التفوق الإقليمي للقوات الجوية المغربية يثير قلق الجزائر

الجنرال سعيد شنقريحة

الجنرال سعيد شنقريحة . DR

في 01/01/2020 على الساعة 15:00

تصاعد قدرات القوات الجوية الملكية تدفع النظام الجزائري إلى إبرام ثلاثة عقود لشراء مقاتلات شبح سوخوي من طراز سو-57 وسو-34 وسو-35. وفيما يلي التفاصيل.

"ستقتني الجزائر المقاتلات الشبح الروسية من طراز سو-57". هذا ما نقله منذ أيام موقع إخباري عسكري جزائري (Menadefense)، مضيفا أن الجزائر هي "الزبون الأول الذي ستصدر إليه الشركة المصنعة سوخوي هذا النوع من الطائرات القتالية من الجيل الخامس".

وأشار هذا الموقع الإخباري إلى أن "الجيش الجزائري قد وقع أيضا عقدين آخرين لشراء مقاتلات من نوع سو-34 وأجهزة للسيطرة الجوية من نوع سو-35".

وهذا يعني أن الجزائر ستقتني في المجمل 42 مقاتلة حربية من صنع روسي!

ولا يمكن تفسير مثل هذه الصفقة سوى بالقلق الجزائري من التفوق الإقليمي الذي اكتسبته القوات الجوية الملكية المغربية. وبرز هذا التفوق بشكل ملحوظ منذ عام 2011، عندما سلمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى المغرب ما لا يقل عن 24 طائرة من طراز ف-16. وقررت القوات المسلحة الملكية مؤخرا اقتناء طائرات ف-16 من طراز فيبر، وهي أحدث الطائرات التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، بمبلغ 985.2 مليون دولار.

ولا ينوي الجيش المغربي التوقف عند هذا الحد. ففي عام 2019، سيقتني المغرب من الولايات المتحدة 25 طائرة إضافية من نوع ف-16 فيبر. وتقدر قيمة هذه الصفقة، الذي يشمل تسليم المعدات والذخيرة ذات الصلة (بما في ذلك حوالي ستين قنبلة من نوع GBU-39 / B)، بمبلغ 3.8 مليار دولار.

لا حاجة لمعرفة المزيد عن قوة الردع لهذه المقاتلات الأمريكية، أو أهميتهم الاستراتيجية في السيطرة الجوية. وعلى نفس المنوال، واستجابة للاحتياجات الملحة للقوات البرية المغربية، تبذل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المغربية جهدا إضافيا لتزويد الجيش بطائرات هليكوبتر هجومية أمريكية الصنع.

فيوم الأربعاء 20 نونبر 2019، أعلنت وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، أنها أصدرت الشهادة المطلوبة لإبلاغ الكونغرس ببيع 36 مروحيات أباتشي الهجومية من نوع AH-64 والمعدات ذات الصلة، بما في ذلك قاذفات صواريخ من نوع ستينغر، مقابل 4.25 مليار دولار.

هذه الطفرة التاريخية التي حققتها القوات الجوية المغربية، ناهيك عن التقدم الكبير الذي أحرزته البحرية المغربية، أثارت قلق الجزائر. إن المعدات الحديثة للغاية التي اكتسبها المغرب، بالإضافة إلى قدرات الجنود المغاربة واكتسابهم خبرة كبيرة، زادت هذا الشعور بالقلق لدى الجارة الشرقية التي تعيش أوضاعا غير مستقرة وجيشها يعاني بالفعل من ضغوط شديدة بسبب المساحة الشاسعة لهذا البلد، الذي تبلغ مساحته 2،381،741 كيلومتر مربع، أي أنها تبلغ أربع مرات مساحة فرنسا أو 60 مرة مساحة سويسرا!

عندما سئل مؤخرا من قبل موقع سبوتنيك، المقرب من السلطات الروسية، أدلى أكرم خريف، خبير الأمن والدفاع ورئيس تحرير الموقع الإخباري العسكري الجزائري، بتصريح معبر جدا. واعترف قائلا: "تفوق سلاح الجو المغربي من خلال الحصول على 25 طائرة من طراز ف-16 فيبر وظهور طائرات ف-35 في الأسطول الإيطالي هو دفع إلى اتخاذ القرارات السريعة من قبل السلطات الجزائرية".

هل هذا كل ما في الأمر؟

لا يستبعد الخبراء العسكريون إمكانية حصول المغرب على هذا السلاح المهم في سلاح الجو الأمريكي. ويتعلق الأمر بطائرة ف-35 الأمريكية، والتي يتوفر عليها الأسطول الإيطالي.

ومن هناك يمكن أن نفهم بشكل أفضل ما الذي يجعل اللواء حميد بومعيزة، قائد القوات الجوية الجزائرية، يسافر في صيف 2019 إلى موسكو وما دفعه إلى توقيع هذا الصفقة مع الروس من أجل الحصول على 42 طائرة مقاتلة جديدة، بما في ذلك 14 طائرة مقاتلة من طراز سو-57، والتي تحطم نموذج أولي منها يوم 24 دجنبر2019، بالقرب من كومسومولسك-نا-أموري.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 01/01/2020 على الساعة 15:00