المغرب يتصدر المشهد الإقليمي.. بينما الجزائر تُعيق جهود الاستقرار بمناورات فاشلة

Lors d'un exercice militaire de l'armée algérienne supervisé par Saïd Chengriha, chef de l'ANP.

خلال مناورة عسكرية للجيش الجزائري بإشراف السعيد شنقريحة، رئيس الجيش الوطني الشعبي

في 30/01/2025 على الساعة 15:15

في عالم متغير ومنطقة يتم إعادة ترتيب أوراقها بشكل كبير، تناولت صحيفة « ذا تايمز أوف إنديا »، وهي أهم صحيفة في الهند، بالتفصيل المناورات المُزعزعة للاستقرار التي يقوم بها نظام الجزائر، والذي يحاول، تحت ذرائع « بقايا التاريخ » و« المنافسة » غير المبررة، تقويض جهود السلام التي يقودها المغرب. ووصفت الصحيفة هذه المحاولات بأنها « خطة تفشل ».

التحليل يأتي من بعيد، ويتميز بمنظور موضوعي. فهو يساعد على فهم دور الاستقرار الذي يلعبه المغرب على مستوى منطقته، وبشكل أوسع في إفريقيا. كما يكشف عن الألعاب غير الصحية التي يمارسها نظام الجزائر، الذي لا يهتم سوى بمحاولة إفشال مبادرات المملكة. هذا هو التمرين الذي قامت به صحيفة « ذا تايمز أوف إنديا »، وهي وسيلة إعلامية مرجعية وأهم صحيفة في البلاد.

في تحليل خاص بعنوان « جبهة إفريقية جديدة؟ كيف يؤثر انسحاب روسيا من سوريا على ليبيا ويجعل المغرب لاعبا رئيسيا لأوروبا »، لم تتردد الصحيفة في كشف الحقائق. بالنسبة لرودرونيل غوش، مؤلف المقال، فإن الجزائر قد اتخذت لنفسها دور الإضرار بالمنطقة بأكملها، بهدف وحيد هو البقاء.

قضية الصحراء تجسد فلسفة نظام الجزائر. فبدلا من العمل على البناء، تحاول الجزائر إيجاد مكان لها على رقعة الشطرنج الإقليمي من خلال معارضة كل جهود الوحدة والازدهار المشترك التي يجسدها المغرب.

نزاع «مصطنع» و«إرث تاريخي مهجور»

بالإضافة إلى دعمها الثابت للانفصاليين في البوليساريو، تحاول الجزائر عرقلة جهود المغرب الرامية إلى تعزيز خطة الحكم الذاتي كحل واقعي وموثوق للنزاع حول الصحراء المغربية. ووصفت الصحيفة هذا النزاع بأنه « مصطنع » و »إرث تاريخي مهجور »، مما يعكس موقف الدولة الهندية.

سلط التحليل الضوء على الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي، الذي تحظى به بشكل واسع، خاصة من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وكذلك على أعمال التخريب التي تقوم بها الجزائر. حتى أن « الجزائر فرضت قيودا تجارية على شركائها الأوروبيين، خاصة إسبانيا وفرنسا، بسبب دعمهم الصريح للموقف المغربي في قضية الصحراء ». وهو ما وصفه الكاتب بـ« الانتحار »، الذي يُفسر بخوف الجزائر من فقدان نفوذها الذي يتقلص بشكل كبير.

» تعارض الجزائر هذا الدعم الدولي للمغرب، لأنها تعتبر الرباط منافسا إقليميا. وهي تستخدم البوليساريو في محاولة لتقليل ارتباط المغرب بإفريقيا عبر الصحراء المغربية»، كما جاء في المقال. ومع ذلك، «فإن الخطة تفشل». ويضيف الكاتب: « الآن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن هذا الموقف (الداعم للمغرب) سيتعزز فقط ».

المغرب شريك «لجميع الذين يسعون إلى الاستقرار»

في المقابل، يظل المغرب عمودا للاستقرار ولاعبًا رئيسيا لأوروبا في مواجهة الديناميكيات المعقدة والاضطرابات الجيوسياسية في منطقة البحر المتوسط وشمال إفريقيا. كبطل للتعاون بين دول الجنوب والتنمية في إفريقيا، يعمل المغرب جاهدا على إقناع الفصائل الليبية المتنافسة بالوصول إلى اتفاق سياسي مشترك، من أجل استعادة الاستقرار في هذا البلد الذي دمرته الحرب منذ بداية الحرب الأهلية.

كما يواصل المغرب تعزيز مشاريع بنيوية كبرى، مثل خط أنابيب الغاز العابر لإفريقيا الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر المملكة. « هذا المشروع ضروري لأمن الطاقة في أوروبا وإفريقيا »، كما جاء في المقال. وبالمثل، فإن المبادرة الملكية التي تهدف إلى منح دول الساحل إمكانية الوصول إلى المحيط الأطلسي تعتبر حيوية لتطور المنطقة.

الخلاصة: « يبرز المغرب كلاعب استراتيجي حاسم مع بدء تداعيات الحرب في أوكرانيا تؤثر على إفريقيا. تعزيز الشراكات مع المغرب في هذه الحالة سيكون ضروريًا لأوروبا ولكل الذين يسعون إلى الاستقرار ».

يبقى السؤال الكبير في هذا السياق هو الموقف المستقبلي لروسيا، كما يوضح رودرونيل غوش، الذي يدرس التداعيات الجيوسياسية لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الحليف التاريخي لموسكو. فقد بدأت روسيا في إخلاء قواعدها العسكرية في سوريا، حيث سيتم إعادة نشر المعدات والأفراد في ليبيا، التي تدعم موسكو فيها الجنرال خليفة حفتر في شرق البلاد منذ سنوات.

« ليبيا، التي تعاني بالفعل من حرب أهلية طويلة وعدم استقرار سياسي، قد تصبح جبهة جيوسياسية جديدة بين روسيا وحلف الناتو »، كما جاء في المقال. وقد يؤدي تعزيز الوجود الروسي، إلى جانب الدعم الجزائري في هذه المنطقة، إلى تعقيد جهود المغرب لإحلال السلام والتعاون الإقليمي. ولكن يبقى السؤال: هل الجزائر قادرة حتى على أن تكون لاعبا أو حليفا موثوقا به في مجال زعزعة الاستقرار؟

تحرير من طرف طارق قطاب
في 30/01/2025 على الساعة 15:15

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800