عرقلة معبر الكركرات: إجماع دولي ضد مناورات البوليساريو

DR

في 25/10/2020 على الساعة 19:15

في اليوم الخامس من عرقلة حركة المرور بمعبر الكركرات من قبل بلطجية البوليساريو، ارتفعت الأصوات من أجل تبني استراتيجية أمنية نهائية لهذا المعبر. ومن المتوقع اتخاذ قرارات في هذا الاتجاه في نهاية الاجتماع القادم لمجلس الأمن الدولي.

أصبحت وضعية سائقي الشاحنات المغاربة، وكذلك نظرائهم من الجنسيات الأخرى، العالقين في معبر الكركرات تثير قلق مهنيي النقل البري الدوليين وكذا المركزيات النقابية.

وهكذا، في بيان صحفي بتاريخ 23 أكتوبر 2020، وتم نشره يوم الأحد، شجبت المنظمة الديمقراطية للشغل (قطاع النقل واللوجستيك) المعاملة السيئة التي يتعرض لها سائقو الشاحنات المغاربة عند الخروج من منطقة الكركرات. وهؤلاء السائقون تعرضوا للاعتداء الجسدي والإهانة من قبل قطاع الطرق الانفصاليين المتمركزين في المنطقة العازلة الواقعة على الحدود المغربية -الموريتانية.

وأشارت النقابة إلى أن سائقي الشاحنات المغاربة قد خضعوا بالفعل لهذا النوع من المعاملة في المكان ذاته على يد بلطجية البوليساريو وفي نفس التاريخ من العام الماضي، داعية الحكومة المغربية إلى تأمين النقل البري الدولي بين أوروبا والمغرب وإفريقيا جنوب الصحراء مروراً بمنطقة الكركرات، كما تطلب ذلك الأمم المتحدة.

وإدراكا بأن الأعمال التخريبية التي تقوم بها مليشيات البوليساريو لا تهدف إلا لممارسة ضغوط عبثية على المجتمع الدولي في هذه اللحظة بالذات التي تسبق الاجتماع السنوي لمجلس الأمن حول الصحراء، يطالب قطاع النقل واللوجستيك في المنظمة الديمقراطية للشغل من الحكومة مساعدة الشركات المغربية المتأثرة بهذه الأحداث وكذلك سائقي الشاحنات العالقين في تلك المنطقة.

ومن جهتها، أشارت وسائل إعلام موريتانية يوم الأحد 25 أكتوبر 2020، إلى أن ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات المستوردة من المغرب بسبب إغلاق معبر الكركرات، لم يؤثر حتى الآن إلا على الطماطم التي ارتفع سعرها بنسبة 100 في المائة. وبالتالي، فإن الكيلوغرام من هذه الفاكهة قد انتقل من 500 إلى 1000 أوقية (أي من 14 إلى 28 درهما)، بينما ظلت أسعار المواد الغذائية المستوردة الأخرى ثابتة حتى الآن في السوق الموريتاني.

يتوقع جميع الفاعلين الاقتصاديين في المنطقة أن تضع قرارات الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء، والذي سيعقد خلال أربعة أيام، حدا لمناورات البوليساريو بشكل نهائي. الجبهة الانفصالية تهيئ نفسياً سكان مخيمات لحمادة لانتكاسة دبلوماسية أخرى في الأمم المتحدة. وهكذا أعلن المندوب الزائف للانفصاليين في نيويورك يوم السبت 24 أكتوبر لوكالة الأنباء الجزائرية أن "التسريبات" التي استطاع الحصول عليها من مسودة القرار المقبل لمجلس الأمن بشأن الصحراء لا تحمل أخبار جيدة لجبهة البوليساريو. وبحسب هذا الانفصالي، فإن هذا القرار "مدعاة للقلق، لأنه يسير في نفس اتجاه القرار السابق الصادر في أكتوبر 2019، بل سيكون أكثر سوءً لجبهة البوليساريو".

إن هذه الخيبات الدبلوماسية التي تحصدها الجزائر وجبهة البوليساريو، والتي أصبحت متكررة في الأمم المتحدة، تجعل بعض القادة الانفصاليين يخشون من أنها ستمتد أيضا إلى الاتحاد الإفريقي.

وهكذا دعا ممثل البوليساريو في السويد، سعيد زروال، المعروف بتأييده لعملية إرهابية ضد بعثة المينورسو في الكركرات العام الماضي، البلطجية الانفصاليين إلى إظهار نوع من "البراغماتية" وضبط النفس على الحدود المغربية -الموريتانية. وخوفا من أن يمتد الغضب الذي يتصاعد في صمت في موريتانيا إلى دول جنوب الصحراء، لا يستبعد الفرضية القائلة بأن الفاعلين الاقتصاديين في هذه البلدان يضغطون على قادتهم السياسيين من أجل توحيد صفوفهم ضد البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي والمطالبة بالتصويت لطرد هذه الدولة الشبحية من المنظمة الإفريقية. وكفي أن تستشهد هذه الدول بقضية الكركرات، حيث تنتهك البوليساريو باستمرار اتفاقية الاتحاد الإفريقي بشأن التعاون عبر الحدود، والمعروفة باسم اتفاقية نيامي المصادق عليها في مالابو يوم 27 يونيو 2014. هذه الاتفاقية تحظر رسميا أي عمل يهدف إلى إعاقة التعاون عبر الحدود بين الدول الإفريقية.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 25/10/2020 على الساعة 19:15