الحديقة التي أغلقت أبوابها أمام الزوار منذ أكثر من عشر سنوات، ظلت منذ ذلك الحين موضوع وعود متكررة من السلطات المحلية، دون أن ترى النور بعد. وكانت عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي قد أكدت في وقت سابق أن افتتاح الحديقة سيتم قبل متم السنة الجارية، غير أن وتيرة الأشغال توحي بأن الموعد الجديد بدوره قد لا يتحقق.
وقال كريم كلايبي، عضو مجلس المدينة والنائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع، إن «الأشغال الكبرى انتهت فعليا داخل الحديقة»، مستطردا في تصريح لموقع Le360 أنه «لم يتبق سوى استكمال بناء سور يفصلها عن السكة الحديدية لضمان سلامة الزوار والحيوانات».
le360
وعند سؤاله عن الموعد المرتقب للافتتاح، قال عضو مجلس المدينة «إن لجنة القيادة والتتبع ستجتمع خلال الأيام المقبلة من أجل تحديد تاريخ الافتتاح».
وكانت جماعة الدار البيضاء قد بررت التأجيل السابق بضرورة ضمان شروط السلامة والأمن داخل الفضاء، معتبرة أن تأجيل الافتتاح «قرار مسؤول» يهدف إلى حماية الزوار والسكان.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة الاقتصادية مؤخرًا توقيع اتفاقية شراكة جديدة بين عدة مؤسسات، من ضمنها ولاية جهة الدار البيضاء سطات، وعمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، وشركة الدار البيضاء للتهيئة، تقضي بإعادة بناء السور الوقائي وتحويل شبكة السقي داخل الحديقة.
وستتولى شركة الدار البيضاء للتهيئة تنفيذ الأشغال الميدانية، بينما يشرف المكتب الوطني للسكك الحديدية على المشروع، بدعم فني وإداري من باقي الأطراف.
ورغم هذه الخطوات، ما يزال التأخر المتكرر في افتتاح الحديقة يثير قلق الساكنة ومنتخبي المدينة على حد سواء. فقد وجهت النائبة البرلمانية لبنى الصغيري، عن حزب التقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية تطالب فيه بتوضيح الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر، الذي اعتبرته مثيرا للاستغراب بالنظر إلى انتهاء أغلب الأشغال منذ مدة.
وأشارت النائبة إلى أن حديقة عين السبع تُعد من المعالم التاريخية للعاصمة الاقتصادية، وفضاء بيئيا وتربويا شكل جزءا من ذاكرة أجيال من البيضاويين، مؤكدة أن استمرار إغلاقها يثير مخاوف من «سوء التدبير وهدر المال العام»، خاصة بعد تخصيص اعتمادات مالية كبيرة لأشغال التجديد.
كما نبهت الصغيري إلى موضوع التعريفة المقترحة لدخول الحديقة (50 درهما للصغار و80 درهما للكبار)، التي وصفتها بأنها «مرتفعة وغير منسجمة مع القدرة الشرائية المتدهورة لفئات واسعة من المواطنين»، مطالبة بمراجعتها لتبقى الحديقة فضاء عموميا متاحا لجميع الأسر، لا سيما البسيطة منها.
وبين بطء الأشغال، وضبابية التواصل الرسمي، واستياء السكان، تستمر قصة إعادة افتتاح حديقة عين السبع في حصد التأجيلات، لتتحول من مشروع ترفيهي طال انتظاره إلى ملف يختبر جدية وفعالية تدبير الشأن المحلي في العاصمة الاقتصادية.












