بالفيديو: ضحايا يطالبون القضاء الإسباني باعتقال ابراهيم غالي

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية . DR

في 24/04/2021 على الساعة 18:25

بعد أن علموا بإدخال زعيم البوليساريو إلى المستشفى في إسبانيا، قام ضحاياه، من الإسبانيين والمغاربة، بالمطالبة بتحقيق العدالة من خلال تحريك المسطرة بشأن جرائم القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها زعيم الانفصاليين في حق ضحاياه، الذين يضعون إسبانيا أمام مسؤولياتها.

المواطن الجزائري محمد بن بطوش لن يحمي إبراهيم غالي من العدالة الإسبانية. فبعد علمهم بدخول زعيم جبهة البوليساريو، بهوية مزيفة تحت اسم محمد بن بطوش، طالب ضحاياه العدالة الإسبانية بتحريك المسطرة في الشكايات التي تقدم بها عدة مواطنين وجمعيات ضد زعيم الانفصاليين. فهدا الأخير يجب أن يحاسب على الجرائم النكراء التي ارتكبها: الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية والإرهاب والاعتقال التعسفي والتعذيب والاغتيالات والاغتصاب...

إن خطورة الجرائم التي يتهم زعيم البوليساريو بارتكابها تضع السلطة التنفيذية الإسبانية في موقف محرج للغاية. حتى لو تلقت الجزائر على الأرجح ضمانات بمعاملة إبراهيم غالي في إسبانيا، دون أن تطاله يد العدالة، فإن الكشف عن الهوية الحقيقية للمواطن الجزائري محمد بن بطوش خلق وضعا يصعب على الحكومة الإسبانية التعامل معه.

مواطنون إسبان في مواجهة إبراهيم غالي

زعيم جبهة البوليساريو محاصر من جميع الجهات. ليس الصحراويون وحدهم من يطالب باستنطاقه ومحاكمته على سجله الإجرامي بأكمله. لكن أيضا المواطنين الإسبان الذين عانوا من الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها البوليساريو بحقهم تحت القيادة المباشرة لإبراهيم غالي.

يتعلق الأمر بأحفاد صيادي جزر الكناري الذين قتلوا على يد البوليساريو بين عامي 1973 و1986 والذين شكلوا الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب. نشرت هذه المنظمة غير الحكومية بيانا صحفيا يوم السبت 24 أبريل 2021 دعت فيه إلى إلقاء القبض على إبراهيم غالي على الفور. لا تخفي هذه الجمعية استغرابها من رؤية رئيس الجلادين يدخل إسبانيا ويتلقى العلاج هناك في مستشفى عمومي.

المنظمة الكنارية غير الحكومية غاضبة من تعليقات المسؤولين الحكوميين في مدريد الذين تذرعوا بـ "أسباب إنسانية" لتبرير الإذن الممنوح لإبراهيم غالي بدخول الأراضي الإسبانية. والكلمات التي تستخدمها هذه الجمعية قاسية للغاية تجاه الحكومة المتهمة بـ"تبييض الأعمال الإرهابية التي ارتكبها إبراهيم غالي بحجة المرض والأسباب الإنسانية المزعومة".

وتذكر هذه الجمعية أن مذكرة توقيف صدرت من قبل خوسيه دي لا ماتا، القاضي بالمحكمة الوطنية، ضد إبراهيم غالي بتهمة ارتكاب "اغتيالات وخطف وإطلاق نار على الكناريين وإرهاب وإبادة جماعية وجرائم ضد" الإنسانية".

نداء سعداني ماء العينين

الإسبان ليسوا الوحيدين الذين يطالبون بالعدالة. سعداني ماء العينين هي من أوائل الضحايا الذين نددوا في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بجرائم البوليساريو. فقد عانت هذه الممثلة النقابية وعضو المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس) من انتهاكات جسمية جراء ترحيلها قسرا إلى كوبا. إنها واحدة من آلاف الشباب الصحراويين الذين أرسلتهم الجبهة إلى هذا البلد ليتم شحنهم إيديولوجيا عند كاسترو وبالتالي يخضعون لعملية غسيل دماغ حقيقية.

سعداني ماء العينين هي أيضا من أوائل ضحايا التعذيب الذين قدموا شكاية في إسبانيا ضد جرائم البوليساريو. وكان ذلك في عام 2007، ولم يتم الإعلان عن قبول الشكاية المذكورة إلا في عام 2013، قبل أن يتم تجميدها للأسباب المذكورة أعلاه.

"الضحايا يريدون إخبار الرأي العام، الإسباني والدولي، بمعاناة آلاف الصحراويين في مخيمات العار (...). نريد أن تتحقق العدالة وألا يفلت المتهم في هذه القضية من العقاب عن الجرائم الجسيمة المرتكبة ضد آلاف الضحايا الأبرياء"، هذا ما أكدته حينها سعداني ماء العينين. المسطرة لم تكتب لها النحاج، لكنها قد تنجح فيما بعد.

"نحن صوت من لا صوت لهم، صوت الذين ماتوا أو ما زالوا محتجزين في المخيمات"، هذا ما قالته سعداني ماء العينين التي تطالب المملكة الإسبانية بإنصاف الضحايا.

وأضافت قائلة: "هؤلاء الناس (غالي وشركاؤه، ملاحظة المحرر) ملطخة أيديهم بالدماء (...). لدينا ثقة في الديمقراطية الإسبانية ونأمل أن نستعيد حقوقنا". ويذكر أن سعداني ماء العينين قدمت هي الأخرى مذكرة تطالب فيها القضاء الإسباني باستنطاق إبراهيم غالي.

كما قامت هذه الناشطة في شهر مارس الماضي بإطلاق نداء من أجل إنهاء محنة نساء تندوف، كما يظهر في مقطع فيديو آخر تم تسجيله في ذلك الوقت.

إبراهيم غالي هو أيضا موضوع شكاية اغتصاب، تم رفعها في 2013 إلى المحكمة الوطنية، وهي أعلى محكمة في إسبانيا، من قبل خديجتو محمود محمد الزبير التي تتهمه باغتصابها في عام 2010 في الجزائر العاصمة، المدينة التي كان إبراهيم غالي يشغل بها منصب سفير للجمهورية الصحراوية الوهمية.

إن شهادة هذه الشابة، بووجه مكشوف، كانت مؤثرة للغاية. اغتصبها إبراهيم غالي في مقر البوليساريو بالجزائر العاصمة، وقالت: "تركت المكان وأنا لا أزال أنزف".

أمام هذه الجرائم الخطيرة التي ارتكبها إبراهيم غالي، من المفهوم إذن أن تستقبله السلطات الإسبانية بهوية مزورة. إنها مضيعة للوقت: إبراهيم غالي لا يستطيع الهروب من جرائمه.

تحرير من طرف محمد بودرهم
في 24/04/2021 على الساعة 18:25