يأتي هذا الفوز بالجائزة الكبرى اعترافاً بقيمته كمخرج سينمائي من خلال هذا الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل داخل يوميات المهرجان بسبب موضوع الهجرة وما يثيره من قضايا وإشكالات ذات صلة بحياة الأفراد. إذْ ترك الفيلم الكثير من الجدل الفني بين المخرجين والنقاد حول الإمكانات الجمالية التي يحبل بها الفيلم وقدرته على التأثير في يوميان المهرجان. ويحكي الفيلم عن «هجرة نور عن سن 27 بطريقة غير شرعية إلى مرسيليا، حيث يعيش من تجارة صغيرة حياة هامشية واحتفالية برفقة أصدقائه. لقاؤه مع الشرطي سيرج، ذو الشخصية الكاريزمية والذي لا يمكن التنبؤ بسلوكه، وزوجته نويمي، سيقلب حياته رأسا على عقب. على مدى عقد من الزمن، من عام 1990 إلى 2000، عرف نور الحب، وتقدم في العمر، واستمر في التشبث بأحلامه».
درس سعيد حميش بن العربي السينما في المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس «فيميس»، كما تخرّج من مؤسسة لاكاردير عمل مع العديد من المخرجين السينمائيين أمثال فوزي بن سعيدي، فيليب فوكون، ليلى بوزيد، نبيل عيوش، ياسمين بنكيران، كامي لوكان وكمال الأزرق. في سنة 2018، ترشح فيلمه الطويل الأول «العودة إلى بولين»، لنيل جائزة لوي-دولوك لأول عمل. وفي سنة 2022، تم اختيار فيلمه القصير «الإقلاع» للمشاركة في العديد من المهرجانات الدولية، منها مهرجانات نامور، وروتردام، وبالم سبرينغز، وكليفلاند، ورود آيلاند، وكرونوبل، وكليرمون فيرون، ونال نحو عشرين جائزة بالإضافة إلى ترشحه لجائزة سيزار. فيلم «البحر البعيد» هو فيلمه الطويل الثاني.
جدير بالذكر أنّه إلى جانب فوز سعيد حميش بالجائزة الكبرى فقد فاز بجائزة أفضل إخراج سينمائي ثم جائزتا ثاني دور رجالي ونسائي.



