كارثة بيئية.. اختناق مصبّ نهر أم الربيع

كارثة.. الجفاف يمحو مجرى وادي أم الربيع. Abderrahim Et-Tahiry / Le360

في 11/01/2025 على الساعة 18:44

عاد ملف اختناق مصب نهر أم الربيع ليثير الجدل داخل قبة البرلمان عبر المطالبة بإيجاد حل لهذه المعضلة البيئية التي تهدد أحد أكبر أنهار المملكة.

ووجه النائب البرلماني يوسف بيزيد، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا، إلى وزير التجهيز والماء، حول عودة مصب نهر أم الربيع إلى حالة الاختناق.

وأوضح البرلماني أنه « بعد تدخل سابق لتنفيسه عاد مصب نهر أم الربيع مجددا إلى حالة الاختناق التي عرفها خلال فترات متقطعة في السنوات الأخيرة، وهو الوضع الذي سبق وأن كشف عنه تقرير برلماني صاغته لجنة مكلفة بمهمة استطلاعية مؤقتة إلى عين المكان سنة 2022، توج ببلورة مجموعة من التوصيات الهادفة إلى إحياء هذا المقطع النهري، وفتحه على الواجهة الأطلسية ».

ونبه النائب البرلماني إلى « مصب نهر أم الربيع تحول في الآونة الأخيرة إلى فضاء مختنق وملوث تنعدم فيه شروط الحياة النهرية، مما أضر كثيرا بنظامه الإيكولوجي، ويقتضي ذلك التدخل مجددا من أجل إزاحة الحواجز التي تفصل النهر عن البحر، في أفق إيجاد الحلول النهائية للكارثة الإيكولوجية التي عادت لتهديد هذا المصب وفق ما يوصي بذلك تقرير المهمة الاستطلاعية أعلاه »، داعيا إلى « التسريع بإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة قرب مدينة أزمور، للتخفيف من مؤثرات تلويث مصب هذا النهر ».

وطالب البرلماني بـ « الكشف عن التدابير المستعجلة التي ستتخذها من أجل معالجة أسباب اختناق مصب نهر أم الربيع وتلوثه، والحفاظ على توازنه الطبيعي، والحيلولة دون تفاقم أزمة نظامه الإيكولوجي عملا بمخرجات تقرير المهمة الاستطلاعية البرلمانية المنجز في الموضوع ».

مهمة استطلاعية للوقوف على وضعية الوادي

وكان تقرير للمهمة الاستطلاعية المؤقتة جرى تشكيلها سنة 2022 قد وقف على وضعية مصب نهر أم الربيع، منبها إلى وجود حالة الاختناق يعاني منها المصب بسبب الرمال المتراكمة. كما أشار التقرير إلى الإختلالات التي حولته إلى بركة مائية ملوثة تهدد المنظومة البيئية، والأسماك ومهنيي الصيد التقليدي العاملين في المنطقة.

ودعا التقرير، إلى اعتماد حلول آنية للحد من التلوث الناتج عن انسداد مصب الوادي، وذلك عبر جرف الرمال المتراكمة فيه، حتى يعود لحالته الطبيعية، إلى جانب الإسراع في إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة، وبحلول جذرية، تشمل إحداث وكالة خاصة بتهيئة مصب وضفتي واد أم الربيع، على غرار واد أبي رقراق، أو تكوين لجنة خاصة للتتبع والإشراف.

وشدد التقرير على أن « انتهاء الحياة في الواد سيشكل ضررا كبيرا لمدينة أزمور وباقي المدن المطلة عليه».

يشار إلى أن نهر أم الربيع هو ثاني أطول نهر في المغرب، بطول يبلغ حوالي 555 كم، ومعدل تصريف للمياه يصل إلى 117 متر مكعب في الثانية (م³/ث)، ويربط بين إقليم خنيفرة والمحيط الأطلسي.

تحرير من طرف عبير العمراني
في 11/01/2025 على الساعة 18:44