في عصر الآلة.. سكان قرى العرائش يُحافظون على الوسائل التقليدية لعصر الزيتون

في عصر الآلة.. سكان قرى العرائش يُحافظون على الوسائل التقليدية لعصر الزيتون

في 09/12/2024 على الساعة 07:00

فيديوتشتهر منطقة بني عروس، الواقعة بإقليم العرائش، بزيت الزيتون، التي يتم استخلاصها بطرق تقليدية وكلاسيكية، عبر عصرها بواسطة ما يسمى بـ«الرحى» على الخصوص، وهي الطرق التي يحبذها ساكنة المنطقة، حيث حافظوا عليها رغم عصر الآلة الحالي ورغم إكراهات الجفاف التي أثرت بشكل سلبي على محصول وغلة الزيتون والزيت.

زيت «الرحى»

ظل وسيلة عصر الزيتون بواسطة «الرحى»، وهي الحجرة التي تستعمل في المعصرة التقليدية، ويتراوح ثمنها ما بين 6000 إلى 8000 درهم، من بين الوسائل المستعملة بصفة عامة من قبل فلاحي قرى ومداشر بني عروس والضواحي، حيث أن غالبية الفلاحين يفضلون عصر محصولهم من الزيتون بطرق تقليدية داخل عدد من المعاصر التي تستعمل «الرحى وأكادر»، كون الزيت الذي يحصلون عليه يختلف كثيرا عن زيت المعاصر العصرية.

وتتواجد بمدشر «الدشيار» ببني عروس حوالي ست معاصر تقليدية تستعمل «الرحى» فقط، حيث أن بعض فلاحي القرية ما يزالوا يحتفظون بطريقة تقليدية في عصر الزيتون، وهي طريقة عصر خاصة تكاد تتجه إلى الاندثار، حسب تصريحات الفلاحين الذين يؤكدون أن عصر الزيتون في «الرحى» كان من أولى الطرق التي تواكب موسم الزيتون بالمنطقة، رغم أنه في السنوات الأخيرة ومع قلة الإنتاج، بدأت بعض المعاصر التقليدية في التوقف.

عزل الزيت من «أكادر»

«أكادر» أو «أكادير»، عبارة عن صهريجين يتم حفرهما قرب معصرة «الرحى»، حيث يتم عصر كميات من الزيتون تصل أحيانا إلى قنطارين، قبل أن يتم نقل الزيتون الذي تم عصره إلى أحد الصهريجين، حيث يتم إفراغ كمية الزيتون فيه، وبعدها تعمل النساء على صب المياه العذبة القادمة من جبال بوهاشم وسط «الزيتون المطحون» في «أكادر الأول»، ليتم بعدها استخلاص الزيت بواسطة منديل أبيض، قبل التخلص من مادة «المرج» الذي يتدفق نحو الصهريج الثاني أو «أكادر».

وبحسب فلاحي المنطقة، فإن هذه العملية تتطلب نحو يوم كامل من العمل لعصر الزيتون، الذي يتم نقله لهذه المعاصر التي تستعمل الدواب في تدوير «الرحى»، وهي معاصر تقليدية صغيرة الحجم وبدائية توزعت في عدد قليل من قرى بني عروس كما القرى المجاورة، إذ تعصر الزيتون بطريقة «الخريج» المميز بلونه الأسود الغامق، ويحرص أفراد العائلات على مواكبة هذه العملية في منازلهم ويتفرغون لأداء المهمة في كل موسم.

معاصر متوقفة

ما زالت قرى بمنطقة بني عروس، كما في مناطق أخرى مجاورة، حتى اليوم، تحتفظ بقطع حجرية مجوفة يطلق عليها «الرحى» في عدد من الحقول، غير أنها توقفت عن العمل نهائياً بسبب قلة «غلة الزيتون»، ومردّ ذلك شح التساقطات المطرية والجفاف الذي ضرب المنطقة وأثر على أشجار الزيتون لسنوات، عكس ما كانت عليه من قبل.

ويشرح أحد الفلاحين عن تلك الآلة الحجرية المترامية في بعض الحقول، بقوله: «هو مكسر حجري كبير مجوف ومحفور، في داخله حفرة وبقلبه عمود مدحلة مع الحجر ومتحورة على المحور لخارج الحوض من اليمين واليسار يربطونه مع الدابة ويغطون عينيها كي لا تشعر بالدوار أثناء الدوران ومهمته كسر الزيتون ومن ثم يضعونه لعصر حبات الزيتون».

ويؤكد الفلاح ذاته: «اليوم فعلا عدد كبير من معاصر الرحى توقفت عن العمل بهذه المنطقة وباتت من التراث القديم، قبل أعوام قليلة كان الناس هنا يقضون حوالي شهرين لعصر الزيتون ويكثر الإقبال على هذه المعاصر التقليدية».

ويؤكد صاحب إحدى المعاصر التقليدية بالمنطقة، بدوره، أن «الزيت المستخلصة بهذه الطرق التقليدية بالمنطقة، هي زيت يحبها ساكنة «جبالة»، وهذا النوع طعمه لا يضاهى ولا يفارق وجباتهم اليومية»، مضيفا: «صحيح أن إنتاجه انخفض هذا العام بسبب الجفاف، لكن لا بد من صناعة زيت «الرحى وأكادر» في كل موسم».


تحرير من طرف سعيد قدري
في 09/12/2024 على الساعة 07:00