نحو تعيين عامل على رأس مطار محمد الخامس

DR

في 03/09/2019 على الساعة 16:06

نظرا للوضعية الكارثية التي يوجد فيها حاليا مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، يبدو أن خيار تعيين عامل على رأس هذا المطار مطروحة، بحسب ما علم Le360 من مصادر متطابقة.

"كارثي"، "فوضوي"، "لا يطاق"، "كراج علال كان أكثر تنظيما!"... ما إن يتم نطق اسم مطار محمد الخامس حتى تتوالى النعوت القدحية في حق هذا المطار الدولي، الذي أصبح السفر عبره محنة حقيقية للعديد من المسافرين، والمسؤولون عنه وبخاصة المكتب الوطني للمطارات، يوجدون حاليا في عين العاصفة.

فيوم الأربعاء 28 غشت الماضي، عقد اجتماع أزمة شمل كل الوزارات والمصالح التي لها علاقة بمطار محمد الخامس تحت رئاسة وزير السياحة والنقل الجوي محمد ساجد وبحضور مديري المكتب الوطني للمطارات والخطوط الجوية الملكية، زهير محمد العوفير وحميد عدو وكذا مسؤول سام بوزارة الداخلية، خالد الزروالي مدير مراقبة الحدود، وفق ما علم Le360.

وكشفت مصادر مطلعة أن الحوار تركز على الصعوبات الدائمة التي تعترض المسافرين والاختلالات التي تمس مصالح الاستقبال وخروج آلاف الركاب الذين يسافرون عبر مطاري الدار البيضاء ومراكش.

وبعد هذا الاجتماع على وجه الخصوص تولدت الفكرة التالية: اقتراح تعيين عامل على رأس المطار الدولي محمد الخامس بالدار البيضاء. وردا على سؤال لـLe360، أوضح مصدر حكومي أن هذا الخيار هو من اختصاص وزارة الداخلية، ولكن القرار يعود في الواقع إلى "أعلى سلطة في الدولة"، أي بتعبير أدق إلى ملك البلاد.

وأوضح المصدر ذاته أن الحكومة "واعية بالصعوبات الخطيرة التي تعيق سير مطار الدار البيضاء. ولهذا السبب، فنحن نرحب بأي مقترح من شأنه أن يساهم في وضع حد لهذه الأزمة الخانقة".

وأضاف هذا المصدر أن المغرب عرف ما بين 2018 و2019 ما يقرب 22,5 مليون مسافر الذين مروا عبر مطار محمد الخامس، موضحا أن "النقل الجوي يعرف دينامية مهمة وارتفاعا مطردا بفضل السياح والمغاربة المقيمين بالخارج".

إن هذا الخطاب المعتدل لا يعفي من ضرورة وضع حد للاختلالات والارتجالية التي تميز تدبير أكبر مطار بالبلاد. عندما نعرف أن المطار هو أول صورة يقدمها بلد ما إلى ضيوفه من المسافرين، فإن القول بأن مطار الدار البيضاء يقدم صورة سيئة للمغرب فهذا لا يعني تشويه الوقائع.

والأمثلة المؤسفة كثيرة مثل هذا الذهاب والإياب اللامتناهي الذين يتعين على المسافرين القيام به بين المحطة الجوية 1 والمحطة الجوية 2.

فهؤلاء المسافرين يتعين عليهم بداية أن يشرعوا في مسطرة تسجيل الأمتعة بالمحطة 2 وفيما بعد يذهبون إلى المحطة 1 من أجل الركوب في الطائرة.

كما أن المسافرين يتركون سياراتهم في موقف السيارات بالمحطة 1 كما هو مبين في التذكرة، ويتعين عليهم فيما بعد أن يخرجوا عبر المحطة 2، وهو ما يجبرهم على قطع مسافات طويلة وهم يجرون حقائبهم!

وفضلا عن ذلك، فإن بطاقة الصعود إلى الطائرة تشير في بعض الأحيان إلى رقم الباب، في حين أن الشاشة تشير إلى رقم آخر. وإذا أراد المسافرون الحصول على معلومة ما، فإنهم لا يجدون أي شيء يمكن أن يساعدهم.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. ففي غالب الأحيان نرى مضيفات يطلبن من المسافرين ما إذا كانوا سيسافرون إلى هذه الوجهة أو تلك ويقمن بتجميعهم، وفيما بعد يطلبن منهم أن يتبعوهن.

هذا دون الحديث عن الانتظار الطويل من أجل استلام الحقائب. هذه الأمور كلها ليست إلا عينة من الاختلالات التي يعرفها أكبر مطار بالمغرب، الذي يطمح إلى أن يصبح مطارا قاريا.

هناك الكثير من الجهود يتعين القيام بها ويبدو أن المكتب الوطني للمطارات أصبح متجاوزا وغير قادر على تصحيح هذه الوضعية. ومن هناك يأتي الأمل الذي أحدثته هذه اللجنة، التي يعين عليها اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إنقاذ مطار محمد الخامس الدولي.

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 03/09/2019 على الساعة 16:06