بالفيديو: هل طارق بن زياد مغربي أم جزائري؟ أستاذ في التاريخ يحسم الجدل

Mohammed Chellay / Le360

في 07/04/2022 على الساعة 11:00

أُثير الجدل مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي حول أصل فاتح الأندلس القائد الإسلامي طارق بن زياد، وذلك على هامش عرض مسلسل "فتح الأندلس"، خلال شهر رمضان الجاري على قنوات فضائية.

وادعت مواقع إعلامية جزائرية، نقلا عن أساتذة جامعيين جزائريين، أن فاتح الأندلس بن زياد أصله من قبائل جزائرية، وذلك في تحريف كبير وتدليس عميق للحقائق التاريخية، ضاربين عرض الحائط كل أبجديات البحث الأكاديمي في سير الأعلام والشخصيات التاريخية.

وفي هذا السياق، ساءل Le360 مسؤول مسلك الدراسات الإفريقية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة وسام شهير عن حقيقة نسب طارق ابن زياد، حيث أبرز شهير أن المؤرخين وضعوا ثلاث فرضيات لنسب طارق بن زياد الأمازيغي، فالأولى والتي اعتبرها المتحدث بالضعيفة، وهي نسبه لـ"فارس"، من طرف مؤرخ الأندلس، "محمد ابن موسى الرازي"، صاحب كتاب "الرايات"، والذي قال إنه كان فارسيا همذانيا، وهو نص لم يسلم من أيدي التحريف، حسب شهير.

وأضاف مسؤول المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية بكلية الآداب بوجدة، أن الفرضية الثانية هي "النسب العربي"، حيث قال بهذه الفرضية ابن خلدون، حين نسبه إلى قبيلة "صدف" من العرب القحطانية، مشيرا إلى أن الفرضية الثالثة هي القائلة بـ"النسب الأمازيغي المغربي"، وهي الأكثر رجاحة، بالنظر إلى وفرة من القرائن التي تجود بها المتون التاريخية.

واعتبر شهير أن "ابن عذاري" وغيره من المؤرخين ينقلون عن النسَّابة المغربي "صالح بن أبي صالح" أن طارق بن زياد ينتمي لقبيلة "نفزة" الأمازيغية، وأن أباه زياد كان قد اعتنق الإسلام مع فتوحات "عقبة بن نافع" للمغرب الأقصى، مضيفا أن المؤرخ الأندلسي "عبد الملك بن حبيب"، يصف طارق بن زياد بكونه "كان طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون"، وهو ما يتناسب مع فسيولوجية أمازيغ شمال المغرب، ومذكرا باستراتيجية القائد العربي "زهير بن قيس البلوي"، والتي كانت تقوم على أساس التودد والتقرب للعنصر المحلي، وذلك عبر حرصه على إشراك طارق بن زياد في قيادة الجيش العربي، وهو لا يزال في عنفوان شبابه، كما أسندت له مهمات إدارية في "برقة" و"تلمسان"، وأسند له موسى بن نصير قيادة الكتائب العسكرية.

واختتم وسام شهير حديثه لميكروفون Le360، بالتأكيد على أن الجارة الشرقية للمغرب تحاصرها عقدة التفوق، على اعتبار أن الطرف المتفاخر لا يشعر بالقدرة على التنافس مع الآخر، لذلك يلجأ لحل مشاكله من خلال التعالي وتدليس الوقائع والحقائق، على أمل تعويض شعوره بالنقص، معتبرا أن الجزائر تواجه عقدة الجغرافيا والهوية والتاريخ بتزييف الحقائق التاريخية، والتي من أوجهها تزبيف واستهداف الأعلام، ونسبتهم إليها.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 07/04/2022 على الساعة 11:00