الإسلاموي الجزائري عبد القادر بن قرينة الحليف والداعم لتبون يدعو المغاربة إلى الفوضى

عبد القادر بن قرينة، زعيم حزب البناء الإسلاموي وحليف عبد المجيد تبون. DR

في 05/10/2025 على الساعة 14:43

فضح خطاب لعبد القادر بن قرينة، زعيم حزب البناء الإسلاموي وحليف عبد المجيد تبون، المخططات الخبيثة التي يتبعها النظام الجزائري في محاولة استغلال حركة جيل زاد 212.

في ظل الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة التي يشهدها المغرب منذ ثمانية أيام، والتي تطالب بإصلاح التعليم والصحة، والقطع مع الفساد، يتكرر الحديث عن ضلوع يد أجنبية في هذه الحركة المجهولة، التي ظهرت على منصة «ديسكورد» (Discord). خاصة وأن العديد من الحسابات الجزائرية في وسائل التواصل الاجتماعي كانت تساهم في تأجيج الغضب الشعبي منذ بداية هذه الحركة.

مع ذلك، ورغم أن هذه التجمعات شابتها أعمال تخريب ارتكبها مثيرو الشغب، إلا أن المظاهرات في المغرب تميزت بسلميتها، حيث أدانت حركة جيل زاد 212 بشدة جميع أشكال العنف.

وهكذا، ورغم الدعوات التي أطلقها الذباب الإلكتروني الجزائري على وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض المتظاهرين على الإطاحة بالسلطة، فقد سلك الشباب المغربي مسارا معاكسا، معلنين يوميا تمسكهم الراسخ بالملك محمد السادس وبالمؤسسة الملكية. أمام هذه الدعوات لـ«الانتفاضة» ودفع البلاد نحو الفوضى، توحدت شبكات التواصل الاجتماعي، ووقف المغاربة في الشوارع إلى جانب قوات الأمن، مقدمين لهم باقات من الزهور، كما هو موثق في مقاطع فيديو عديدة، ومتدخلين معهم لمنع أعمال التخريب، ومشيدين بالتزامهم بحماية المواطنين واحترامهم للمتظاهرين.

تذكرنا هذه المحاولة لزعزعة الاستقرار الرقمي بالحملة التي استهدفت فرنسا قبل بضعة أشهر، والتي تم الكشف عنها في مذكرة سرية قدمت إلى رئاسة الحكومة الفرنسية في 25 يونيو من قِبَل «فيجينوم»، وهي الهيئة الفرنسية للمراقبة والحماية من التدخل الرقمي الأجنبي. وأشارت المذكرة إلى «نشاط رقمي خبيث مارسه ذباب إلكتروني مقرب من الجزائر» و«مناورات معلوماتية» نفذت خلال الأشهر الستة الماضية ضد فرنسا، وجميعها من قبل «شبكة من الذباب الإلكتروني متمركزة في الجزائر». وتقف وراء هذه المناورات الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها، التي يشرف عليها وزير الدفاع الجزائري، أي عبد المجيد تبون.

النظام الجزائري يدعو المتظاهرين المغاربة إلى نشر الفوضى

بعد فشل هذا الهجوم الرقمي على المغرب، خرج النظام الجزائري الآن بوجه مكشوف وبطريقة رسمية جدا من أجل التحريض على التمرد. ففي خطاب ألقاه أمام صحافة بلاده يوم 4 أكتوبر، وجه عبد القادر بن قرينة، الإسلاموي الجزائري وأحد أزلام النظام وزعيم حزب البناء، والمؤيد لعبد المجيد تبون، نداء للمغاربة يكشف بشكل قاطع عن النوايا الخبيثة النظام: «توجهوا بالمسيرات إلى محاصرة القصر الملكي لإيقاف التطبيع!».

بعد فشله في إقناع المغاربة بإغراق بلادهم في الفوضى من خلال الركوب على موجة الاحتجاجية الاجتماعية، يحاول بن قرينة، أحد أزلام تبون، هذه المرة، استخدام ورقة السياسة الخارجية المغربية لإلحاق الضرر بالمملكة. اللعب بورقة القضية الفلسطينية وتصوير نفسه كعدو لدود للصهيونية: أسطوانة مشروخة لم تعد تقنع أحدا في بلد تحظر فيه المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين... على عكس المغرب.

لكن المتظاهرين المغاربة لم ينخدعوا بهذه اللعبة القذرة، وخلال هذه التجمعات الكبيرة، تم التعبير بوضوح تام عن هدف حاسم في شهادات عديدة: الدفاع عن المغرب والمطالبة بتطوير الخدمات العمومية للمغاربة، ولا شيء غير ذلك.

يسلط خطاب بن قرينة الضوء على مثال آخر على التدخل المفضوح للنظام الجزائري في المغرب. ولكن بدلا من السعي عبثا لإيذاء البلد الجار، ينبغي للجزائر أن تشعر بالقلق إزاء ظهور انتفاضة في بلدها أخطر بكثير من تظاهرات جيل زاد 212، حيث لا يتجاوز عدد المتظاهرين 1000 شخص في الاعتصامات. ما يختمر في الجزائر هو انتفاضة مئات الآلاف من الجزائريين. بعد فشل الحراك في عام 2019 وحتى عام 2021، بإسقاط النظام العسكري الذي أخذ البلاد وشعبها رهينة وأجبر شبابها، المحرومين من حق التعبير، على الفرار من البلاد، فإن الانتفاضة القادمة سيكتب لها النجاح.

رغم أنف الجزائر وعبد القادر بن قرينة وأسياده، فإن الشباب المغربي عبر من خلال هذه المظاهرات عن تمسكهم الشديد ببلدهم ومَلِكهم ورغبتهم في الانخراط السياسي وقرارهم بالعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع ورفضهم الفرار إلى المنفى. يمكن لبن قرينة وأسياده في الجزائر أن يستمروا في الحلم بانتفاضة ضد الملكية التي استمرت قرونا في المغرب. هذه الشرذمة من الكرغوليين والسكان المتنوعين، الذين بالكاد يبلغون من العمر 63 عاما، غير قادرين على فهم أن الأمة المغربية متماهية مع الملكية التي يعود تاريخ سلالتها الأولى إلى عام 788. إن مناورات بن قرينة وعرابي الثورات ستنكسر حتما أمام رسوخ الأمة المغربية.

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 05/10/2025 على الساعة 14:43