وفي هذا الصدد، أوضحت رباب الدباب، المديرة الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء، في تصريح هاتفي لـLe360، أن هذه الطريق التكميلية لا تدخل ضمن مشروع الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، الذي انتهت به الأشغال بشكل كلي قبل ما يُقارب شهرين.
وأضافت الدباب أن أشغال توسعة وتقوية الطريق التكميلية الداخلة-الكركرات بلغت، الآن، مرحلتها الثانية، بعد الانتهاء من الشطر الأول، البالغ طوله 20 كيلومترا، والممتد من النقطة الكيلومترية 40، جنوب الداخلة، إلى منطقة العركوب.
وأردفت المسؤولة الإقليمة أنه، من المرتقب، أن تنتهي الأشغال كليا بهذه الطريق التكليمية مطلع شهر يوليوز 2025، لتساهم في تحسين جودة التنقل بأقصى جنوب بلادنا.
وفي سياق ذي صلة، كانت أشغال الطريق السريع تيزنيت-الداخلة قد انتهت كليا، نهاية نونبر 2024، حيث بلغت نسبة إنجازها 100 بالمائة. هذا المشروع الضخم، الذي همّ هيكلة الطريق الوطنية رقم 1 على طول 1055 كيلومترا، اندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس، عام 2015، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء.
وهكذا، كان مبارك فنشا، المدير المركزي للطريق السريع تيزنيت-الداخلة، قد أكد في تصريح هاتفي سابق لـLe360، أن هذا المشروع قد عرف ثلاثة مكونات كبرى، من ضمنها محور العيون-الداخلة، بطول 500 كلم، بتكلفة قاربت 1 مليار درهم، انتهت بها الأشغال منذ سنوات، والتي شملتها التوسعة والتقوية وفقا للمعايير الدولية للسلامة الطرقية.
وتابع المسؤول الوزاري: «أما المحور الثاني، فهو العيون-كلميم، بطول 436 كلم، وبتكلفة ناهزت 5 ملايير درهم، والذي عرف إنشاء أكبر عدد من القناطر على وديان كبرى، أمام صعوبات جمّة، لم تَحُل دون انتهاء الأشغال بها».
ومرّ المدير المركزي إلى الحديث عن المحور الثالث، الذي يربط تيزنيت بكلميم على طول 114 كيلومترا، بتكلفة قاربت ملياريْ درهم، حيث يمر من الأطلس الصغير.
أشغال الطريق السريع تيزنيت-الداخلة بالصحراء المغربية
وأشار مبارك فنشا إلى الخلفية الاستراتيجية للمشروع، حيث سيكون له وقع اقتصادي وتنموي بدأت ثماره تتجلى وتنعكس على المناطق الجنوبية وسكانها، منوها بالاستثمارات الأجنبية واليد العاملة المغربية ومكاتب الدراسات وكل المساهمين في ميلاد هذا المشروع الضخم، الذي يعتبر مغربيا خالصا في كل مكوناته ومراحله بصفته مشروعا استراتيجيا محضا وحلما قد تحقق بالكامل في انتظار الانتهاء من بعض الأشغال المحدودة، والتي تتعلق بأشغال التشوير في محور كلميم-تيزنيت، سيتم تجاوزها في الأيام القليلة القادمة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطريق السريع تيزنيت قد عرف عدة إضافات، تصب بالأساس في ضرورة تحسين السلامة الطرقية وسلاسة الحركة بهذه المحاور الطرقية الضخمة، كان أهمها الجسر على وادي الساقية الحمراء، الذي سيرى النور بالطريق المداري بطول 1648 متر، بتكلفة تتجاوز 1,3 مليار درهم، حسب ما أكده خليل رمضان، رئيس إعداد أشغال الجسر على وادي الساقية الحمراء، في تصريح سابق لـLe360، بعلو يصل إلى 46 مترا، بأعمدة ستبنى على أساسات عميقة، ليساهم بذلك في التخفيف من الضغط وحركة السير بشوارع وأزقة المدينة الصحراوية الواقعة بجنوب المملكة المغربية.
إطلاق الأشغال رسميا لإنجاز أطول جسر بالمغرب
هذا، وقد شكل هذا المشروع موضوع اتفاقية شراكة وقعت شهر فبراير 2015، بين ثلاث وزارات، هي: وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء (التسمية القديمة)، فضلا عن أربع جهات، وهي: جهة سوس، وجهة كلميم-وادنون، وجهة العيون-الساقية الحمراء، ثم جهة الداخلة-وادي الذهب.