الناقد سعيد يقطين يُفكك إبستيمولوجيا الفكر الأدبي

الناقد سعيد يقطين

في 04/02/2025 على الساعة 13:30

أصدر الناقد والأكاديمي سعيد يقطين كتابه الجديد بعنوان « إبستيمولوجيا الفكر الأدبي.. الأدب، الفلسفة، العلم » ضمن منشورات ضفاف ودار الأمان ومنشورات الاختلاف. وهو عبارة عن دراسة تحاول تفكيك العمل الأدبي من الجانب الفكري.

تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقارب مفهوم العمل الأدبي من الجانب الفكري، إذْ يسعى سعيد يقطين إلى إبراز الجانب الفكري الذي تحبل به النصوص الأدبيّة وذلك على خلفية علمية ظاهرة في ثنايا العنوان. خاصّة وأننا لا نعثر في الثقافة المغربية على مؤلفات من هذا القبيل تنظر إلى العمل الأدبي من وجهة نظرٍ فكريّة. فالنصّ الأدبي كما يُقدّم في الغرب هو عبارة عن عمل لا يُمكن فصله عن الفلسفة، بحيث نعثر على نماذج أدبية عالمية تتضمّن العديد من الإشارات الفكرية ويبدو ذلك جلياً في عددٍ من الأعمال الغربية التي قاربت بأسلوب أدبي شيّق موضوعات فلسفية بها تُضيء رحابة النفس البشرية وعلاقتها بالمجال العام الذي تنتمي إليه. من ثمّ، يسعى يقطين إلى محاولة التفكير في هذا الجانب الفلسفي داخل العمل الأدبي ومحاولة تأصيله وجعله أفقاً للتفكير بين النقاد وذلك على خلفية أنّ أيّ عمل أدبي دائماً ما تطبعه رؤى فلسفية عميقة.

يقول يقطين عن كتابه هذا « هل يمكننا الحديث عن الأدب بدون خلفية فلسفية أو إطار تصوري علمي وبدون وضعه في نطاق العصر الرقمي. كذلك أن نتحدث عن الفلسفة بدون خلفية معرفية وجمالية تتصل بالإنتاج الأدبي أو برؤية إبستيمولوجية لتطوّر الأفكار، كما أنّ العلم الذي لا يستند إلى الخيال الأدبي أو السردي ولا إلى السؤال الفلسفي يظل وزرة بيضاء في خدمة خوذة العسكر أو انتظارات رجال المال والأعمال. إنّ ترابط الأدب والفلسفة، من جهة والعلم من جهة ثانية والتكنولوجيا من جهة ثالثة، يجعل أي نظر أو عمل يلغي أو ينفي الصلة بين هذه الثقافات الثلاث وكأنه يفصل الجسد عن الروح وعما ينجم عن تفاعلهما من خطابات أو إنجازات يرمي كل منها إلى التعبير من خلال الوسائط عن قلق الإنسان وأحاسيسه وأفكاره ويجيب عن أسئلته الوجودية وطموحه إلى تحقيق المعرفة في مختلف مجالاتها وهي تعسى إلى الاسهام في سعادته ورفاهيته ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 04/02/2025 على الساعة 13:30