وأوضحت الدراسة التي قادها داميان سانتومورو، الأستاذ المساعد في معهد المقاييس الصحية بجامعة واشنطن، أن واحدا من كل 127 فردا حول العالم كان مصابا بالتوحد في عام 2021. وأكدت أن هذا الاضطراب يحتل مرتبة متقدمة في قائمة الأسباب غير المميتة التي تؤثر على جودة حياة الأطفال والمراهقين.
أهمية التشخيص المبكر
تبرز النتائج أهمية التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد لدى الأطفال، حيث يمكن أن تساعد التدخلات العلاجية المبكرة في تحسين جودة حياتهم على المدى الطويل. وأشار الباحثون إلى ضرورة تقديم الدعم ليس فقط للأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد، بل أيضا للبالغين الذين يعانون من نقص في الخدمات المخصصة لاحتياجاتهم.
وذكر الباحثون: « من الضروري تلبية احتياجات المصابين بالتوحد على مدار حياتهم، مع التركيز على البالغين الذين يظلون في كثير من الأحيان خارج دائرة البحث والخدمات الصحية ».
تأثير الأعياد والمناسبات على الأطفال المصابين بالتوحد
تعد الأعياد والمناسبات، مثل عيد الميلاد ورأس السنة، أوقاتا صعبة للأطفال المصابين بالتوحد، حيث قد تكون الأجواء المليئة بالألوان والضوضاء والروائح، بالإضافة إلى التغيرات في الروتين اليومي، مثيرة للتوتر والخوف.
وكتب ديفيد بوهيم، مساعد تدريس في ألمانيا، في مقال نشره موقع Autism Spectrum News: « فترة الأعياد قد تكون مرهقة ومرعبة لطفل مصاب بالتوحد بسبب التغيرات الكبيرة في البيئة المحيطة ».معدلات انتشار اضطراب طيف التوحد
اعتمدت الدراسة على بيانات تم جمعها من 105 دراسات في 33 دولة، وأظهرت أن معدلات الإصابة بالتوحد شهدت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2021، كانت النسبة واحدا من كل 127 شخصا، مقارنة بنسبة واحد من كل 271 شخصا في عام 2019. وأرجع الباحثون هذا الارتفاع إلى تغييرات في طرق تشخيص التوحد وتقدير نسب الإصابة.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن هذه النسبة أعلى بكثير من تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، التي تشير إلى أن النسبة تصل إلى واحد من كل 36 طفلا. وأشار التقرير إلى أن الطريقة المستخدمة في الدراسة، التي اعتمدت على مراجعة الملاحظات السريرية والسجلات التعليمية لتحديد الحالات المحتملة، قد تسببت في تقدير أعلى من المعدل الحقيقي.
الفجوة بين الجنسين وتوزيع الحالات
أظهرت الدراسة أن معدلات الإصابة بين الذكور ضعف معدلاتها بين الإناث، حيث سجلت 1,065 حالة لكل 100,000 ذكر، مقارنة بـ508 حالات لكل 100,000 أنثى. ومع ذلك، فإن هذه الفجوة أقل من تقديرات CDC التي تشير إلى أن اضطراب التوحد أكثر شيوعا بين الذكور بأربع مرات مقارنة بالإناث.
كما كشفت الدراسة أن معدلات الإصابة بالتوحد تنخفض مع تقدم العمر، مما يعزز الحاجة إلى التركيز على التشخيص المبكر.
توصيات لمعالجة التحديات
اختتم الباحثون دراستهم بالتأكيد على أهمية تخصيص موارد أكبر لتحسين برامج الكشف المبكر عن التوحد، وتطوير أدوات التشخيص، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تعاني الخدمات الصحية من نقص كبير. كما شددوا على ضرورة توفير دعم لمقدمي الرعاية، وخدمات تناسب الاحتياجات المتغيرة للمصابين بالتوحد على مدار حياتهم.