-الداخلة، الذي يربط المغرب بعمقه الإفريقي ويدعم التعاون جنوب-جنوب، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي يعتبر أحد أكبر المشاريع الطاقية في القارة الإفريقية، وهو مشروع استراتيجي يبرز الرؤية الملكية الحكيمة في تعزيز مكانة المغرب كمركز طاقي إقليمي.
كما تطرق حرمة الله للمشاريع الطموحة في مجال الطاقة الخضراء، مثل محطات الطاقة الشمسية والريحية، التي جعلت من الأقاليم الجنوبية فاعلاً أساسيا في تحقيق التحول الطاقي بالمغرب.
وأضاف حرمة الله أن هذه الإنجازات التنموية أسهمت في تعزيز الموقف المغربي بشأن وحدته الترابية، مؤكدا أن الاعترافات الدولية المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة مباشرة لما تشهده الأقاليم الجنوبية من استقرار ونهضة شاملة، مشيرا إلى أن المشاريع التنموية بالأقاليم الجنوبية شملت إنشاء كليات الطب والمستشفيات الجامعية بكل من الداخلة، العيون، وكلميم، إضافة إلى مدن المهن والكفاءات التي تهدف إلى تأهيل الشباب ودمجهم في سوق العمل.
كما تطرق النائب البرلماني إلى استصلاح آلاف الهكتارات الفلاحية ببئر أنزران وكلتة زمور، وإنشاء سدود استراتيجية مثل سد الساقية الحمراء وسد فاسك، إلى جانب المشاريع النوعية التي أطلقها المكتب الشريف للفوسفاط.
وخصص النائب البرلماني جزءً من كلمته للإشادة بدور ميناء الداخلة الأطلسي، الذي اعتبره أحد أعظم المشاريع الاقتصادية التي ستفتح المجال أمام تعزيز التعاون مع دول الساحل الإفريقي وتسهيل التبادل التجاري مع أوروبا وأمريكا اللاتينية، مضيفا أن هذا المشروع سيسهم في رفع مستوى التنمية بالمنطقة، وتعزيز مكانة المغرب كمحور رئيسي في التجارة الإقليمية والدولية.
كما أشار حرمة الله إلى أهمية تطوير البنية التحتية للمطارات، مؤكدا أن مطار الداخلة أصبح مركزا دوليا للربط بين أوروبا وإفريقيا، مما يعزز من جاذبية الأقاليم الجنوبية كوجهة للسياحة والاستثمار.
وفي ختام كلمته، استشهد حرمة الله بمقتطف من الخطاب الملكي السامي الذي أشاد فيه الملك محمد السادس بولاء أبناء الصحراء المغربية لوطنهم وتشبثهم بمقدساتهم الوطنية، حيث جاء في منطوق الخطاب الملكي السامي: «نعبر عن شكرنا وتقديرنا لأبنائنا في الصحراء على ولائهم الدائم لوطنهم، وعلى تشبثهم بمقدساتهم الدينية والوطنية وتضحياتهم في سبيل الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها».
وأضاف محمد الأمين حرمة الله أن هذه الكلمات النبيلة كان لها أطيب الأثر والصدى في صفوف الساكنة، والتي تعكس العناية الخاصة التي يوليها الملك للأقاليم الجنوبية، والتي أصبحت بفضل هذه المشاريع التنموية الكبرى نموذجا للاستقرار والتنمية المستدامة، ورسالة واضحة للعالم بأن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ماضٍ بثبات نحو تحقيق المزيد من الإنجازات على كافة المستويات.