تحقيق: الكوبالت.. الحقيقة بشأن الاتهامات الموجهة لمنجم بوعازر التابع لمناجم المغرب

في 18/01/2024 على الساعة 08:30, تحديث بتاريخ 18/01/2024 على الساعة 08:30

فيديوكانت شركة مناجم، وهي مجموعة منجمية إفريقية ذات بعد دولي، مؤخرا هدفا لشائعات تتعلق بتعرض عمالها ومستخدميها لمخاطر صحية، وظهور أمراض مرتبطة بالزرنيخ أو حتى تصريف مواد ملوثة من منجم بوعازر للكوبالت. ما هي حقيقة هذه الشائعات؟ أجرى Le360 تحقيقا ميدانيا وحاور مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك السلطات العمومية والعديد من الفاعلين من المجتمع المدني. الخلاصة: الادعاءات التي وجهت للمجموعة هي محض أكاذيب.

بوعازر تبعد بـ120 كلم جنوب مدينة ورزازات. المنطقة شبه صحراوية. وبصرف النظر عن عدد قليل من الواحات ذات الروعة النادرة، لا شيء ينمو هنا تقريبا. هناك نقص في الموارد، سواء الطبيعية أو الاقتصادية. باستثناء الكوبالت. هذا المعدن الأساسي لعالم اليوم، وقبل كل شيء، لعالم الغد.

والسبب هو أنه يستخدم في صناعة البطاريات الكهربائية بأحجام مختلفة وتستخدم لأغراض مختلفة، حيث يسمح لها الكوبالت بتخزين كمية كبيرة من الطاقة مع الحفاظ عليها في درجة حرارة ثابتة. ويعتمد عليه قسم كامل من التكنولوجيا الحديثة: من هواتفنا الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر، مرورا بقطاعات استراتيجية مثل الفضاء، وحيوية مثل الطب، وبالطبع قطاع السيارات الكهربائية، الذي أصبح يعتمد بشكل متزايد على هذا الخام.

في أماكن أخرى، من السهولة بمكان الوصول إلى الكوبالت. أما في المغرب، وفي بوعازر، يتعين النزول للبحث عنه على بعد مئات الأمتار تحت الأرض، في أقدم منجم لا يزال يستغل في المملكة. وتقع هذه المهمة على عاتق شركة مناجم، وهي مجموعة منجمية إفريقية ذات بعد دولي، من خلال شركتها الفرعية « تفنوت تيغانمين » (Compagnie de Tifnout Tighanimine).

وتعد المجموعة واحدة من أكبر خمس شركات منتجة للكوبالت في العالم، حيث يقدر حجم إنتاجها السنوي بـ2400 طن. وعندما نعلم أن الطن يباع بسعر يقارب 60 ألف أورو (حوالي 650 ألف درهم)، ندرك أهمية وقيمة هذا النشاط.

نشاط ليس حديثا على الإطلاق: فالكوبالت ومنجم بوعازر لهما تاريخ طويل تمت كتابته منذ ما يقرب من قرن من الزمن. وأوضح عبد الرحمان بن الشيخ، رئيس الاستغلال المكلف بالعمليات المنجمية ببوعازر قائلا: « بدأ استغلال المنجم في عام 1928، ومنذ ذلك الحين، مر هذا الاستغلال بعدة مراحل. من العمل اليدوي في البداية، تطورنا كثيرا من خلال الدمج التدريجي للتقنيات والتكنولوجيات الجديدة من أجل مكننة العمليات وجعلها أقل صعوبة وأكثر دقة وأكثر أمانا. فعلى سبيل المثال، أدخلنا مكننة الاستخراج ودورة الإنتاج بأكملها، سواء في الإسقاط باستخدام المتفجرات أو في إزالة الركام باستخدام آلات التعدين الهيدروليكية المتحكم فيها عن بعد ».

عجلة التقدم لا تتوقف. أضاف مصدرنا قائلا: « من خلال الاهتمام بالسوق الدولية ومن خلال مراقبتنا التكنولوجية، قمنا أيضا بدمج العديد من الابتكارات، مثل رقمنة سلسلة القيمة، بدءا من الاستكشاف حتى التسويق. التعلم الآلي، وعلوم البيانات، واستخدام الطائرات بدون طيار في المسوحات الهندسية، والمسح ثلاثي الأبعاد...كل هذه التقنيات مرغوب فيها ».

