ويهدف هذا الإجراء إلى مراقبة المياه الوافدة والتأكد من مطابقتها للمعايير المعتمدة، خاصة عند بلوغها سد سيدي محمد بن عبد الله، الذي يُعد من المصادر الأساسية للماء الصالح للشرب بعدد من المناطق الحيوية.
المشروع الجديد، وفق معلومات أوردتها منصة «الما ديالنا»، التابعة لوزارة التجهيز والماء، شمل تحديد شبكة مراقبة دقيقة، تضمنت ست نقاط داخل السد، ونقطة واحدة عند نقطة استقبال المياه المحولة، كما تم إجراء تحاليل مخبرية على مستويات مختلفة من العمق، لضمان تقييم شامل لمكونات المياه في جميع مراحلها.
وشملت التحاليل التي أُجريت، الجوانب الكيميائية والفيزيائية والبكتيريولوجية، إضافة إلى مؤشرات التلوث والمعادن الثقيلة، ما سمح بإجراء تقييم دقيق وشامل لجودة المياه.
وأظهرت نتائج التحاليل أن المياه المحولة تستوفي معايير جودة المياه السطحية المخصصة لإنتاج مياه الشرب (الصنف A1)، وذلك وفقا للتشريعات الوطنية المعمول بها. ويُعد هذا المؤشر دليلاً إيجابيا على نجاعة المشروع، ودعامة قوية لاستمراريته في احترام المعايير الصحية والبيئية المعتمدة.
يذكر أنه تم تنفيذ هذا المشروع الملكي الأول من نوعه للربط المائي، بين حوضي «سبو» و«أبي رقراق»، وذلك في إطار تدبير مندمج للمياه وتعزيز التضامن المائي بين الأحواض، من خلال نقل الموارد المائية من تلك التي بها فائض إلى تلك التي تعرف خصاصا منه.
le360
وبدأ إنجاز المشروع، الذي أطلق عليه «الطريق السيار المائي» في دجنبر 2022، وتم الشروع في تشغيله تدريجيا ابتداء من 28 غشت 2023 لإجراء التجارب اللازمة على المعدات وتحويل المياه بتدفق أولي لا يتعدى 3 أمتار مكعبة في الثانية، إذ تعهدت وزارة التجهيز والماء سابقا بتحويل حجم سنوي من فائض مياه حوض سبو يتراوح بين 350 و400 مليون متر مكعب، إلا أن المشروع مكن لحدود اللحظة بعد زيادة تدريجية في تدفق المياه، وصلت لـ15 مترا مكعبا في الثانية، من تحويل حجم سنوي قدر بأكثر من 560 مليون متر مكعب حتى الآن، وهو ما تم تحقيقه اليوم بعد مرور سنة من إنجاز هذا المشروع الرائد.
ويهدف هذا المشروع الضخم الممتد على مسافة 67 كلم، إلى تحويل فائض مياه حوض سبو التي كانت تهدر في المحيط الأطلسي (والتي قدرت سنة 2023 بنحو 340 مليون متر مكعب)، عبر سد المنع إلى سد سيدي محمد بن عبد الله لحوض أبي رقراق، لضمان تدفق قوي ومنتظم للمياه القادمة، من أجل تأمين تزويد نحو 12 مليون نسمة في محور الرباط-الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، وكذلك تخفيف الضغط على سد المسيرة، الذي يزود العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء باحتياجها من المياه.