وتُعد الدراعة بالنسبة للرجال، والملاحف بالنسبة للنساء، من أبرز مكونات اللباس التقليدي الذي تحرص الأسر الصحراوية على اقتنائه استعداداً للأعياد والمناسبات الدينية، خاصة عيد الأضحى، لما يحمله من رمزية ثقافية واجتماعية تعزز روح الانتماء والاحتفال.
خلال جولة ميدانية لموقع le360 في شارع اسكيكيمة، أحد أعرق الشوارع التجارية وسط مدينة العيون، والذي يزدهر بمحلات بيع اللباس الحساني التقليدي، عبّر عدد من المواطنين عن احترامهم الكبير للقرار الملكي بعدم ذبح الأضاحي، معتبرين إياه قراراً حكيماً يراعي المصلحة العامة، ويعكس حساً عالياً بالمسؤولية في ظل الأوضاع الراهنة.
في المقابل، أكد المواطنون أن غياب شعيرة الذبح هذا العام لم يمنعهم من الحفاظ على أجواء العيد، حيث وجدوا في اللباس التقليدي بديلاً معنوياً يعيد دفء العيد وروحه إلى البيوت الصحراوية. وأوضح أحد الشباب أن الدراعة ونسختها الحديثة « التارگية » أصبحتا وسيلة للتعبير عن الفرح والانتماء، مشيراً إلى أن أسعار « التارگية » تتراوح بين 800 و2500 درهم حسب جودة الأقمشة، وتلقى رواجاً واسعاً بين الشباب لما تتميز به من عملية وأناقة.
ويعتبر اللباس الحساني، وفق العديد من أبناء المنطقة، رمزاً للهوية المحلية ورافداً من روافد الهوية المغربية المتعددة. كما يمثل الاحتفاء به خلال الأعياد وسيلة فعّالة لربط الأجيال الجديدة بجذورها الثقافية، من خلال مشاركة جماعية في مظاهر الفرح والزيارات العائلية وأداء صلاة العيد، رغم غياب الأضحية هذه السنة.
ويجدر التذكير بأن المجتمع الحساني، كغيره من مكونات الهوية المغربية، يولي أهمية بالغة للموروث الثقافي، ويسعى للحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة، خصوصاً في المناسبات التي تعزز التماسك الاجتماعي والروح الجماعية.