تندوف: مأساة شابة صحراوية مُخيرة بين الزواج من عجوز أو الموت

DR

في 30/12/2019 على الساعة 16:04

أمام خيار قبول الزواج القسري من رجل عجوز أو الموت، نجحت محتجزة صحراوية تبلغ من العمر 18 سنة في التخلص من قضبة الجلادين في تندوف وسافرت إلى برشلونة عبر مطار الجزائر العاصمة بوثائق سفر مزورة. وفيما يلي التفاصيل.

قصة هذه الشابة استأثرت باهتمام الإعلام الإسباني منذ الأحد 22 دجنبر، عندما حلت هذه الصحراوية في المطار الدولي لبرشلونة آتية من مخيمات لحمادة-تندوف.

ولاحظت عناصر الحدود الإسبانية أن "هذه الزائرة الغريبة كانت تحمل وثائق سفر مزورة". بدأت الأسئلة تتناثر: كيف تمكنت المعنية بالأمر من الإفلات من أنظمة المراقبة الجزائرية المعروفة بصرامتها والصعود إلى الطائرة التي أخدتها إلى برشلونة، دون أن تثير أدنى الشك؟ كيف استطاعت أن تفلت من قبضة العصابة المتحكمة في تندوف، وقبل كل هذا وذاك الإفلات من وضعية تذكر بالفظاعات التي كانت تقاسيها النساء في العصور الوسطى؟

هذه الشابة الصحراوية المحتجزة كانت مخيرة بين أمرين أحلاهما مر: الموت أو الزواج "القسري" من رجل عجوز، كما خطط لذلك، والدها الذي كان يهتم أكثر بالمال أكثر من كرامة ابنته (ومستقبلها)!

"لقد هددني والدي بالموت إذا لم أقبل الزواج"، هذا ما أكدت الشابة للصحفيين الإسبان الذين توافدوا في ذلك اليوم إلى مطار برشلونة الدولي، حيث حل به نشطاء جمعويون إسبان من أجل الاستفسار عن الأمر والاستفسار ومساعدة هذه الشابة الناجية من مخيمات العار.

شابة صحراوية في مقتبل العمر من العمر يبيعها والدها إلى وحش آدمي، يكبرها سنا عدة عقود مقابل الحصول على المال، يذكر بعصر العبودية المشؤوم، بحسب ما كتبه الصحفيون الإيبيريون، كرد فعل على الرحلة المثيرة لهذه الصحراوية التي أصبحت قضية رأي عام.

حكاية هذه الشابة ليست خبرا عاديا، ويجب أن لا يتم التعامل معها تعاملا أمنيا. ولحسن الحظ فقد فهمت الشرطة الإسبانية هذا الأمر وقررت التصرف وفقا لذلك، بعد أن تقدمت الضحية الصحراوية الشابة بطلب الحصول على اللجوء السياسي.

"تم رفض طلب اللجوء الخاص بالشابة في البداية، ولكن بعد فحص الملف، تم قبول طلبها يوم السبت الماضي"، هذا ما أكدته صحيفة "20 Minutos"، مشيرة إلى أن محامية الضحية، ناتاليا كاستيلانو، قدمت استئنافا لدى وزارة الداخلية مع تقديم طلب الحماية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

ووفقا لآخر الأخبار، فإن الشابة الصحراوية، التي تدعي أنها ساعدتها والدتها على الفرار من "جحيم" في تندوف، قد تركت الآن المخيمات، في انتظار أن يتم قبول طلبها للحصول على اللجوء السياسي.

من المؤكد أن قبول طلب اللجوء السياسي هو أمر مرحب به في حالة هذه الشابة، ولكن هذا لا ينبغي أن ينسينا المصير المروع والقاتم للعديد من الفتيات الصحراويات اللائي يعانين من العبودية الجنسية في "جمهورية" "الجاهلية"!

تحرير من طرف محمد حمروش
في 30/12/2019 على الساعة 16:04