اللقاء الذي حضره عدد من الأساتذة والأستاذات المنتمين لمختلف مدراس وكليات جامعة محمد الأول بوجدة، كان فرصة لمناقشة عدة قضايا مرتبطة أساسا بالفلاحة والماء، ودور الجامعة والبحث العلمي في النهوض بهذا القطاع الحيوي، والمادة المهمة، خاصة في ظل الإجهاد المائي الذي تعرفه البلاد، مع توالي سنوات الجفاف.
وفي عرضه بالمناسبة، بين وزير الفلاحة محمد صديقي، الأهمية القصوى للماء كمورد حيوي، ودوره الأساسي في دعم الزراعة المستدامة وتحقيق السيادة الغذائية للمغرب، مؤكدا على ضرورة تبني استراتيجيات مبتكرة لإدارة الموارد المائية، وتعزيز الفلاحة الذكية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية.
وفي معرض جوابه على أسئلة ومداخلات الأساتذة الجامعيون، صحح المسؤول الحكومي عدة مفاهيم وما اعتبرها مغالطات، بشأن الزراعات المستنزفة للماء، ك « الأفوكا » و »الدليع أو الدلاح »، مشيرا إلى أن المساحات المزروعة لهذه المنتوجات تبقى ضئيلة جدا، وهو ما يناقض القول أنها مستنزفة للفرشة المائية.
بدوره، شدد ياسين زغلول رئيس جامعة محمد الأول، على الدور الريادي للجامعة في دعم البحث العلمي والابتكار في مجال الفلاحة والموارد المائية، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل كحلقة وصل بين النظرية والتطبيق، مما يسهم في تطوير حلول عملية ومستدامة للتحديات الزراعية الراهنة، معطيا المثال بعدة مشاريع أنجزتها الجامعة تحت إشراف أساتذها، كمشروع تحلية المياه بمنطقة بوغريبة بإقليم بركان، ومشروع البذور المقاوِمة للجفاف، بأحد ضيعات إقليم الناظور، وغيرها من المشاريع الهادفة إلى تحقيق نموذج فلاحي علمي مبتكر ومتطور.
واتفق الحاضرون في مداخلاتهم على ضرورة تعزيز التعاون المتعدد الأطراف بين الأكاديميين، والحكومة، والقطاع الخاص، لأجل مقاومة الجفاف، وتوسيع الوعي والتعليم حول أهمية المحافظة على الماء، وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، لضمان مستقبل غذائي آمن للأجيال القادمة.