زنا المحارم بالمغرب.. في بيتنا "وحش"!

DR

في 01/03/2015 على الساعة 14:00

طفلات صغيرات لم يبلغن سن الرشد بعد، وأخريات بالغات تحولن إلى فرائس سهلة المنال لتفريغ الكبت الجنسي، من قبل نفوس مريضة استحلت لشهواتها ورغباتها أجزاء من لحمها ودمها. ما الذي يحمل أبا على أن ينزع من نفسه رحمة الوالد ويفجر غرائزه الحيوانية في فلذة كبده؟ وكيف يمكن لامرأة أن تحول جسد أبيها إلى عشيق؟

حينما تغيب الرقابة

عادت الأم من عملها وبدأت تتزين استعدادا للسهر مع زوجها ليلة رأس السنة خارج البيت. وعندما عاد زوجها من عمله أيضا وجدها مستعدة تماما، ومتزينة كما لو كانت ليلة زفافها، ليضع يده في يدها ويذهبا للسهر معا ليلا طويلا، بإحدى المقاهي، للاستمتاع بالغناء والطرب. ذهب الزوجان معا وتركا ابنهما البالغ من العمر 18 عاما، مع شقيقته الوحيدة البالغة من العمر 14 سنة بداخل المنزل.

البنت وجدت النوم خير ما تستقبل به عامها الجديد، فخلدت لسبات عميق، بينهما اختار شقيقها أن يمضي ساعات تلك الليلة أمام شاشة التلفزيون، فأخذ يستعرض الفضائيات الواحدة تلو الأخرى، إلى أن وقع نظره على قناة فضائية تعرض أفلاما إباحية، كانت اللقطة الأولى والثانية..إلى أن اشتعلت الشهوة الجنسية لديه.

هنا ستتخذ الأحداث مسارا سينتهي بمرارة قاسية، عاشتها إحدى الأسر بمدينة الدار البيضاء، فتدمرت حياتها بسبب طيش شاب مراهق أغرقه شذوذه باغتصاب أخته التي تصغره سنا بكل وحشية.

لم يتمالك الشاب نفسه إذ تجرد من كل ملابسه، قبل أن يتذكر أخته النائمة، فهرع إليها مسرعا وكشف غطاءها، وانقض عليها كما ينقض الذئب على فريسته.

استيقظت شقيقته، وشاهدت أخاها متجردا من ملابسه في حالة من الجنون وهو يعمد لاغتصابها، خلال تلك اللحظات فقدت الفتاة وعيها وأغمي عليها، لكن الشاب لم يكترث لما أصاب شقيقته، وتابع فعلته الشنيعة واغتصبها بجنون لا مثيل له.

"زنا المحارم من الطابوهات القديمة التي كانت في المجتمع المغربي، ولم تكن الصحافة ووسائل الإعلام تتحدث عنها". يقول أبو بكر حركات الأخصائي في الأمراض النفسية والجنسية في تصريح لـLe360 ثم يستطرد، "هناك عدة عوامل تدخل في هذه العملية، فالشخص الذي يقدم على اغتصاب أحد من محارمه فهذا يعني أنه لديه اضطراب نفسي أو خلل في منظومته القيمية، فمثلا عندما يقدم شخص على اغتصاب أخته يضيف حركات في تصريحه "هنا يمكن القول أن ظروف تنشئتهم قد ساعدت على ذلك، فربما كان يحدث تماس بينهما أثناء مرحلة الطفولة في غفلة من أبويهما.. كذلك تلعب الاختلالات في الشخصية دورا مهما في حدوث هذه الظاهرة".

وقال أبو بكر حركات، أن هناك حالات يمكن الوقوف عليها، فمثلا إذا كانت العلاقة بين الأب وابنته أو الأم وابنها، وكان هناك تراضي في العلاقة الجنسية بينهما، هنا نقول أن هناك خلل في نفسيتهم".

من جهتها ترى أمل شباش الأخصائية في الأمراض النفسية والجنسية، أن الأسرة يجب عليها أن تربي أبنائها كيف يتعاملون فيما بينهم، وكيف يحترمون أجساد بعضهم البعض، وأن تمنع الأسر كليا من أن ينام الطفلين (ذكر وأنثى) بجانبهما البعض في غرفة واحدة، لاسيما عندما يتخطيان فترة الطفولة.

