عبد الوافي لفتيت.. رجل دولة أظهر قدرة كبيرة على إدارة الأزمات والملفات المعقدة

Le360

في 07/07/2021 على الساعة 11:00

الحلقة الثانية من حصيلة الحكومة ستخصص لوزير الداخلية. رجل يحترمه الجميع وأظهر قدرته على إدارة الأزمات والملفات المعقدة. فيما يلي أبرز المحطات.

يوم 29 شتنبر، سيحتفل عبد الوافي لفتيت بعيد ميلاده الـ54. ومع ذلك، فقد وصل إلى ذروة حياته المهنية على رأس واحدة من أكثر الإدارات حساسية في الجهاز التنفيذي: وزارة الداخلية. عرض سريع.

© Copyright : يوسف الحراق - Le360

كان تعيين عبد الوافي لفتيت وزيرا للداخلية في حكومة العثماني من أكبر المفاجآت يوم 5 أبريل 2017، عندما تم الكشف عن قائمة أعضاء الجهاز التنفيذي. وشكل صدمة للإسلاميين. لأن هذا الرجل، الذي ترك منصب الوالي في الرباط، كان مكروها من قبل حزب العدالة والتنمية.

ومع ذلك، لم يبد سعد الدين العثماني أي تحفظ على اختيار القصر. ولا شركاءه في التحالف. وأكد مصدر مطلع: "يحظى بتقدير كبير لدى الدوائر العليا، لا سيما لقدراته في العمل وأصوله كابن للشعب. يحب الملك العمل مع أولاد الشعب. في كل مرة يكتشف الملك شخصا كفؤا، فإنه يدعمه. لديه ثقة الملك".

"كان الرجل المثالي لوزارة الداخلية. لم يكن سياسيا على الإطلاق، هو رجل مشاريع. بعد مرور مولاي الطيب الشرقاوي وامحند العنصر، وهما شخصيتان أوقفا زخم الداخلية الذي أطلقه شكيب بنموسى ومحمد حصاد، كنا بحاجة إلى هذا النوع من البروفايلات"، هكذا علق أحد أصدقائه القدامى الذين يعتقدون أن عبد الوافي لفتيت "يشكل ثنائيا ممتازا مع نور الدين بوطيب، الرجل البراغماتي الذي يعرف خبايا هذه الوزارة. إنه يذكر بالثنائي شكيب بن موسى-سعد حصار".

وماذا عن اليوم؟ "بين وزير الداخلية ورئيس الحكومة علاقات ودية. يجب أن نعرف أنه داخل الحكومة، يجب على المرء دائما التمييز بين الشخص والوظيفة"، بحسب ما أكده مصدر مقرب من سعد الدين العثماني. نفس المجاملة تميز علاقات وزير الداخلية. وتابع مصدرنا قائلا: "لقد لاحظناه خلال اجتماعات مجلس الحكومة أو خلال اجتماعات اللجان الوزارية. حتى لو بدا باردا وجامدا، فهو يحترم زملاءه"، مضيفا: "لكن نلاحظ نوعا من التقارب وجوا من الانسجام مع بعض زملائه خلال الساعات التي يقضونها في مهمة في مناطق مختلفة من المغرب".

العمل أولا!

يكره عبد الوافي لفتيت تضييع الوقت. ليس له إلا عدد قليل جدا من الأصدقاء ودائرة أصدقائه تزداد ضيقا مع زيادة ثقل مسؤولياته. ويحكي أحد أصدقائه قائلا: "كان يلتقي أصدقاءه عندما كان في طنجة أو الصويرة. لكن منذ تعيينه واليا في الرباط، انقطع الاتصال به. لم نتصل به منذ ذلك الحين. نعلم جيدا أنه لا يحب خلط الأمور، وأنه يحب أن يضع مسافة بين صداقاته وعمله. هذه صفة عظيمة لكل رجل دولة".

الشيء الوحيد الذي يعرف عنه أنه يستمتع برحلات الصيد مع مجموعة من الأصدقاء. لكن يبدو أنه تاريخ قديم منذ أن تولى مقاليد وزارة الداخلية. معروف عن عبد الوافي لفتيت أيضا أنه شخص منظم للغاية.

ثم جاءت كورونا

يعتزم عبد الوافي لفتيت إنهاء مهمته بتنظيم الاستحقاقات الانتخابية صيف 2021. في مارس 2020، تسرب فيروس كورونا إلى المغرب وقلب حياة الملايين رأسا على عقب، كما في أماكن أخرى. وكان هناك حاجة إلى شخصيات قادرة على تحمل العبء الثقيل المتمثل في إدارة حياة المغاربة، يوما بيوم، إن لم نقل ساعة بساعة.

منذ الأيام الأولى لظهور الوباء، تواجد رجال لفتيت في الميدان. في الوقت نفسه، كان من الضروري إدارة (والتشريع) لحالة الطوارئ الصحية ولضمان تطبيقهاا على أحسن وجه. ويروي رجل سلطة في الدار البيضاء أن هذا الأمر تحقق "باعتماد مقاربة بيداغوجية، ولكن بالحزم في نفس الوقت في تطبيق القانون".

