وحضر الناصري (في حالة اعتقال) إلى القاعة رقم 8 مرتديا قميصا وسروالا أسودين، وأجاب على بعض أسئلة ممثل النيابة العامة، قبل أن تتوتر الأجواء نتيجة اعتراض دفاعه على طبيعة الأسئلة المطروحة، معتبرا أنها «تكرار لما سبق الرد عليه في جلسات سابقة»، وأن «إعادة طرحها يحمل نية مبيتة».
كما عبّر أحد المحامين عن رفضه لمناداته بعبارة «سي الدفاع»، معتبرا الأمر غير لائق داخل قاعة المحكمة.
وساهمت ظروف الحرارة المرتفعة داخل القاعة في تأجيج التوتر، حيث تبادل الدفاع والنيابة العامة عبارات حادة، خاصة بعد طرح أسئلة تتعلق بفيلا بشارع مكة، يشتبه في ارتباطها بالشبكة الإجرامية المعروفة إعلاميا بـ«إسكوبار الصحراء».
وردت النيابة بأن «الأسئلة المطروحة تهدف إلى مساعدة المحكمة في الوصول إلى الحقيقة »، ليرد القاضي مؤكدا: «احترام المحكمة يقتضي عدم رفع الصوت»، متسائلا بنبرة حازمة: «واش خفتو المحكمة توصل للحقيقة؟"
وانتهت الجلسة برفعها مؤقتا بسبب هذا الشنآن، وسط ترقب لاستئنافها لاحقا، في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في المغرب، والتي تتابَع فيها شخصيات نافذة بشبهات تتعلق بتهريب المخدرات وغسيل الأموال.
إقرأ أيضا : «إسكوبار الصحراء».. مبالغ مالية ضخمة تطوّق عنق الناصري أمام المحكمة
وتأتي هذه التطورات بعد جلسات سابقة نفى فيها الناصري جميع التهم المنسوبة إليه، معتبراً أن وجوده في الملف يعود إلى « مؤامرة لتشويه سمعته »، وطالب بمواجهة مباشرة مع الشهود، على رأسهم المتهم الرئيسي المعروف إعلاميا بـ« إسكوبار الصحراء« ، وكذا الفنانة لطيفة رأفت وآخرين، مؤكدا وجود تناقضات واضحة في تصريحاتهم، وخاصة فيما يتعلق بتسلمه مبالغ مالية نقدا.
وتستقطب هذه المحاكمة اهتماما واسعا نظرا لتورط عدد من الشخصيات البارزة في شبكة يُشتبه في إدارتها لعمليات تهريب دولية للمخدرات وغسيل الأموال.
ومن المرتقب أن تتواصل الجلسات خلال الأسابيع المقبلة للاستماع إلى باقي الأطراف وكشف مزيد من المعطيات قبل النطق بالحكم.