واستطردت شباش في تصريح لـLe360 أن "زنا المحارم هو خطر كبير يهدد تماسك المجتمع، بحيث أن مجموعة من الأسر تفضل السكوت عند وقوع مثل هذه الحوادث، خوفا من الفضيحة والقيل والقال، وهذا ما يخلف تداعيات فيما بعد".

أب بجسد عشيق

ليال مقمرة لم تنس وحدة امرأة تركها زوجها ورحل إلى مدينة الدار البيضاء بحثا عن لقمة عيش. هي فاطمة "اسم مستعار"، ذات الثلاثين سنة والتي كانت تعيش وحيدة في قرية نائية في مدينة خنيفرة، وحدة موجعة أججت مشاعرها، فسارت تبحث عن مخرج من الوحدة وعن مطفئ للهيب الشهوة بعد الغياب الطويل لزوجها.. إلا أن الجنون تحول إلى حقيقة شيطانية، طيف الزوج حضر بجسد الأب، وتحولت ساعات المتعة إلى حقيقة، وأثمرت الليالي الخصاب عن طفل عمره الآن لم يتجاوز السنة. الاعترافات الأولية التي صرحت بها فاطمة تشير بأصابع الاتهام إلى الأب "العشيق".

ترى أمال شباش الأخصائية في الأمراض النفسية والجنسية، أن هاته المرأة كنموذج، والتي اتخذت من جسد أبيها عشيقا لها، من دون شك أنه مارس عليها الجنس وهي صغيرة السن، وإذا ما قامت هذه المرأة تضيف شباش بالذهاب إلى طبيب نفساني سيقول لها نفس الكلام، "لأن الباب كان مفتوح بيناتهم من قبل، وهد الشي بدا في الصغر".

من جهته يرى أبو بكر حركات، أن الجنس من الناحية الطبيعة والبيولوجية ليس فيه أي مانع، أما من الناحية النفسية فهو مرتبط بضوابط التربية وقيم المجتمع، ففي المجتمعات البدائية لم تكن تطرح العلاقة بين أخ وأخت أي مشكل، ولكن عندما أصبحت الضوابط المجتمعية والدينية تنظم العلاقات الجنسية، هنا "أصبحت الأمور لها قاعدة مضبوطة، وأي خروج عنها تصبح شاذة".

وحش يحوم في البيت

"إيلا قلتيها لماماك غادي نقتلك.. هكذا خاطب ذئب بشري ابنته "س" بعدما افتض بكارتها، ودأب على نهش لحمها كلما سنحت له الفرصة، فكانت النتيجة أضرار نفسية وجسدية صاحبها هروب الأسرة من الفضيحة والعار، لتغادر فتيحة زوجة الجاني قريتها الصغيرة وانتقلت بأبنائها الأربعة للعيش داخل براكة ضيقة بأحد الأحياء الصفيحية بمدينة الدار البيضاء.

كان الزوج يغتنم غياب الأم عن المنزل، ليمارس الجنس رفقة ابنته والتي لم تستطع البوح لأمها عن ما يجري في غيابها خوفا عليها من أن تصيبها سكتة قلبية، وخوفا على نفسها بعد تهديدات الأب المتكررة بالقتل، لترضخ لرغباته الشاذة وتتكتم على أفعاله لمدة طويلة إلى أن أصبحت حاملا.

عندما اعترفت البنت، لأمها قررت أن تغادر صحبة أبناءها خوفا من الفضيحة.

عقب هذه الواقعة وجد الزوج نفسه خلف القضبان بعد صدور حكم قضائي في حقه، لكنه لم يشفي غليل الزوجة وابنتها المغتصبة.

ترى شباش أن زنا المحارم هي مصيبة كبيرة وجريمة يشهدها العالم منذ زمن بعيد، "فهذه الظاهرة أخطر بكثير مما نتصور كون "الوحش" الذي يعمد إلى اغتصاب أحد من محارمه "ابنته، أمه، شقيقته.." يجعل من الضحية يفقد الأمل في الجميع، كونه استغل بشكل بشع من أقرب الناس إليه، والتي ستؤثر بشكل سلبي على حياة الضحية في عمله وحياته وكذا هويته الجنسية، فالشخص المريض نفسيا هو من سيقدم على فعلة كهاته دون سواه".

في 01/03/2015 على الساعة 14:00