إذا كانت البلاد لا تحتوي إلا على 1 % من الإمكانيات العالمية في هذا المجال، فإن الكوبالت المغربي يتمتع بخاصية تجعله معدنا فريدا من نوعه في العالم: درجة نقاوته العالية. وبدا توفيق المالكي، مسؤول إنتاج الكوبالت في فرع مجموعة مناجم، فخورا جدا بهذا الأمر. وقال بافتخار: « إن خصوصية منتوجنا هي نقاؤه العالي. وتبلغ هذه النسبة 99.98 %، بالإضافة إلى أن نسبة النيكل فيه منخفضة جدا. لذلك، نحن موجودون في أكبر الأسواق العالمية والأمريكية والأوروبية والآسيوية ».

اتهامات خطيرة

هذا النقاء العالي، وفوق كل شيء هذا العمل التقني الدقيق والمؤطر بقواعد، يواجه اليوم بعض الأصوات التي ارتفعت هنا وهناك لتشويهه والمس بصورته. وذلك من خلال إطلاق ادعاءات من قبل « ظروف العمل القاسية »، و »الاستغلال المفرط للموارد المائية »، و »الأضرار البيئية »، و »الإزعاج الذي يحدث للتجمعات المحيطة بمنجم بوعازر ».

بدأت هذه الحملة كلها بـ« تحقيق » نشرته إحدى وسائل الإعلام الفرنسية، ثم تناولته الصحف الألمانية. مع الكثير من العناوين المثيرة: « المناجم في المغرب: الواقع المشؤوم للكوبالت المسؤول »، « في المغرب، منجم للكوبالت يسمم الواحات »، « السيارات الكهربائية تجلب العطش لدول الجنوب »، « بي إم دبليو ورونو متورطتان في فضيحة بيئية في المغرب ». السبب على وجه الخصوص هو التلوث « الكبير » بالزرنيخ، وهي مادة سامة تنطلق من المنجم وتهدد الموارد المائية بالمنطقة وصحة العاملين والسكان.

عناوين كافية لزرع الذعر واتهام المجموعة المنجمية وكذا السلطات على حد سواء بالتهاون والإهمال. ومع ذلك، فالواقع يؤكد عكس كل ذلك. وقد دأبت مجموعة مناجم على نفي الاتهامات التي تروجها بعض وسائل الإعلام بخصوص نشاط الكوبالت بمنجم بوعازر. وقال عماد التومي، الرئيس المدير العام للمجموعة، في مقابلة مع أسبوعية لوبوان الفرنسية، إن « عملياتنا وأساليب عملنا بعيدة كل البعد عما تم الترويج له ». وأعلن عن القيام بمتابعات قضائية ضد أصحاب هذه الادعاءات المغرضة.

والغريب أن هذه الحملة تحدث بينما تشهد أنشطة المجموعة تطورا ملحوظا. منذ عام 2020، قامت مناجم بتزويد شركة صناعة السيارات الألمانية بي إم دبليو بالكوبالت، في إطار عقد بقيمة 100 مليون أورو (حوالي 1.1 مليار درهم). في عام 2022، جاء الدور على مجموعة رونو لتوقيع اتفاقية مع المجموعة المغربية تتعلق بشراء 5000 طن من كبريتات الكوبالت سنويا، على مدى 7 سنوات، ابتداء من عام 2025، لتزويد مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في أوت دو فرانس. وفضلا عن ذلك، أعلنت مناجم، في يوليوز الماضي، عن مشروع أول مصنع لإنتاج كبريتات الكوبالت بالمغرب، بشراكة تكنولوجية مع شركة الإلكترونيات الصينية. والهدف: تزويد صناعة بطاريات السيارات الكهربائية المزدهرة.

الحقيقة غير ما ينشر

هناك الاتهامات التي يطلقها مجهولون، وهناك الواقع على الأرض الذي ينفدها. فهذا الواقع يشير إلى أنه من بين أكثر من 1000 عامل ومستخدم يشتغلون في المنجم، لم يصب أي منهم بأي مادة كيميائية.

