سياسة الكذب
عملت المدعوّة أميناتو حيدر في مداخلتها، على محاولة دغدغة مشاعر المجتمع الدولي باستخدامها كلمات من قبيل: « قمع » و« اضطهاد » و« أراضي محتلّة" و« الشعب الصحراوي » كخطّة سياسية بديلة من الجزائر للتأثير في الجمعيات الحقوقية الممثلة للمجتمع الدولي، عاملة في كلّ خروج إعلامي لها، على إنتاج خطاب حقوقي تحريضي تُمرّر عبره العديد من الأكاذيب والأغاليط حول الصحراء المغربية، مُستغّلة بذلك جهل تلك الجمعيات الغربية وعدم وعيها التاريخي بحجم القضية وما تعنيه الصحراء للمغرب والمغاربة.
وقد عملت حيدر منذ عام 2020 على تأسيس ما تُسمّيه بـ « الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي » بهدف التشويش على المسار الدبلوماسي الناجح الذي يقطعه المغرب منذ سنوات. لذلك تعمد أميناتو حيدر إلى فروع هذه الجبهة المُصطنعة في أوروبا، من أجل الضغط على المغرب، لكنْ بلسان منظمات حقوقية وأحزاب سياسية غربية لم نسمع عنها من قبل. لكنْ على الرغم من سياسات الكذب التي تعمد إليها الحقوقية المزعومة، فإنّ الوعي بمغربيّة الصحراء يزداد يوماً بعد يوم، بسبب اعتراف مؤسسات رسمية بأصالة الطرح المعرفي وقدرته على تحقيق السلام داخل المنطقة المغاربية.

وشددت أميناتو في كلمتها بـ « دار الديمقراطية وحقوق الإنسان » في ألمانيا، بأنّ الشعب الصحراوي يعاني من القمع والاضطهاد من المغرب، أمام غياب أيّ وثيقة أو صور أو فيديوهات، تؤكد ما اعتبرته تصوّراً وضرورة ملحّة من أجل إطلاق المعتقلين السياسيين لأكثر من 15 عاماً. وأمام غمرة النجاحات المغربية وثمارها الدبلوماسية، تواصل أميناتو هذه الطريقة الفجّة في الكذب، دون تقديم أيّ حجج أو أدلة أو براهين في الموضوع، بما يجعل خطابها الحقوقي الواهم مجرّد تدريب إنشائي يجد موطنه في الخيال أكثر من الواقع.
عملت حيدر منذ سنوات عبر الهيئة المزعومة الضغط على الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بضرورة تصفية الصراع واسترجاع ما تسميه بـ « الصحراء الغربية ». وتكشف مثل هذه التصريحات عن خبث الجبهة الانفصالية التي تتكفّل الجزائر بدعمها وتأجيج لهيبها ورغباتها الدائمة في الإساءة إلى المغرب ووحدته على أراضيه الترابية بما فيها الصحراء المغربيّة. الأكثر من هذا، عملت حيدر عام 2019 إلى التوجّه صوب السويد من أجل الضغط عليها للاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، مستغلّة حصولها على إحدى الجوائز من المؤسسات السويدية في مدينة ستوكهولم.
وصف المغرب بـ « الاحتلال »
في الحوار الذي أجرته معها جريدة « يونغه فيلت » الألمانية تُقرّ أميناتو بأنّ المغرب يقوم بتعذيب أفراد الشعب الصحراوي ويسجنهم وينتهك حقوقهم وحقّهم في التعبير عن ذواتهم وتقرير مصيرهم. إذْ تقول في التقرير الذي تتبنّاه « وكالة الأنباء الصحراوية » بأنّ « القضاء غير مستقل، بل منحاز للاحتلال. كثيراً ما تُصدر أحكام سجن طويلة وجائرة بحق المتظاهرين. حاليًا يوجد 45 سجينًا سياسيًا صحراويًا، حُكم على العديد منهم بأحكام طويلة تصل إلى 20 عامًا أو حتى السجن مدى الحياة. أكثرهم تضرراً كانوا من منظمي ومشاركي مخيم كديم إيزيك، حيث نالوا أقسى العقوبات. كل هذا يجري وسط تعتيم إعلامي شديد. طُرد أكثر من مئة مراقب دولي من بينهم أعضاء في البرلمان الأوروبي أو مُنعوا من الدخول أساساً ».
هكذا تتعمّد في كل مرة أنْ تصف المغرب بـ « الاحتلال » مع أنّ الشروط التاريخية والمفاهيم الجيو سياسية لا تجعل المغرب ينطبق عليه هذا التوصيف القدحي، في وقتٍ أصبح فيه المغرب يحتل الصدارة في العالم، كواحد من البلدان العربية الحريصة دائماً على تثمين العلاقات الدولية وعلى المساهمة في نشر الأمن والسلام داخل المنطقة العربية.
وتسعى حيدر من خلال رأيها التحريضي هذا، على تدبيج خطاب كاذب يهدف إلى لفت الأنظار إليها، مشيرة إلى أن هناك نوعاً من « تصاعد العنف » من لدن المغرب وانتشار اليأس داخل « الشباب الصحراوي ». في حين أنّ الواقع السياسي ومعطيات الحياة اليومية، تُظهر بقوة كيف يعمل المغرب على تثمين الأمن داخل إفريقيا وحرصه الدائم عبر شراكات دبلوماسية على تكريس مختلف مظاهر السلم وتعزيز دوره كفاعل في مجلس السلم والأمن الإفريقي.
نقد وزيرة الثقافة الفرنسية
ورغم مرور أكثر من شهرين على زيارة وزيرة الثقافة الفرنسيّة للصحراء المغربية، فإنّ هذه الصفعة ما تزال لم يندمل جرحها بعد بالنسبة للجزائر. إذْ شدّدت الناشطة الحقوقية حول فكرة هذه الزيارة التي اعتبرتها تدخل ضمن « الدعاية المغربيّة ». في وقتٍ رأى فيه العالم ككلّ الشروط السياسية والسياقات التاريخية والشراكات الدبلوماسية والأنشطة الاقتصادية التي ساهمت في إنجاح هذه الزيارة التي اعتبرتها رشيدة داتي تتويجاً مُستحقاً لمسار الدبلوماسية المغربية.
وعلى الرغم من تأكيد الوزيرة الفرنسية أنّ زيارتها للأقاليم الجنوبية تأتي وفق خطة عمل ثقافي بين الرباط وباريس، إلاّ أنّ أميناتو تحاول وفق سلسلة أكاذيبها أنْ تُشوّش على الرأي العام العربي والمجتمع الدولي، معتبرة أنّ كواليس الزيارة جاءت لهدف واحد وهو دعم الدعاية المغربية وتهميش المجتمع الصحراوي.
وأتاحت زيارة رشيدة داتي للصحراء المغربية أنْ تعكس بعمق المراحل المتقدّمة التي وصلت إليها الدبلوماسية المغربية ـ الفرنسية على مستوى تحقيق شراكات استراتيجية قوية بين البلدين. وكرّست الزيارة موقف باريس من الصحراء المغربية وتشبثها بمبادرة الحكم الذاتي التي يتبناها المغرب كحل أسياسي ينسجم مع التحولات التي بات يشهدها العالم. كما لم يفت أميناتو أن تستهدف كعادتها في مداخلتها اللا أخلاقية العديد من المؤسسات والأحزاب والنقابات التي تدعمّ الانفصاليين، من أجل التضامن مع الشعب الصحراوي المُصطنع.