بالصور والفيديو: مشاهد حصرية لحديقة الحيوانات عين السبع بالدار البيضاء قُبيْل الافتتاح

حديقة عين السبع

في 29/05/2025 على الساعة 15:26

فيديوفي الدار البيضاء، يتشكّل عالم بريّ بهدوء في حديقة الحيوانات بعين السبع. خلف الأبواب التي لا تزال مغلقة، تبدأ الفيلة، والـ« كابيبارا« ، وغزلان دمشق، والطواويس البيضاء بأخذ أمكنتها تدريجياً، في انتظار وصول باقي الحيوانات. وعلى مساحة 13 هكتاراً، أصبحت المدينة تتوفر على حديقة حيوانات من الجيل الجديد، صُمّمت كرحلة مشوقة عبر ثلاث قارات. Le360 قام زيارة حصرية لهذه الحديقة الجديدة.

على بُعد أمتار قليلة من محطة القطار عين السبع، يولد عالم بريّ من جديد في ظلال ذكريات قديمة. حديقة الحيوانات الجديدة بعين السبع تعد بإعادة فتح أبوابها في نسخة مشوقة. وتمتد الحديقة على مساحة 13 هكتاراً، وستستقبل قريباً أكثر من 40 نوعاً من الحيوانات القادمة من مختلف أنحاء العالم، في فضاءات موضوعاتية تُعيد تشكيل النُظم البيئية الأصلية بدقة.

خلف الأبواب المغلقة، تنبض الحياة بالفعل في قلب حديقة حيوانات عين السبع. تصدح صرخات طيور « الرافعة الأنتيغونية » من بعيد كمقدمة لسيمفونية حيوانية كبرى. وقد تم تصميم هذا المشروع وفق لمسة تبرز ثلاث قارات كبرى: أمريكا الجنوبية، وإفريقيا، وآسيا. أقفاص مصممة بعناية، ونباتات ملائمة، ومسارات موضوعاتية، والأهم من ذلك، حيوانات متنوعة، تمنح هذا المكان طابعا استثنائيا.

على يمين المدخل الرئيسي تمامًا، تتشكل أولًا السهول الجنوب أمريكية. نجم هذه السهول، « فيكتور » النمر، قد وصل بالفعل، لكنه موضوع حاليًا في الحجر الصحي. في المكان، تسترخي حيوانات الكابيبارا، ومن بينها أربعة صغار وُلدوا مؤخرًا، بالقرب من ضفاف المياه، في انتظار وصول أقاربهم من فصيلة « الأغوتي ». كما تتجول طيور الناندو، وهي نوع من النعام الصغير الحجم، بينما ينتظر وصول الببغاوات قريبا.

على مسافة أبعد قليلاً، تأخذ السافانا الإفريقية شكلاً يشبه تمامًا سهول سيرينغيتي الشاسعة. هنا، تتنقل غزلان دمشق بحرية، مستمتعة بكل المساحة المتاحة. ومن المنتظر أن تلتحق أصناف أخرى بهذه المنطقة مثل الأسد، ملك السافانا المنتظر بشغف، بالإضافة إلى الحمار الوحشي، الزرافة، الظباء، وحتى الضباع.

على اليسار، يتغير المشهد بشكل جذري: السهول الآسيوية ترتفع في أجواء مستوحاة من المعابد الهندية. بين الأعمدة المنقوشة والنباتات الكثيفة، سيستقر النمور والدببة والفيلة في هذا الملاذ القادم من قارة أخرى. وقد بدأت بالفعل « جانا » و« برايا« ، وهما فيلتان في الأربعينات من عمرهما، تنحدران من الهند وسريلانكا وجاءتا من حديقة الحيوانات « Pairi Daiza » في بلجيكا، في أخذ أماكنهما والتأقلم مع محيطهما. يقول « بيير-ماري بوجي »، المسؤول العام على الحديقة: «هما أول من وصل إلى الحديقة، ونقوم بتدليلهما يوميًا، من بينها جلسات منتظمة للعناية بأقدامهما».

