الكركرات: هل تريد البوليساريو الدخول في مواجهة مع المينورسو؟

ميليشيا بوليساريو . DR

في 23/10/2020 على الساعة 17:00

بعد العرقلة الجديدة لحركة المرور بمعبر الكركرات من طرف بوليساريو ورد الفعل الحازم للأمين العام للأمم المتحدة، لا يزال التوتر سيد الموقف في هذه المنطقة العازلة. ومما زاد الطين بلة أن إبراهيم غالي بعث يوم الخميس 22 أكتوبر مرة أخرى برسالة إلى الأمم المتحدة.

في رسالة جديدة، هي الثالثة من نوعها خلال شهر أكتوبر الحالي، أرسلت يوم الخميس 22 أكتوبر إلى الأمين العام للأمم المتحدة. يبدو أن زعيم جبهة البوليساريو يسعى إلى المواجهة المباشرة مع المجتمع الدولي، أو بشكل أكثر دقة، إلى ممارسة ضغوط يائسة على المجتمع الدولي قبل أسبوع من اجتماع وصدور قرار جديد عن مجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء.

في هذه الرسالة، التي صاغها الحكام الجزائريون، يهدد إبراهيم غالي علانية المجتمع الدولي، مؤكدا بأنه لن يمنع المتظاهرين بعد الآن من عرقلة معبر الكركرات، وبأنه سيدعمهم عسكريا.

علاوة على ذلك، وفي انتهاك صارخ لبنود اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991، شوهدت عدة مركبات عسكرية تابعة للبوليساريو يوم الخميس 22 أكتوبر، متوقفة في وسط المنطقة العازلة بالكركرات. هو انتهاك يتم تحت أنظار مراقبي بعثة المينورسو، الموجودين بأعداد كبيرة في المنطقة. وفضلا عن ذلك، نجح هؤلاء المراقبون بطريقة ما في إعادة حركة المرور بشكل متقطع عند المعبر. وبحسب وسائل الإعلام المقربة من البوليساريو، فإن الأمر يتعلق بالأحرى بـ "الاخوة الموريتانيين المرخص لهم بالمرور"، وهي طريقة لتحييد الرأي العام الموريتاني، الساخط على البوليساريو بسبب التداعيات الكارثية على الاقتصاد الموريتاني.

وقد اتصل بعض قادة البوليساريو بوسائل الإعلام الموريتانية لمحاولة تبرير الحظر الاقتصادي الذي يريدون فرضه على موريتانيا. وهكذا، فإن موقع Alakhbar.info، وهو الوسيلة الإعلامية التي تختارها بشكل عام البوليساريو والجماعات الإرهابية النشيطة في شمال مالي لنشر "بياناتهم الصحفية"، وعد بنشر مقابلة مع المكلف بالأمن بجبهة البوليساريو، عبد الله لحبيب. هذا الأخير أكد أن "الإغلاق الحالي لمعبر الكركرات ليس بأمر تكتيكي، لكن العودة إلى الحرب أصبحت حتمية".

يشار إلى أنه بعد ساعات فقط من قيام بلطجية البوليساريو بعرقلة حركة المرور بمنطقة الكركرات يوم الأربعاء 21 أكتوبر، رد الأمين العام للأمم المتحدة بحزم، من خلال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر المنظمة الأممية بنيويورك: "إننا نذكر أنه لا ينبغي إعاقة حركة المرور المدنية والتجارية العادية وأنه لا ينبغي اتخاذ أي إجراء يمكن أن يشكل تغييرا للوضع الراهن في المنطقة العازلة في الكركرات".

أمر الأمين العام للأمم المتحدة، للمرة الثالثة هذا العام، انفصاليي البوليساريو بمغادرة المنطقة العازلة بالكركرات وعدم إعاقة حركة المرور المدنية والتجارية. قبل شهر واحد فقط، في 24 شتنبر تحديدا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بوضوح البوليساريو إلى الانسحاب من منطقة الكركرات، بعد محاولة سابقة بعرقلة حركة المرور، وعدم القيام بأي عمل من شأنه حركة منع الحركة التجارية والمدنية عبر الحدود المغربية الموريتانية.

ويوم 20 يناير 2020، حذر أنطونيو غوتيريس البوليساريو أيضا من أي محاولة لعرقلة مرور قافلة رالي إيكو رايس أفريكا (Rallye Eco Race Africa).

لكن يوم الأربعاء الماضي، بدا أنطونيو غوتيريس أكثر حزما، عندما دعا بعثة المينورسو لتعبئة "المزيد من عناصرها" في الكركرات "لإعادة حركة المرور" كلما حاولت البوليساريو عرقلتها.

يبدو هذا التحذير الجديد بمثابة رد على رسالة إبراهيم غالي المؤرخة في 8 أكتوبر، والتي أرسلها سفير جنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة إلى أعضاء مجلس الأمن. وانتقد زعيم البوليساريو التقرير الأخير لأنطونيو غوتيريس، وهدد بقطع الاتصالات مع الأمم المتحدة، أو حتى باللجوء إلى الخيار العسكري.

إن ثبات الأمم المتحدة على مواقفها في الدفاع عن الشرعية الدولية بشأن حرية حركة المرور بمعبر الكركرات هو الذي يبدو أنه يثير غضب إبراهيم غالي. وفي رسالته المؤرخة في 22 أكتوبر، اشتكى من تكرار "عبارة "الحركة التجارية والمدنية بمعبر الكركرات في تقارير الأمم المتحدة منذ أبريل 2017، في تقارير الأمم المتحدة" والتخلي عن أي إشارة إلى الاستفتاء في تلك التقارير.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 23/10/2020 على الساعة 17:00