وذلك لأن مناجم تجعل سلامة عمالها أولوية مطلقة، قبل وأثناء وبعد توليهم مهامهم. يتذكر محمد أوحاسي، مسؤول الصحة والسلامة المهنية في بوعازر، أن المنجم حصل على ثلاثة مستويات من الشهادات: الصحة والسلامة « ISO 4500″ والجودة « ISO 9001″ والبيئة « ISO 14001″. وأوضح أوحاسي قائلا: « في قطاعنا، فقط الشركات مثل مناجم هي التي تبذل جهودا كبيرة ومتواصلة في هذه المجالات، يمكنها أن تنال مثل شهادات الثقة هاته ». شهادات يتم تجديدها كل عام. وأضاف: « لكل مهنة، يتم إجراء تحليل محدد للمخاطر من أجل التوصل إلى طريقة عمل تضمن سلامة المستخدمين ».

يتضمن هذا الاهتمام بصحة العمال أيضا الرعاية الطبية في المنجم، مع المراقبة المنتظمة ونظام لتدبير حالات الطوارئ المحتملة. أشار أيوب شهايب، طبيب الشغل في منجم بوعازر قائلا: « في المنجم، نتوفر على ثلاث سيارات إسعاف مجهزة ومستعدة للتدخل في حالة الطوارئ. ونتوفر أيضا على غرفة للأشعة العملياتية طوال الأسبوع ». وأوضح أيضا: « منذ لحظة الانتقاء، يخضع العامل لمجموعة من التحليلات والاختبارات. كما يتم ضمان المراقبة أثناء وبعد تولي منصب الشغل. وحتى بعد التقاعد، يتم القيام بالتقييم والمتابعة المهنية للعمال ». يتم تحليل نتائج الفحوصات وتقديمها إلى الطبيب المعالج وإلى الوحدة الطبية التابعة لمجموعة مناجم.

لا شيء يمكن الإبلاغ عنه

ومن خلال هياكل وزارة الصحة، تراقب السلطات العمومية الأمور. واستنتاجاتها واضحة لا غبار عليها: لم يتم الإبلاغ عن أي مرض مهني مرتبط بالعمل في المنجم وأنشطة مناجم. وبهذا الخصوص، أكدت سناء طارق، وهي طبيبة بالمركز الصحي تسلا (التابع لوزارة الصحة)، والذي يغطي أيضا المنطقة التي يتواجد فيها منجم بوعازر، قائلة: « أستقبل جميع ساكنة المنطقة، بما في ذلك عمال المنجم. ومقارنة بممارستي طوال العشرين عاما الماضية، فقد لاحظت بشكل عام استقرارا في الحالة الصحية العامة للسكان. لم ألاحظ قط أمراضا يمكن أن تكون مرتبطة بالعمل في المنجم، مثل حالات التسمم المتعلق بالمواد الكيميائية »، مضيفة « لدينا ملفات إلزامية لتتبع الأمراض. ونحن مطالبون بالإبلاغ عن أي حالة تبدو لنا مشبوهة. بالإضافة إلى دورنا الاستشاري، لدينا مسؤولية تجاه المجتمع وعلينا مراقبة أي مرض أو وباء مستجد. لا يوجد شيء مثل هذا الأمر في المنطقة ».

تتطلب حماية العمال والسكان التي تعيش بالقرب من المنجم الحفاظ على بيئة صحية. من الاستخدام العقلاني للموارد المائية، وإعادة استخدام المياه، واللجوء المكثف للطاقات الخضراء. نحن بعيدون جدا عن اتهامات هدر المياه التي طالت المجموعة. وأوضحت لبنى صفاء، مسؤولة اللوجستيك بشركة « تفنوت تيغانمين » كماسة، المركب الصناعي لمجموعة مناجم لتثمين الكوبالت والواقع على بعد 60 كلم عن مراكش، قائلة: « في سلسلة القيمة لدينا، تعد المسؤولية الاجتماعية للشركة عاملا أساسيا. وذلك من خلال نسج روابط وثيقة بين فعاليتنا العملياتية وجودة علاقاتنا المهنية والتزامنا بالممارسات الأخلاقية والمستدامة. وفي هذا الصدد، تعمل مصانعنا بالطاقة الخضراء بنسبة 91 %. كما يتم إعادة تدوير المياه المستخدمة في عملياتنا الصناعية بنسبة تصل إلى 40 % ».

