كوب22. أنجيلا ميركل تخل بالتزام ألمانيا بالقضايا البيئية!

DR

في 22/11/2016 على الساعة 11:06

لم تشارك المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في قمة "الكوب22"، لتمس بذلك صورة بلدها الرائد في مجال الطاقات النظيفة.

كان غياب أنجيلا ميركل في قمة كوب22 التي احتضنتها مراكش خلال الايام القليلة الماضية، بارزا، حيث غاب اسمها عن اللقاء الذي جرى الثلاثاء الماضي، والذي عرف حضور زعماء العالم، وهو غياب غير مبرر، إذا علمنا أن ستين من قادة العالم، من مختلف ربوع المعمور، الذين لبوا نداء قمة المناخ.

ماذا جرى إذن للمستشارة الألمانية، التي توجد على رأس إحدى الدول الرائدة في مجال الطاقات النظيفة، ولا يتماشى مع الوعد الذي قدمته للسلطات المغربية، حينما قالت إنها ستحضر لقمة مراكش، بحسب ما علم Le360 من مصادر عليمة.

ما المبرر الذي ستقدمه ميركل لتفسير غيابها عن هذا الحدث الكوني؟ وما الذي يمكن أن يبرر غيابا عن حدث يهم مصير الأجيال القادمة؟ كلها أسئلة تمس صورة ألمانيا التي تقدم نفسها كرائد في حماية البيئة ودعم الطاقات النظيفة، ألم يكن حريا بميركل، إن تذرعت بأجندتها المملوءة، أن تحضر صباح القمة لمراكش وتغادرها في اليوم نفسه؟ أم أن سفرا من أربع ساعات يرهق المستشارة الالمانية؟

المقاولات الألمانية في المحك

تعرف المستشارة الألمانية بحسها البراغماتي، وهي تعي جيدا أن قمة كوب 22، وعلاوة على مهمتها في خفض انبعاتات الغازات الدفيئة، فهي تقدم أيضا فرصا للاستثمار للمقاولات الألمانية، ومن هذا المنطلق، أول الحضور المحتشم لألمانيا بالخطور غير المحسوبة، التي ستؤثر على المقاولات الألمانية الناشطة في هذا المجال.

ألمانيا التي كانت من بين أولى الدول التي راهنت على الطاقات المتجددة، عبر الطاقة الريحية والشمسية، والمعروفة بريادتها في مجال صناعة مكونات والألواح المستعلة في مجال الطاقات المتجددة، حلت سنة 2015، وحسب لبوكالة الدولية للطاقة، في الرتبة الثانية عالميا بعد الصين، في مجال الطاقة الضوئية، بفضل حقل الألواح الشمسية، وتولد ألمانيا ثلث طاقتها الكهربائية من طاقات متجددة، وهي أرقام تسوقها المقاولات الألمانية في مناسبات مثل كوب 22، والتي كان ينقصها دعم سياسي من أنجيلا ميركلن من خلال حضورها لمراكش.

المغرب والعلاقات الجيدة مع ألمانيا

غياب أنجيلا ميركل عن قمة زعماء الدول، وإن كانت غير مبررة، إلا أنها لا تعكس أي برودة في العلاقة بين الرباط وبرلين، حيث تربط البلدان شراكة قوية، خصوصا في مجال محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فمعلوم أنع غداة تفجيرات 13 نونبر 2015 بباريس، طلبت برلين مساعدة المصالح المغربية من أجل مواجهة الخطر الإرهابي، كما تم توقيع اتفاقية في مجال الأمن لتغطية جميع أشكال الجريمة، بالأخص الإرهاب.

وفي 28 شتنبر 2016، تباحث الملك محمد السادس عبر الهاتف مع المستشارة الألمانية ميركل، من أجل عقلنة الهجرة، حيث أعطى الملك بعد اللقاء، تعليمات من أجل تنقل وزير الداخلية إلى ألمانيا رفقة فريق من الخبراء من أجل تسريع وتيرة تحديد هويات المغاربة المعنيين بهذه العملية.

كانت العلاقات بين المغرب وألمانيا دوما مثالية، بيد أن موقف ميركل الاخير لم يكن مفهوما، بالنظر لحجم المسؤولية المعنوية تجاه الأجيال القادمة، فغياب ميركل تقصير في الواجب من الجانب الاقتصادي، ستتكبده المقاولات الألمانية، من الجانب الاقتصادي والمعنوي، بعد تضييع فرصة التواجد في مراكش خلال القمة العالمية.

تحرير من طرف جواد
في 22/11/2016 على الساعة 11:06