وقد أنجز المركب الجديد، تنفيذا للتوجيهات الملكية المتعلقة بإنشاء مركبات مندمجة بمجموع عمالات وأقاليم المملكة، بما يجعلها بنيات للإشعاع الديني والثقافي، تمكن العلماء من القيام بمهام التوجيه والتأطير وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية المنوطة بهم على أكمل وجه.
وينسجم هذا المشروع، المشيد على قطعة أرضية مساحتها 7850 متر مربع، تمام الانسجام، مع الجهود التي يبذلها جلالة الملك، والرامية بالخصوص، إلى جعل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تضطلع من جديد بدورها الطلائعي في خدمة المكتبات العلمية، ونشر الثقافة الإسلامية، وصيانة الموروث الإسلامي.
ويشتمل هذا المركب، الذي تعكس هندسته وزخرفته براعة وعبقرية الصانع التقليدي المغربي، وكذا تنوع وغنى الموروث المعماري الوطني، على جناح إداري يضم مقرات المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الدار البيضاء -أنفا، والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، ونظارة الأوقاف.
كما يحتوي على قطب ثقافي يشمل مركزا للتوثيق والأنشطة الثقافية، به ثلاث مكتبات مخصصة، على التوالي، للعلوم الاجتماعية والآداب، والدراسات الإسلامية والتاريخ، والأطفال، وقاعات للمخطوطات والمنحوتات، والمجلات والدوريات، وفضاءات للتوثيق مرصودة لضعاف السمع والبصر.
كما يضم المركب فضاء للأطفال، وقاعات للمعلوميات، والسمعي -البصري، والاجتماعات، وقاعة للعروض تتسع لـ 296 مقعد، وقاعة شرفية، وقاعة للصلاة، ومرآب من طابقين يتسع لـ100 سيارة وفضاءات خضراء.
وسيشكل هذا الصرح الجديد فضاء متميزا لتنظيم التظاهرات الدينية والثقافية، بما من شأنه تعزيز إشعاع العاصمة الاقتصادية للمملكة والنهوض بالكفاءات التي تزخر بها، كما سيتيح تدبير الشؤون الدينية وفق مبدأ القرب. ويأتي إنجاز هذه المنشأة في إطار إستراتيجية مندمجة، شاملة ومتعددة الأبعاد تنفذها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بهدف إنجاز مركبات مماثلة بمختلف مدن المملكة.
وهكذا، أنجزت مركبات مماثلة بمدن مكناس ووجدة ومراكش وطنجة وميدلت وتارودانت وشفشاون وخريبكة والناظور وبنسليمان، في حين توجد مركبات أخرى في طور الإنجاز بكل من سلا، بنجرير، تنغير، سيدي بنور، قلعة السراغنة، تاوريرت، الحسيمة والعرائش.