وفي القسم الآسيوي أيضًا، تسجّل إحدى الوافدات حضورًا لافتًا، وهي الطاووس الأبيض المهيب.

تتميّز حديقة حيوانات عين السبع بطموحها في تقديم تجربة غامرة. قفص طيور ضخم بمساحة 3000 متر مربع، مغطى بشبكة من الفولاذ المقاوم للصدأ، سيحتضن قريبًا إعادة تشكيل لغابة الأمازون المطرية. وستعيش على أشجارها قرود صغيرة من أمريكا الجنوبية، لإضفاء طابع أكثر واقعية على المشهد. ولتعزيز هذا الانغماس، تم توزيع الغطاء النباتي بعناية حسب المناطق الجغرافية. كما تم الحفاظ على جزء كبير من أشجار الحديقة القديمة، وتمت إضافة أنواع مستوردة أخرى. ويؤكد المسؤول: «تطوير الجانب النباتي والتوعية بتنوع الحياة البرية والنباتية جزء لا يتجزأ من مهمتنا».

ولفهم هذا العالم الحيواني بشكل أفضل، سيتم رقمنة اللوحات الإرشادية داخل الحديقة بشكل كامل. حيث سيتمكن كل زائر من مسح رمز QR للاطلاع بنقرة واحدة على بطاقات تعليمية خاصة بكل نوع من الحيوانات التي يصادفها.

وبالإضافة إلى الجانب الحيواني، تسعى الحديقة إلى جذب الزوار من خلال بنيتها التحتية المرحبة. إذ يتم حالياً بناء أكشاك على شكل « بانغالو »، إلى جانب مناطق مخصصة للنزهات ومطعم بديكور موضوعي يطل على السافانا الإفريقية، مما يعد بتجارب استراحة ممتعة. وتوضح أميمة بنمسعود، المسؤولة عن التسويق والتواصل: «ستضم الحديقة أيضاً متجر مخصص لعالم الحيوانات، يضم ألعاباً تعليمية وتذكارات للأطفال والكبار، بالإضافة إلى مقهى بديع الأجواء».

ولا ترغب حديقة الحيوانات بعين السبع في أن تكون مجرد معرض للحيوانات الغريبة، بل تسعى إلى لعب دور فعّال في مجالات الحماية، والتوعية، والبحث العلمي. وتؤكد عفاف شرف، الطبيبة البيطرية الوحيدة في الحديقة حالياً: «هذا المشروع لا يقتصر على عرض الحيوانات فقط، بل يحمل رسالة قوية حول أهمية الحفاظ على الأنواع والنظم البيئية». وتضيف: «نقوم يوميًا بفحص صحة الحيوانات، كما تُعقد اجتماعات يومية لمتابعة حالتهم الصحية، خاصة أولئك الموجودين في الحجر الصحي».

تُستقبل الحيوانات بشكل تدريجي، لتمكينها من التأقلم بهدوء مع بيئتها الجديدة. وتتعاون حديقة الحيوانات مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل إيواء بعض الأنواع النادرة، مثل غزال دمشق. ويؤكد ياسين بينو، المنسق العام للشؤون الحيوانية: «نطمح إلى جعل هذه الحديقة مرجعًا وطنيًا وإفريقيًا في مجال التوعية، والبحث العلمي، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. نود أن تصبح وجهة ترفيهية وتعليمية لجميع الفئات العمرية».

حتى الآن، لم يتم تأكيد أي تاريخ رسمي للافتتاح، كما أن أسعار الدخول المُعلنة سابقًا لم تُحدّد بشكل نهائي بعد. ورغم تعبئة الفرق الميدانية، لا تزال بعض العوائق الإدارية وأشغال البناء تعرقل الافتتاح المنتظر للحديقة.

تحرير من طرف ريم بوصفيحة و خليل السالك
في 29/05/2025 على الساعة 15:26