بالصور: نفايات الزيتون تواصل الزحف نحو الأودية والسدود بوزان وشفشاون

DR

في 25/11/2019 على الساعة 09:32

ما تزال مخلفات معاصر الزيتون المعروفة بـ"المرجان"، في مناطق عديدة بإقليمي وزان وشفشاون، تخلف الكثير من الأضرار الجسيمة على البيئة والفرشة المائية حيث تتسبب في مشاكل بيئية لم تجد طريقها للحل رغم التحذيرات المتكررة التي وجهها فاعلون جمعيون في المجال البيئي.

نداءات لوقف المعاناة:

"المرجان"، وككل مواسم جني الزيتون، تحول عددا من المجاري المائية والأودية وبعض السدود بوزان وإقليم شفشاون إلى تجمعات سوداء تتحصن فيها أطنان السوائل التي تنفث روائح كريهة وتهدد المجال البيئي بالمنطقة.

وادي أوضور بجماعة بني أحمد، إلى جانب مجاري أخرى بجماعة لغدير على بعد 30 كيلومترا من شفشاون، وأودية تصب في وادي اللوكوس، وأودية بعين بيضاء ضواحي وزان، تعتبر من بين النقط السوداء التي وحدت كلمة ساكنة المنطقة والفاعلين الجمعويين نظير المخلفات المدمرة للمطاحن ومعاصر الزيتون، والتي عجلت بتوجيه نداءات ومراسلات آنية إلى المسؤولين بالمنطقة للحد من الآفة الخطيرة.

عبد الغني مصباح، رئيس جمعية وليدات أغرنقاضي، بجماعة لغدير المتواجدة بتراب قيادة تنقوب، أكد في تصريح لـLe360 أن المطاحن التسعة بالمنطقة لا ترحم الفضاء البيئي، فبالنظر إلى عدم توفرها على تراخيص ومواصفات قانونية، فإنها تواصل تلويث المجاري والأودية بشكل كبير.

وفي هذا الصدد، قال مصباح: "نحن كفاعلين جمعويين بالمنطقة نقترح حلولا بديلة، ليس إغلاق هذه المعاصر والمطاحن ولا نطلب ذلك، ولكن إبعادها عن وسط السكان وعن مقربة من الأودية التي تصب غالبيتها في حوض اللوكوس وسد الوحدة، لا نريد أن تتواصل عمليات تدمير البيئة بالمنطقة بهذا الشكل، ونقترح من المسؤولين وأرباب المطاحن إنشاء حفر كبرى لجمع المواد الصلبة من مخلفات الزيتون التي يمكن أن تباع لأنها تستعمل في مواد التجميل، كما يمكن لهذه الحفر تجميع المواد السائلة الأخرى عوض تركها تتسرب إلى الأودية مما سيؤثر على الفرشة المائية التي تعد ثروة الإقليم ومتنفسه الطبيعي".

محمد السطي، رئيس جمعية شبتال للتنمية المحلية، بجماعة عين بيضاء التابعة لإقليم وزان، أكد بدوره في تصريح لـLe360 أن تسرب النفايات الصلبة والسائلة "المرجان" إلى الأودية بمنطقة عين بيضاء يتواصل بالرغم من مطالب الفاعلين وسكان المنطقة بوقفه، دون احترام أي شرط من الشروط التي سبق طرحها أمام المسؤولين بإقليم وزان وشفشاون.

وأوضح السطي أن "نفس المطالب التي نسعى من خلالها إلى احترام مجاري المياه ونقل المخلفات إلى أماكن بعيدة عن الوادي واحترام المدة الزمنية هي ذاتها التي نواصل كفاعلين المطالبة بالالتزام بها، وأضاف السطي: "بعض المعاصر والمطاحن بعمالة وزان احترمت الإجراءات والشروط، لكن الأودية عانت هذا العام، وتسبب تسريب المرجان في معاناة أخرى لفلاحي المنطقة وللمواشي، بل ودمرت بعض المساحات الزراعية، كما أن المرجان تسبب في انتشار البعوض وسط الدواوير".

مشروع لوقف التدمير:

بات إقليم وزان رسميا واحدا من الأقاليم التي ستستفيد من مشروع بناء محطة لمعالجة نفايات الزيتون، وقد رصدت له مبالغ مالية ستتجاوز 14,4 مليون درهم، مبلغ سيتوزع على 10 ملايين درهم من أجل بناء محطة معالجة مادة المرجان، و3,6 مليون درهم لاقتناء شاحنات صهريجية لجمع مخلفات الزيتون، و800 ألف درهم لاقتناء الوعاء العقاري.

اتفاقية أبرمت مؤخرا، وتضم مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والمجالس المنتخبة، من بينها مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة الذي سيخصص نحو 3,6 مليون درهم من أجل اقتناء 4 شاحنات صهريجية لجمع نفايات الزيتون، فيما ستتكلف جمعية أرباب معاصر الزيتون بإقليم وزان بتخصيص 800 ألف درهم لاقتناء العقار من أجل تشييد محطة المعالجة.

ويبقى الهدف الأساسي من هذه الاتفاقية، في حال تمت المصادقة عليها، التخفيف من تلوث المجاري المائية بإقليم وزان، وإيجاد حلول بديلة للتخلص من مخلفات معاصر الزيتون على مستوى الإقليم.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 25/11/2019 على الساعة 09:32