وتسارع الجهات الوصية بالمعاريف الزمن لوضع اللمسات الأخيرة على ممر أسامة ابن زيد، المقابل للمركب الثقافي محمد الزفزاف، الذي يرتقب افتتاحه خلال عيد العرش المجيد نهاية الشهر الجاري، وفق ما أكده عبد الصادق مرشد، رئيس مقاطعة المعاريف.
هذا المشروع، الذي رصدت له ميزانية قدرت بـ2 مليون درهم، لم يُلبِّ الحد الأدنى من انتظارات الساكنة، وفق تصريحات استقيناها من عين المكان، لكنه مكّن من حل مشكل أكبر يتمثل في انتشار المتشردين والمخدرات.
«عرف هذا الممرّ، الذي كان في الماضي يحتضن مجمعا تجاريا عشوائيا يضم نحو خمسين محلا، تحوّلا كبيرا، بعدما كان يُنظر إليه كمنطقة غير آمنة ومهملة، تمكنا من هدم المركب التجاري، وقمنا بتوسيع الساحة»، يقول عبد الصادق مرشد، رئيس مجلس مقاطعة المعاريف، في تصريح لـLe360.
وأوضح مرشد أن تأخر المشروع يعود إلى أن مصالح المقاطعة رفضت تسلمه أكثر من مرة، لعدم اكتمال الأشغال المتفق عليها، مؤكدا أن الأشغال وصلت اليوم إلى نسبة 98%، ومن المرتقب افتتاح الفضاء رسميا خلال احتفالات عيد العرش المجيد.
هذه الأشغال لم ترق إلى تطلعات ساكنة المنطقة، يقول أحد المتدخلين بعين المكان في تصريحات لموقعنا، «المشروع رُصدت له ميزانية كبيرة، لكنه عرف تأخرا ملحوظا في الإنجاز في المرة الأولى ومباشرة بعد تسليمه قام المجلس الحالي بإعادة تهيئته للمرة الثانية وبدل أن يخرج في حلّة ترقى لتطلعات الساكنة، لم يطرأ عليه تحسينٌ فعليّ يُذكر. فهل ترقى الميزانيات المرصودة لهذا الشكل؟». وأضاف: «لا مساحات خضراء، لا كراسي، والقمامة منتشرة في كل زاوية... صراحة لم يكن هذا ما انتظرناه».
وعبّر متدخل ثانٍ عن استيائه من الوضع الحالي، قائلًا إنه «لم يتغير أي شيء في المكان»، مؤكّدًا أن الحفر لا تزال تُشكل خطرا على الأطفال، حيث يسقطون أثناء اللعب، فضلا عن غياب أبسط شروط الراحة والترفيه. وتابع: «كنا ننتظر فضاءً أجمل يليق بساكنة المعاريف».
أما المتحدث الثالث، فاعتبر بأن الوضع تحسّن نسبيا، مقارنة بما كان عليه سابقا، إذ قال: «كان هذا المكان بؤرة للجريمة وتعاطي المخدرات، الوضع الآن أفضل، لكننا كنا نأمل في أكثر من ذلك: حديقة، مقاعد للجلوس، فضاء للأطفال... لا شيء من ذلك تحقق».
من جهتها، وصفت إحدى الفاعلات المدنيات المشروع بأنه «خيبة أمل حقيقية»، منتقدة رداءة الأرضية المنزلقة، خاصة في فصل الشتاء، وغياب فضاء لعب آمن للأطفال. كما أكدت أن غياب الكراسي والحدائق يجعل من الساحة فضاءً غير مؤهل لاحتضان ساكنة تبحث عن متنفس حضري لائق.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، أوضح رئيس المقاطعة عبد الصادق مرشد أن الأشغال لم تنتهِ بعد، مؤكدا أن الأشغال في مراحلها النهائية، وأن النافورة الموسيقية جاهزة وسيتم تشغيلها قريبًا، فيما سيتم تحسين المناطق الخضراء لاحقا.
وبخصوص غياب المساحات الخضراء، قال المسؤول: «الموقع يجاور المركب الثقافي محمد الزفزاف، فاخترنا أن يكون هناك فضاءً مفتوحا يحتضن فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية كما هو الحال في العديد من المدن العالمية».
كما أشار إلى أن النافورة الموجودة بالساحة جاهزة، وسيتم تشغيلها لاحقا، مؤكدا أن أماكن رمي النفايات متوفرة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تُرضي الحلة الجديدة لزنقة جيرا الشهيرة ساكنة المعاريف بعد انتهاء أشغال تهيئتها؟