بمناسبة صدور روايتي «سيدة الرياض العجوز» و«احترسوا من المظليين» مترجمتين حديثاً إلى العربيّة عن دار نشر الفاصلة، كان لنا هذا الحوار معه حول بعض القضايا ذات الصلة بالأدب والترجمة والفرنكفونية وتعدد اللغات في المغرب. إذ يعتبر صاحب «العودة إلى كازابلانكا» بأنّ هذا التعدد يجده أمراً عادياً إلى ذاته. إذْ رغم أن العروي قادم من عالم الهندسة والرياضيات، فقد استطاع في رواياته وقصصه أنْ يعثر على أسلوب خاصّ به، جعله منذ كتابه الأوّل يحظى باهتمام من طرق الصحافة والنقد. بل إنّ صاحب «المهبول» قد أصبح نموذجاً قوياً للأدب المغربي المكتوب بالفرنسية. مكانة جعلته يفوز بأرفع الجوائز الأدبيّة الفرنسية (غونكور) بعدما كان المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه على قائمة لجنة التحكيم.
ويُعدّ أسلوب العروي بسيطاً في الكتابة وعميقاً على مُستوى طرح الموضوع / القضية / الإشكالية، بعدما يقوم بمقاربتها وفق أسلوب أدبي ساخر غدا يُميّز كتابات فؤاد العروي، ويجعله روائياً شهيراً في العالم ككل.
وتأتي الكتابة بالنسبة إليه بالفرنسية، باعتبارها خطاباً يُكسّر حدود الصُوَر وسياجات الهويات المُغلقة من خلال الانفتاح على أفق لغوي مُنفتح ومُنتج. ذلك إنّ صاحب كتاب «مرافعة من أجل العرب» يعتبر بأنّ إشكالية اللغة ليس لها حل في المغرب، مادامت المناقشات تتحكّم فيها عوامل إيديولوجية وليس علمية. من هنا جاء كتابه «الدراما اللغوية المغربية» ليُدافع عن هذا التعدد اللغوي الذي يتميّز به المغرب بين العربية والأمازيغية والدارجة والفرنسية، إذْ يعتبرها موطن قوّة ونجاح. فحين ينبغي الحديث عن اللغات من الضروري أنْ تكون المُنطلقات علمية تسعى إلى الحفر في خصوصية هذه اللغات وما يُمكن أنْ تُقدّمه للناس، بدل الاحتكام إلى عوال إيديولوجية تتمثّل في الهوية أو الدين أو القبيلة أو التاريخ.