تحلية مياه البحر في المغرب: تسريع وتيرة إنجاز مشاريع كبرى لمواجهة الإجهاد المائي

مشاريع محطات تحلية مياه البحر

في 09/08/2025 على الساعة 07:00

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وتراجع التساقطات المطرية، يواصل المغرب تنفيذ برنامج وطني طموح لتحلية مياه البحر، بهدف تأمين الموارد المائية وضمان الأمن المائي لساكنته، خاصة في المناطق الساحلية والمناطق التي تعرف ضغطاً متزايداً على الماء.

هذا البرنامج، الذي يندرج في إطار التوجيهات الملكية السامية، يهدف إلى إنتاج 1.7 مليار متر مكعب سنوياً من المياه المحلاة في أفق سنة 2030، مما يجعله أحد أكبر البرامج المائية على مستوى القارة.

محطات في الخدمة وأخرى قيد الإنجاز

حاليا، يتوفر المغرب على 17 محطة لتحلية المياه تعمل بطاقة إنتاجية تبلغ 320 مليون متر مكعب سنوياً. كما توجد أربع مشاريع جديدة في طور الإنجاز بطاقة إجمالية تبلغ 532 مليون متر مكعب سنوياً، وفق ما أكده وزير التجهيز والماء نزار بركة.

وتشمل هذه المشاريع الكبرى، التي يتم إنجازها بشراكة بين القطاعين العام والخاص، يشرح المسؤول الحكومي، في جوابه عن سؤال كتابي في مجلس المستشارين، محطتا الجديدة وآسفي اللتان بدأ استغلالهما الجزئي منذ سنة 2023، على أن تدخلان مرحلة الإنتاج الكامل نهاية 2026، مشيرا إلى أن محطة الجديدة تؤمن حالياً 80% من حاجيات كل من الدار البيضاء الجنوبية وسطات وبرشيد.

أما في ما يخص محطة الداخلة، فقد كشف الوزير أن نسبة إنجاز الأشغال بلغت 78%، وتضم أيضاً محطة لتوليد الطاقة، على أن تدخل الخدمة منتصف 2026.

هذه المحطة التي يتم تشييدها على بعد 130 كيلومترا شمال مدينة الداخلة، تعتبر من بين أضخم المشاريع في مجال تحلية المياه بالمغرب، ويرتقب أن تنتج 37 مليون متر مكعب من المياه المحلّاة سنويا، منها 30 مليون متر مكعب مخصصة للري الفلاحي بمحيط سقوي يمتد على مساحة 5200 هكتار، كما ستساهم المحطة في توفير الماء الشروب لمدينة الداخلة وتلبية حاجيات ميناء الداخلة الأطلسي.

وفي السياق نفسه، لفت بركة إلى أن أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، الأكبر من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، وصلت إلى 40%، ومن المرتقب تشغيلها مع نهاية 2026، ويرتقب أن تبلغ قدرتها الإنتاجية 300 مليون متر مكعب سنوياً، مشيرا إلى أنه «تم الحرص على تسريع وتيرة إنجاز هذا البرنامج لضمان حاجيات الماء الشروب للمدن الساحلية وبعض المدن الداخلية، وسقي بعض المساحات الفلاحية».

توسع وطني شامل

وضمن رؤية استراتيجية لتأمين المياه عبر مختلف جهات المملكة، يشرح الوزير، تمت برمجة 13 مشروعاً إضافياً لتحلية المياه في المناطق الساحلية، لتلبية حاجيات الماء الصالح للشرب وسقي الأراضي الفلاحية ودعم الحاجيات الصناعية، حيث تم الانتهاء من الدراسات التقنية لبعض هذه المشاريع، كالرباط، الجهة الشرقية، طنجة، كلميم، والصويرة، فيما لا تزال أخرى في طور الإنجاز كمحطة سوس-ماسة.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أنه يتم العمل مع المكتب الشريف للفوسفاط على توسعة محطتي الجديدة وآسفي، ليس فقط لتعزيز التزويد بالماء الصالح للشرب، بل أيضاً لإنتاج المياه الصناعية اللازمة لسد حاجيات القطاع الصناعي.

محطات متنقلة لمواجهة الطوارئ

ولم تغفل وزارة التجهيز والماء حاجيات العالم القروي والمناطق المعزولة، حيث تم إطلاق برنامج بشراكة من وزارة الداخلية لاقتناء 244 محطة متنقلة لتحلية المياه المالحة ومياه البحر، بطاقة إجمالية تبلغ 1563 لتر/ثانية. وقد تم فعلياً تسليم 89 محطة متنقلة، في انتظار تشغيل باقي المحطات خلال سنة 2025.

وشددت الوزارة على أن هذه المشاريع يتم تنزيلها بتخطيط وتدبير استراتيجي، وبمقاربة تشاركية تشمل كافة الفاعلين المؤسساتيين، بدءً من البرمجة، مروراً بالدراسات، وصولاً إلى الأشغال وتتبع الإنجاز، وذلك وفق تخطيط وتدبير استراتيجي للموارد المائية، تحت إشراف اللجنة الوطنية للماء، التي تتابع بانتظام تقدم الأشغال والبرامج.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 09/08/2025 على الساعة 07:00