بكائيات البوليساريو بعد اجتماع مجلس الأمن

DR

في 22/04/2021 على الساعة 22:30

وجه مجلس الأمن، خلال الجلسة التي عقدها يوم الأربعاء 21 أبريل، صفعة للجزائر وصنيعته البوليساريو. فلم يكن لحربهم الوهمية في نهاية المطاف أي تأثير على هذا الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة، حيث مرت أشغاله في ظروف طبيعية وهادئة.

كما كان متوقعا، فإن الجلسة السنوية لشهر أبريل، التي عقدها مجلس الأمن يوم الأربعاء 21 أبريل، لم تسفر عن أي قرار أو إعلان بشأن الصحراء. وخلال هذه الجلسة المغلقة، تم الاستماع، كالعادة، للمواقف المختلفة لبعض الأعضاء الخمسة عشر، الدائمين أو غير الدائمين، بأعلى هيئة للأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي كان فيه المغرب يعلم أن هذا الاجتماع الروتيني كان بدون رهانات كبرى، لأنه اقتصر على الاستماع لإحاطة من كولن ستيوارت، الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء، فإنه كان لجبهة البوليساريو والجزائر أمل كبير في أن يتم التركيز في هذه الجلسة على حربهما الوهمية في الصحراء.

كانت خيبة أملهما كبيرة مرة أخرى، كما يتضح من مسارعة البوليساريو، عقب انتهاء اجتماع الأربعاء، إلى الهجوم في بيان شديد اللهجة على مجلس الأمن. وبحسب الجبهة الانفصالية، فإن مجلس الأمن، فشل في اتخاذ "أي إجراءات ملموسة (...) وهو ما يترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام تصعيد الحرب الجارية". عن أي حرب؟ في الواقع، فإن جبهة البوليساريو وراعيتها الجزائر أصيبا بخيبة أمل لعدم رؤية مجلس الأمن يأخذ في الحسبان الحرب الوهمية في الصحراء التي لا يراها أحد.

في الإحاطة التي قدمت إلى أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، لم يذكر إلا أن الوضع الحالي "يمكن أن يؤدي إلى تصعيد". الشخص الذي قدم العرض هو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، كولين ستيوارت، الذي يعرف جيدا الواقع على الأرض. "الحرب العالمية الثالثة" التي يتم تضخيمها من قبل البوليساريو والجزائر وكذلك بيانات الحرب اليومية لا تخدع أحدا. إذا كان هناك درس واحد يجب على الجزائر وجبهة البوليساريو استخلاصه من اجتماع مجلس الأمن هو أن دعايتهما الفجة لا طائل من ورائها.

الولايات المتحدة حريصة على دورها كمحررة لقرارات المجلس

أعدت الولايات المتحدة مسودة إعلان موجز من بضعة أسطر، والتي تمكن Le360 من الاطلاع على مضمونها. يمكن تلخيص هذه المسودة في أربع نقاط: العودة إلى وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية والدعوة إلى تعيين مبعوث خاص إلى الصحراء والتعاون الكامل مع بعثة المينورسو. العديد من الأوامر التي تمت صياغتها في مسودة إعلان واشنطن تستهدف بشكل مباشر جبهة البوليساريو التي خرقت وقف إطلاق النار، الأمر الذي يعيق إمداد المينورسو شرق الجدار الدفاعي ويعيق بإيعاز من الجزائر تعيين مبعوث أممي خاص إلى الصحراء. ولم يكلل مشروع الإعلان هذا بالنجاح لأنه لم يلق تأييدا من قبل جميع أعضاء مجلس الأمن.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن روسيا أثارت اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه. وكتبت وكالة "فرانس برس": "أدانت روسيا القرار الأمريكي ودعت الولايات المتحدة إلى التراجع عنه". إذا أعطينا بعض المصداقية لهذه المعلومة التي أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية، فإن هناك دولة واحدة لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تستمع لها اليوم، فهي روسيا. فبعد أن وصف جو بايدن فلاديمير بوتين بأنه "مجرم" وبعد تحذيرات واشنطن الصارمة لموسكو بشأن الحالة الصحية للمعارض الروسي أليكسي نافالني، هذا على افتراض صدقة الجملة المنسوبة إلى ممثل روسيا في مجلس الأمن، فمن غير المرجح أن يكون لها أي صدى لدى الولايات المتحدة.

وذكرت عدة وسائل إعلام أن وفدا عسكريا روسيا زار الجزائر مؤخرا. الهدف من هذه الزيارة: استطلاع ساحل مدينة وهران بهدف إقامة قاعدة عسكرية روسية تتيح الوصول الاستراتيجي للأسطول الروسي إلى غرب البحر الأبيض المتوسط. لن يكون غريبا أن يضع النظام الجزائري نفسه تحت حماية قوة أجنبية، على أمل أن يبقى على قيد الحياة، على الرغم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتفجر ومئات الآلاف من المتظاهرين الذين ينزلون أسبوعيا إلى الشوارع للمطالبة برحيله.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 22/04/2021 على الساعة 22:30