تلوث المياه: « مجرد أراجيف »

فيما يتعلق بالادعاءات المغرضة المتعلقة بالاستغلال المفرط لهذا المورد الأساسي وهو الماء، أو التأثير المحتمل لنشاط المنجم على المياه الجوفية، فإن ممثلي السكان المحليين وكذلك الفاعلين الجمعويين متفقون على أنه لا يوجد شيء من ذلك على الإطلاق. وعبر جمال بنحميد، وهو فاعل جمعوي شاب من أبناء المنطقة، عن استغرابه من تلك الإشاعات، وقال: « إنها نفس المياه التي نستخدمها منذ عدة سنوات. ولم نر ولم نسمع أنه يشكل أي خطر على صحة المستخدمين. ويسكن الدوار المجاور للمنجم ما بين 300 و400 نسمة، بالإضافة إلى من يقصدونه بين الحين والآخر. ويستخدمه الكثير منا كمياه للشرب، ولم تطرأ أية مشكلة على الإطلاق ». أما الناشط البيئي المحلي عبد الله أكرشاد فقد ذهب أبعد من ذلك، وأكد قائلا: « المعلومات المتداولة لا علاقة لها بالواقع. الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أننا رأينا أجدادنا يعملون في المنجم، ويتقاعدون، ووصل عمر بعضهم إلى 100 أو 110 سنة. ولم يكونوا ضحايا ظروف العمل في المنجم أو العيش في المناطق المحيطة به. نحن نستفيد من مياه الشرب من خلال الخطارات المحيطة بالمنجم. ولم نسجل قط أي حالة تلوث لهذه المياه سواء داخل المنجم أو خارجه. نفس الشيء ينطبق على الواحات المحيطة بها. ما يروج له البعض هو مجرد أراجيف. والهدف هو المس بسمعة الشركة. هذا كل شيء ».

تجعل مجموعة مناجم من مراقبة جودة المياه شغلها الشاغل. بالنسبة لبدر أزناك، رئيس قسم التحاليل في شركة ريمينيكس (Reminex)، شركة تابعة لمناجم مكلفة بالبحث والتطوير والهندسة وتسليم المشاريع، فإن المتطلبات هي نفسها لكل شركة أو فرع تابع للمجموعة. وأوضح محاورنا قائلا: « لدينا إطار تعاقدي يفرض خطة مراقبة لكل منجم. وفي حالة منجم بوعازر، نحن ملزمون شهريا بمراقبة آباره وتصريفاته ومياه الشرب المقدمة في المنطقة المحيطة. نتوفر على الخبرة وجميع المعدات اللازمة لذلك ».

مراقبة على جميع المستويات

وأردف قائلا: « يذهب خبراؤنا بانتظام إلى المصنع لأخذ عينات من كل نوع من المياه وإجراء التحاليل المخبرية اللازمة، مع احترام جميع القواعد المتعلقة بهذه العملية. المراقبة صارمة جدا وفي كل مرة يتم إعداد تقرير يرسل إلى منجم بوعازر ومقارنته بالمستويات التي تفرضها السلطات. ويجب ألا ننسى أننا جميعا نعيش في المنجم وكل واحد منا معني بضرورة توفير بيئة صحية ».

وأضاف نفس المصدر أن الوجود الطبيعي للزرنيخ بالمنطقة كان يؤخذ بعين الاعتبار دائما في مختلف خطط المجموعة بهدف توفير الحلول التقنية المناسبة. وقد طمأنت مجموعة مناجم في بيان لها نشر يوم 15 نونبر الماضي، إذ أكدت فيه: « وهكذا، فإن أحواض الاحتفاظ بالمياه التي يمكن أن تولد، في ظروف معينة، الحد الأدنى من التسرب المتبقي دون خطر على الطبيعة، يجري حاليا تطويرها لتحقيق الالتزام بعدم التأثير على البيئة ».

