الجزائر في عهد بوتفليقة.. جوار بلا حوار

DR

في 19/05/2013 على الساعة 20:51, تحديث بتاريخ 31/05/2013 على الساعة 19:17

يتابع المغاربة بكثير من الاهتمام الحالة الصحية للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعيش وضعا صحيا صعبا استدعى نقله إلى الخارج من أجل العلاج، هذا الاهتمام والمتابعة الدقيقة لهما ما يستدعيهما، حيث تطرح تساؤلات عن مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية ما بعد رحيل الرئيس الجزائري.

يحوم على الحالة الصحية لبوتفليقة تكتم شديد، حتى بات الحديث عن هذا الموضوع طابو يحذر من الاقتراب منه، بدليل حجز وزارة الإعلام الجزائرية على مطبوعات صحيفتين جزائريتين "بسبب كتابتهما عن الموت السريري للرئيس الجزائري”.

ويبدو فعلا أن هذا التكتم الشديد عن حالة الرئيس، خصصت له أذرع إعلامية ترد كل محاولة للاقتتاب من الموضوع، كما حدث عندما شنت قناة النهار الجزائرية المقربة من قصر المرادية هجمة شرسة على الشيخ المغربي محمد الفزازي بسبب رسالته إلى الرئيس التي يدعوه فيها إلى العودة لجادة الصواب، لكونه قريبا سيلقى ربه.

لكن ماذا عن جزائر ما بعد بوتفليقة، في الشق المتعلق بعلاقاتها مع المغرب ؟

طبعت مرحلة حكم بوتفليقة مراوحة ملف العلاقات مع المغرب لمكانه مستمرا على نهج أسلافه من الرؤساء الجزائريين كافة. وربما باستثناء فترة الرئيس الشاذلي بن جديد التي انطبعت بنوع من الانفراج والتفاهم، لم يستطع أي رئيس جزائري أن يقفز على المطبات التي تعترض هذا المسار، وتنعكس سلبا على البناء المغاربي المتعثر، بل إنه حتى في قضية الحدود التي كاد فتحها يصبح في متناول اليد بعد مجيء الرئيس بوتفليقة، لم يتمكن الجزائريون والمغاربة على حد سواء من العودة إلى الوضع السابق لما قبل سريان مفعول إغلاق الحدود.

ويبقى من بين أهم الملفات المطروحة على النقاش في مرحلة بعد رحيل ابن وجدة، هو ملف الصحراء، الذي رغم أن الجزائر تصر أنها لا علاقة لها به، إلا أن المنتظم الدولي يعلم جيدا أنه لا قوة للبوليساريو بدون دعم الجزائر، حيث تضع الدولة الجزائرية العصا في عجلة أي مسعى جاد لحل هذا النزاع، الذي يرى الجار الشرقي أن حله يعني استفراد المغرب بالريادة الإقليمية، وهو ما لا يحبذه جنرالات الجزائر، الذين "فطموا" على إشعال الحرب الباردة والحرب بالوكالة مع جارهم الغربي، وهو الموقف الذي يعززه الجزائر بفضل ما تتوفر عليه من ثروات باطنية، تجعلها ورقة رابحة سياسيا تضغط بها لكسب المزيد من الداعمين لطرحها.

إن الحديث عن جزائر ما قبل بوتفليقة وما بعد بوتفليقة، هو حديث عن قطيعة في إطار الاستمرارية، لأنه تمت حقيقة لا محيد عنها، مفادها تحكم الجنرالات في الاقتصاد والسياسة وحتى الهواء الذي يتنفسه الجزائريون، لذا فلا متغير في العلاقات ما دام كنه الأمور لم يتغير، بدليل أن الجزائر "تسير" من على فراش المرض، ولا يمكن الحديث عن تغيرات جذرية في العلاقات المغربية الجزائرية إلا عندما يدخل النظام العسكري الجزائري غرفة الإنعاش.

في 19/05/2013 على الساعة 20:51, تحديث بتاريخ 31/05/2013 على الساعة 19:17