© Copyright : يوسف الحراق - Le360

وبينما كانت الأطر العليا في وزارة الداخلية تدبج المراسيم، كان الرجال الذين يرتدون الزي الرسمي يجوبون الأحياء والشوارع والأسواق في البلاد لتجنب وقوع كارثة في المملكة. هل كللت المهمة بالنجاح؟ نعم إلى حد كبير، لكن الباقي سيتوقف على تعبئة ومشاركة الجميع.

وفي نفس الوقت، كان من الضروري تدبير المساعدات المباشرة للمتضررين من الأزمة. لأنه إذا كان محمد بنشعبون يوقع على المساعدات، فإن إدارة لفتيت هي القادرة على معرفة من هو المحتاج (حقا). كم نقمة في طيها نعمة، فقد أجبر الوباء بلادنا ووزارة الداخلية على الإسراع في إخراج السجل الاجتماعي الموحد إلى حيز الوجود.

ويعلق إحسان الحافظي، المختص في مجال الحكامة الأمنية قائلا: "اكتشفنا رجلا يعرف كيف يمكن التعامل مع أزمة. كانت له قدرة كبيرة على قيادة الإدارات والمصالح التابعة لوزارته".

ويضيف إحسان الحافظي: "إنه يجسد مقاربة لإدارة القرب ولقد رأينا كيف أنه كان صارما للغاية مع رجاله الذين فشلوا في أداء واجبهم".

تحديث الوزارة

مع الوباء، كان على وزارة الداخلية الإسراع بتحديث مصالحها. في الوقت نفسه، كان من الضروري وضع مجموعة من التطبيقات، والتخلص تدريجيا من الأوراق، وإزالة الغبار عن سجلات الأحوال المدنية ورقمنتها، وإدارة أطنان الطلبات المختلفة (تراخيص السفر وما إلى ذلك). وعلى الرغم من بعض المشاكل، لم يفشل لفتيت ورجاله.

وقال إحسان الحافظي: "إذا تم الاستشهاد بالمغرب اليوم كمثال على نجاح حملته الوطنية للتلقيح، فإن الفضل يعود إلى حد كبير إلى وزارة الداخلية التي أدارت كل شيء".

"نحن نعمل 7 أيام في الأسبوع و24 ساعة في اليوم بتعليمات من الوزير وفي أحد الأيام ستكون كل هذه المحنة وراءنا إن شاء الله"، يؤكد رجل سلطة يعمل في العاصمة الذي تم استدعاؤه لإدارة في نفس الوقت لحملة التلقيح في مقاطعته والحرص على تلبية مطالب مواطنينا في الخارج، بما في ذلك خلال عطلات نهاية الأسبوع.

رهان الانتخابات...

على الرغم من الأزمة الصحية، فقد تقرر على أعلى مستوى في الدولة إجراء الانتخابات في موعدها. ومن أجل ذلك، كان من الضروري الإشراف على هذه العملية الشاقة: تنقيح اللوائح الانتخابية وإعداد مشاريع القوانين والنصوص التنظيمية المتعلقة بالانتخابات.

كانت من أصعب المراحل هي مرحلة التفاوض مع الأحزاب السياسية حول الترسانة التشريعية الخاصة بالانتخابات. مهمة لم تكن سهلة على الإطلاق خاصة في مواجهة حزب العدالة والتنمية الذي، من خلال لعب دور الضحية، يعتبر أن كل شخص يستهدفه. ولكن هنا أيضا نحج لفتيت ورجاله في هذا الرهان: كل شيء جاهز للموعد الحاسم في 8 شتنبر، موعد الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية. يبقى التحدي المتمثل في إجراء اقتراع شفاف وفقا للتعليمات الملكية.

والقنب الحلال...

سيتذكر التاريخ أنه تحت قيادة عبد الوافي لفتيت أعدت وزارة الداخلية مشروع قانون يحدث ثورة حقيقية: تقنين زراعة القنب الهندي للاستخدامات الصناعية أو الطبية. قضية بسيطة؟ لا على الإطلاق خاصة عندما نتذكر المناقشات الصاخبة في البرلمان، مرة أخرى، مع الحزب الإسلامي الذي شعر بأنه مستهدف من قبل مثل هذا القانون.

حزب العدالة والتنمية، الذي يلعب بورقة الأخلاق كما هو الحال دائما، لا يريد أن يسجل في السجلات التشريعية أن مثل هذا النص قد تم اعتماده عندما كان يقود السلطة التنفيذية. لكن عبد الوافي لفتيت ليست له حسابات سياسوية وليست له أجندة أخرى سوى أجندة المصلحة العامة للمغرب والمغاربة.

في شخص عبد الوافي لفتيت، فاز المغرب برجل دولة ذو قيمة كبيرة.

توضيب: عبد الرحيم الطاهيري

تحرير من طرف محمد بودرهم
في 07/07/2021 على الساعة 11:00