وعلى أرض الواقع، فإن ما لاحظناه هو العكس تماما للادعاءات المنشورة. كشركة مواطنة، تبذل مناجم جهودا كبيرة لجعل المياه الصالحة للشرب في متناول أكبر عدد ممكن من السكان وقد تمكنت مئات الأسر في العديد من قرى المنطقة من الاستفادة من دعمها. زاوية سيدي بلال، الواقعة بالقرب من منجم بوعازر، هي واحدة منها. وأشار الناشط الجمعوي الحسين أخراز قائلا: « لنكن صرحاء، لا يمكن لأحد أن ينكر أن مناجم تقف دائما إلى جانب السكان حتى يتمكنوا من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب. تقف المجموعة وراء عدد من المبادرات في هذا الاتجاه لصالح الدواوير المتواجدة في منطقة نشاطها. هذا المشروع لن يكون الأول ولا الأخير ».

يتطلب إنشاء المشروع المذكور ميزانية كبيرة: للتوصيل، وإمدادات الكهرباء عبر الألواح الكهروضوئية، ومضخات المياه والربط بالخط الرئيسي الذي يخدم الساكنة المستهدفة. « كل شيء ستموله مناجم ». لصالح 200 عائلة أي حوالي 1200 شخص. وأوضح الناشط الجمعوي: « وأنا لا أتحدث إلا عن دوارنا، زاوية سيدي بلال ».

جهود ملموسة خدمة للسكان

بحكم طبيعة أنشطتها، غالبا ما تتواجد مناجم في مناطق جغرافية معزولة، مما يوفر فرصا اقتصادية وتنموية محدودة. وتقدم المجموعة خدمات لساكنة هذه المناطق. وذلك من خلال توفير فرص العمل أو غيرها، أو من خلال تشجيع ريادة الأعمال، وخاصة بين النساء، والتكوين أو حتى تعزيز التعليم والثقافة لدى الشباب.

« تخلق مناجم فرص عمل في منطقة يكاد يكون من المستحيل فيها العثور على عمل. هنا، في الجنوب الشرقي، لا يوجد سوى المنجم. والحمد لله أن ما يقرب من 1000 شخص منا لديه عمل مباشر ومستقر. الكثير من العائلات تستفيد. إنها نعمة للمنطقة »، يؤكد عقا الهدهود، مسؤول داخل منجم بوعازر وممثل نقابي عن الاتحاد المغربي للشغل.

يشير عبد الله آيت منصور، رئيس جمعية ترزيت للثقافة والبيئة، عن المبادرات العديدة التي تساهم فيها المجموعة، سواء في إنشاء المكتبات القروية، والتي تهدف إلى تحبيب القراءة والمعرفة للأطفال، وكذلك في تمكين المرأة أو تعزيز ريادة الأعمال. وإذا نجحت جمعيته في تكوين العديد من النساء على الخياطة بشكل خاص أو الشباب في مجال ريادة الأعمال، فهذا بفضل مساهمة مجموعة مناجم. وتزكي لطيفة الداودي، رئيسة تجمع يضم تعاونيات السجاد النسائية في تازناخت، أقوال عبد الله آيت منصور. وأوضحت قائلة: « لقد أبرمت تعاونيتنا ومناجم ومجموعة من الشركاء اتفاقية تلعب فيها المجموعة دورا مهما. بفضل مناجم استفدنا من دورات تكوينية أساسية لهياكلنا. وتركز، هذه الدورات، من بين أمور أخرى، على التدبير الإداري والمالي للتعاونيات والتسويق وإعداد المشاريع ».

وهكذا، فمناجم، كمجموعة وفية لجذورها الجغرافية ومتجهة بحزم نحو المستقبل، تطبق بصرامة المعايير الدولية في المسائل البيئية والممارسات الاجتماعية والحكامة. وذلك خدمة لزبنائها ومستخدميها وبيئتها. كل ذلك مع وضع نفسها كشريك ملتزم وأساسي للتجمعات السكانية التي تعمل فيها. في بوعازر، كما في أماكن أخرى، المصدر الوحيد للثروة هم الرجال.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 18/01/2024 على الساعة 08:30, تحديث بتاريخ 18/01/2024 على الساعة 08:30