الصحراء. البوليساريو وراعيتها الجزائر يحاولان تنفيذ مغامرة انتحارية باليابان

إبراهيم غالي، زعيم جبهة بولسياريو الانفصالية

إبراهيم غالي، زعيم جبهة بولسياريو الانفصالية . DR

في 26/08/2019 على الساعة 15:51

بالرغم من الضربات القاسية التي تلقتها من طرف أوروبا وإفريقيا وأخيرا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي عبرت عن معارضتها لخيار الاستقلال، تحاول جبهة البوليساريو، مدعومة من قبل النظام الجزائري المتداعي، أن تقدم على مغامرة انتحارية باليابان. وفيما يلي التفاصيل.

"البوليساريو ستشارك في القمة السابعة للمؤتمر الدولي بطوكيو حول التنمية بأفريقيا الذي ستنعقد ما بين 28 و30 غشت بيوكوهاما باليابان". هكذا أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية، وهي وكالة دعاية يستخدمها النظام العسكري في الجزائر والذي يحاول بدون جدوى كل ما في جهده من أجل ضمان استمراريته.

والغريب أن قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية التي أعلنت عن مشاركة "الجمهورية الصحراوية" الوهمية في القمة الأفرو-يابانية المقبلة نشرت مباشرة بعدما نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء يوم الأحد 25 غشت حوارا مع وزير الشؤون الخارجية الياباني، الذي أكد فيه من جديد وبقوة عدم اعتراف بلاده بالكيان الوهمي.

باستثناء إذا تم تحميلهم في "حقائب" ديبلوماسيي النظام الجزائري وهم يحملون جوازات سفر جزائرية، فإن قادة الجبهة الانفصالية سيمنعون بكل تأكيد من دخول اليابان كما يدل على ذلك تحذير وزارة الشؤون الخارجية على لسان مديرها العام للشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، السفير كاتسوهيكو تاكاهاشي.

بأي منطق تسمح البوليساريو لنفسها بالإعلان عن طريق وكالة الأنباء الجزائرية عن مشاركتها في القمة الأفريقية اليابانية في حين البلد المنظم لهذه القمة أعلن صراحة أن هذا الكيان غير مرغوب فيه وبأنه لم يعترف ولن يعترف بكيان وهمي اسمه "الجمهورية الصحراوية" المزعومة؟

البوليساريو وراعيتها الجزائر تحاولان استغلال تواجد هذا الكيان باليابان، حتى ولو تم ذلك بشكل سري، من أجل خلق الارتباك بشأن موقف هذا البلد من نزاع الصحراء المغربية.

وعيا منها بهذه المناورة الخبيثة، سارعت طوكيو إلى التعبير عن طريق وزارة الشؤون الخارجية إلى رفع كل لبس بشأن "موقفها" الذي وصفته بـ"الثابت" بخصوص نزاع تعرف بأنه نزاع مفتعل من قبل الجزائر التي تحرك جبهة البوليساريو لتحقيق مصالحها.

هذه الضربة الاستباقية، التي لم تحمل النظام الجزائري أو الجبهة الانفصالية على التعقل، تنضاف إلى سلسلة الضربات القاسية التي تلقتها الجبهة الانفصالية كانت آخرها تلك التي وجهتها لها الإدارة الأمريكية التي عبرت، وفق ما ذكرته بعض وسائل الإعلام، عن رفضها القاطع للأطروحات الانفصالية لجبهة البوليساريو، كما دعت الجزائر إلى عدم تشجيع الجبهة الانفصالية على الاستمرار في الدفاع عن هذه الخيارات اللاواقعية.

الموقف الذي عبرت عنه اليابان يسير في نفس اتجاه القوة الأولى في العالم (الولايات المتحدة الأمريكية) وكذا الاتحاد الأوروبي الذي جدد الاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري مع المغرب وهما الاتفاقان اللذان يشملان كل التراب الوطني بما في ذلك الصحراء المغربية.

ولا داعي هنا للتذكير بالضربات الموجعة الأخرى التي تلقتها البوليساريو بأمريكا اللاتينية التي كانت إلى وقت قريب أحد "قلاع" الثنائي الجزائري الانفصالي أو بأفريقيا كما يؤكد ذلك الضربات التي وجهت للجبهة من قبل سيراليون أو غينيا بيساو اللذين أكدا من جديد دعمهما لمغربية الصحراء.

بعبارة أخرى، البوليساريو وممولها الجزائري أصبحا أكثر عزلة في الساحة الديبلوماسية الدولية.

وتنضاف إلى هذه العزلة الدولية الأزمة السياسية الخانقة التي يمر بها النظام الجزائري وكذا الجبهة الانفصالية اللذين يواجهان ثورة شعبية غير مسبوقة، وبالتالي فإن مغامرتهما باليابان قد تكلفهما غاليا، غاليا جدا.

هل تعرفون هارا كيري؟

النجدة...

تحرير من طرف محمد حمروش
في 26/08/2019 على الساعة 15:51