استئنافية طنجة تشرع في محاكمة فتاة قاصر قتلت طالبا جامعيا

DR

في 22/03/2023 على الساعة 13:12

أرجأت الهيأة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمدينة طنجة، مساء أمس الثلاثاء، الشروع في محاكمة الطفلة القاصر المتورطة في جريمة قتل الطالب الجامعي أنوار بحي مسنانة بمدينة طنجة، إلى مطلع شهر أبريل المقبل.

وقررت المحكمة ذاتها تأجيل جلسة محاكمة المتهمة القاصر إلى غاية يوم الثلاثاء 4 أبريل 2023، معللة قرارها الصادر بغرض إعداد جميع الدفوعات الشكلية المتعلقة بالجريمة.

كما قررت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية طنجة في سياق الجريمة ذاتها تأجيل محاكمة الشخص الآخر المتورط في الجريمة، والذي تربطه بالمتهمة علاقة قرابة وجرى اعتقاله من طرف مصالح الامن بعد ساعات من توقيف الفتاة القاصر.

وتعود فصول الجريمة التي هزت مدينة طنجة إلى يوم السبت 5 نونبر 2022 حينما كشفت مصالح الأمن بطنجة معاينة جثة الهالك التي عثر عليها بمنزل يقطنه بمفرده بحي مسنانة بطنجة، وتحمل عدة طعنات بأطرافه العلوية يشتبه في كونها ناجمة عن اعتداء بأداة حادة.

وكانت صورة طفلة على تطبيق الواتساب، وراء فك لغز قضية الطالب الجامعي أنور، بناء على تحريات المحققين بولاية أمن طنجة، مباشرة بعد إخطارهم بخصوص هذه جـريمـة، حيث توسعت حينها دائرة الأبحـاث على أكثر من نطاق سواء بتحديد هوية أصدقاء الهالك ومعارفه، أو بتعميق الأبحـاث مـع حـراس العمارة، فضلا عن تتبع كاميرات للمراقبة.

وقد أوصلت عملية افتحاص المكالمات الهاتفية للهالك إلى الحقيقة بعدما اتضح أن رقما هاتفيا مجهولا ورد على لائحة الاتصالات الهاتفية، بشكل استثنائي قبيل واقعة العثور على جثمان الضحية، ليتم تتبع مسار هذا الرقم الهاتفي والذي تبين أنه غير مسجل بهوية صاحبه على قائمة الأرقام الهاتفية لدى الشركات الخاصة، إلا أن الرقم نفسه اتضح أنه تواصل مع رقم آخر، وانقطع بشكل نهائي، ليتم تتبع مسار الرقم الهاتفي الأخير، الذي اتضح أنه مسجل لدى شركة خاصة، وصاحبه يقطن بمدينة مرتيل، وهو ما جعل المحققين يتنفسون الصعداء بعد الوصول لخيط ناظم حول هوية صاحبه.

ومباشرة بعد التعرف على هوية صاحب الرقم، انتقلت فرقة أمنية خاصة إلى عين المكان، ليتم اكتشاف أن صاحبه يشتغل بإحدى المقاهي المحلية، ولما تم استفساره عن الرقم السالف ذكره، الذي كان يتواصل معه وانقطع عن شبكات الاتصالات، أنكر في البداية لتتم مواجهته بصورة طفلة على تطبيق واتساب، لنفس الرقم قبل أن يكشف عن هوية صاحبة الرقم، والتي ليست سوى قريبته القاصر المتهمة حاليا بكونها وراء ارتكاب الجريمة السالف ذكرها، حيث إن الصورة التي وضعتها على تطبيق واتساب الخاص بها هي لطفلة صغيرة من أسرتها.

وقد انتقلت الفرقة الأمنية المختلطة إلى بيت سكن القاصر بمرتيل، مرفوقة بالمشتبه فيه القريب منها عائليا، ولما تم استفسارها عن معرفتها بالطالب الذي هزت جريمته طنجة، اعترفت في الحين، ليتم حجر معداتها الإلكترونية بغية تعميق الأبحاث.

أما بخصوص أداة الجريمة، فلما تم إخضاع قريبها للتحقيقات ومواجهته بالمنسوب إليه، فقد اعترف بأنه قام برمي السكين في مكان خلاء وتم العثور عليه في وقت لاحق من طرف المحققين، ليتم وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية وإحالته في ما بعد إلى السجن المحلي لطنجة، في إطار استمرار الأبحاث القضائية حول الظروف الكاملة لهذه الجريمة المروعة.

وأكدت المشتبه فيها أمـام المصالح القضائية المختصة أنها تعرفت على الهالك على الشبكات الاجتماعية، وبعدما أبدت إعجابها به، اقترح عليها التعارف عن قرب، ودعـاهـا للانتقال إلى شقته بطنجة، ولما وصلت إلى الشقة، استقبلها وقامت بمساعدته على إعداد وجبة الغداء، إلا أنه حسب قولها، حاول الاعتداء عليها، فقاومته بعنف خوفا مما سمّته الاغتصاب، رغم بنيته الجسمانية الرياضية، واستلت سكينا لأنهما كانا وقتها في المطبخ فطعنته في ظهره، ووجهت له طعنات أخرى ما أدى لوفاته لتفر من عين المكان، وقامت بأخذ هاتفه وحاسوبه، لإخفاء آثار الجريمة وتوجهت نحو مسقط رأسها مستعينة بقريبها الذي قام بإتلاف أداة الجريمة ورمي الحاسوب والهاتف في القمامة قبل أن يصل لهما المحققون في ظرف وجيز.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 22/03/2023 على الساعة 13:12