فرنسا تجنح للهدنة بعد ردود المغرب الصارمة

Le360

في 09/03/2023 على الساعة 20:45

أقوال الصحفالتزمت الخارجية الفرنسية الصمت، في انتظار ضوء أخضر من الرباط لاستقبال الرئيس ماكرون، حيث لم تجد الديبلوماسية بدا من الجنوح إلى هدنة دبلوماسية، إزاء صرامة الردود المغربية على حملة الاستهداف ضد مصالح المملكة مع الاتحاد الأوربي.

يومية « الصباح » في عددها الصادر يوم الجمعة 10 مارس 2023، تابعت مستجدات هذا الموضوع، مشيرة إلى أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا دافعت خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، عن سياسة بلادها تجاه المغرب وباقي دول المغرب العربي، رافضة التعليق على أسئلة نواب بخصوص معلومات نشرتها مجلة «جون أفريك»، نقلا عن مصدر رسمي في الحكومة المغربية، اعتبر العلاقات الحالية بين الرباط وباريس «لیست ودية ولا جيدة».

وأضافت اليومية في مقالها أنه في الوقت الذي استبعدت فيها مصادر دبلوماسية حدوث أي انفراج في المستقبل القريب، في إشارة إلى تعليق الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها إيمانويل ماكرون، إلى المغرب في الربع الأول من العام الجاري، قللت الوزيرة من شأن ما نقلته «جون أفريك»، مشددة على التزام فرنسا بالتهدئة، مذكرة بأنها سافرت إلى المغرب دجنبر الماضي، من أجل استئناف علاقات قنصلية عادية.

وبينت الجريدة أن بیار هنري ديمون، النائب عن حزب الجمهوريين، ندد بالسياسة الفرنسية، معتبرا إياها تهدف إلى نسف ممنهج لعقود من الصداقة مع المغرب، كشریک رئیسی لباريس في الحوض المتوسطي وإفريقيا، على السواء، مضيفة أن النائب البرلماني ساءل وزيرة الخارجية «لماذا تسعى السياسة التي تتبعها فرنسا بشكل ممنهج إلى نسف عقود من الصداقة مع المغرب؟»، مشيرا إلى أن هذه الأزمة هي «أسوء أزمة دبلوماسية» بين باريس والرباط منذ الثمانينات، قائلا: «أود مساءلتكم حول الأزمة الدبلوماسية المفتوحة مع أحد أخلص وأقدم شركائنا في إفريقيا»، مضيفا أن «هذه التوترات ليست شائعات تروجها الصحافة، ويتعين في أسرع وقت ممكن نزع التصعيد، ويقع على وزارتكم التحرك في هذا الاتجاه».

وتابع النائب الجمهوري مداخلته قائلا: «هل تعتزمون التحرك لإيجاد علاقة سليمة مبنية على الاحترام مع المغرب، قبل أن ينتهي رئيس الجمهورية إلى تبديد هذا الإرث الثمين؟إن كان الأمر كذلك،كيف؟»، معتبرا ألا دخان بدون نار، في إشارة إلى أن هناك عوامل أججت هذه الأزمة، ومنبها إلى إخفاق السياسة الفرنسية عبر مجموع القارة الإفريقية، معبرا عن قلق النواب الجمهوريين بشكل خاص على فشل السياسة التي ينهجها رئيس الجمهورية وحكومته في إفريقيا، مؤكدا أن الجولة الأخيرة للرئيس في إفريقيا، سلطت الضوء على النتائج الوخيمة للسياسة المتبعة بالقارة على مدى ست سنوات.

وندد النائب المذكور بـ«سياسة مطبوعة بالأبوية والاستعلاء والغطرسة والتعنت»، ليخلص إلى القول «أينما مر، يلحق الرئيس ماكرون الضرر بعلاقاتنا الدبلوماسية، ويضعف صوت فرنسا ويتخلى عن الفرنكوفونية».

تحرير من طرف محمد شلاي
في 09/03/2023 على الساعة 20:45