سوق المزايدات الحزبية بمجلس النواب

Brahim Taougar - Le360

في 23/04/2013 على الساعة 19:47, تحديث بتاريخ 24/04/2013 على الساعة 02:24

أقوال الصحفمن نعم الله على الإنسانية أن وهبها القدرة على النسيان، لكن هل ينسى المغاربة مشهد "عراك" ممثليهم تحت قبة البرلمان؟ طبعا لا، خصوصا أن سبب "الخناقة"، حسب الدارجة المصرية، قضية الصحراء.

لخصت جريدة الأحداث المغربية، في عدد الأربعاء، مشهد الفوضى في البرلمان، بقولها إن "لا أمل في أن ينصلح البرلمان... وهي حقيقة صادمة ومؤلمة، لكنها الواقع الذي نتجرعه مهما كان مرا، ففي كل لحظات المساءلة التشريعية للجهاز التنفيذي، نجدنا إزاء انحطاط في الأداء يمتد من التشريع إلى المساءلة، وحتى الأخلاق والسلوك"، يقول الصحافي، يونس دافقير في ركن على مسؤوليتي بالجريدة نفسها. فهل عصف ملف الصحراء بما تبقى من "هيبة" البرلمانيين؟يومية النهار المغربية، المعروفة ب"عدائها" الدائم لحزب العدالة والتنمية، كتبت بدورها "أن الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب تحولت إلى قاعة تبادل الاتهامات في ملف الصحراء بين حزبي "البيجيدي" والاتحاد الاشتراكي، بعدما اتهم الأخير الحكومة والديبلوماسية بممارسة التطمين المفرط وفشل في تدبير ملف الصحراء، في وقت اتهم فيه فريق العدالة والتنمية الاتحاد الاشتراكي بترويج خطابات نشاز، وذكره بالموقف التاريخي لحزب الوردة من قضية الصحراء”.

وطبعا لم يكف الأمر عند هذا الحد، فقد تدخل فريق الاتحاد الاشتراكي، حسب الجريدة نفسها، تعليقا على هذا الجدل والصراع بين الحزبين، فوصف الأمر ب"المستوى الضعيف لنواب الأمة، مؤكدا أن الدستور أعطى للمعارضة حقوقا، ولا يجب أن لا تؤخذ منها هذه الحقوق، وأن تعبر عن رأيها بكل صراحة”. وكأن الجريدة تخبر قراءها بالحكمة المشهورة "وشهد شاهد من أهلها".

وأبدعت جريدة المساء في وصف فوضى البرلمان فنعتثه ب"قربلة"، ثم نشرت رسما كاريكاتوريا يجلس فيه رئيس جلسة البرلمان تحت فوضى أسئلة البرلمانيين الحاملين لدجاجات، ويطالبون بسؤال شفوي أو تعقيب أو نقطة نظام، في تصوير لما حدث، علما أن الجلسة البرلمانية ترأستها البرلمانية شرفات أفيلال، من فريق التقدم والاشتراكية التي عادت لتوها من رخصة الولادة.وفي افتتاحيته قال توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية أخبار اليوم، إن البرلمان، كشف مرة أخرى عن "فقر شديد في النضج السياسي، وفي القدرة على لعب دوره المحوري في الأزمات الكبرى والملفات الاستراتيجية، إذ حضر البوليميك وغاب النقاش، وحضر السب والقذف، وغابت اللغة السياسية الراقية، وحضر الصراخ والعويل وغاب العقل.. رغم أن كل الطيف السياسي في البرلمان يتفق على محورية ملف الصحراء في الأجندة المغربية، وضرورة الحفاظ على موقف داخلي قوي وصلب، فإن السادة البرلمانيين وعوض أن يساهموا في تقوية الموقف الديبلوماسي واقتراح أفكار جديدة انزلقوا إلى المواجهات السياسوية، وكل هذا لأن الكاميرا شاعلة”.

لقد كانت لحظة وطنية، لكنها سياسية أيضا يسائل فيها البرلمان الحكومة عن أدائها لوقف انحراف المسار السياسي للمفاوضات حول الصحراء، لكننا نصطدم ليس فقط بركاكة الأسئلة والمضمون الشعاراتي الخشبي للمداخلات، بل بتحويل مجلس النواب إلى سوق للمزايدة السياسية الحزبية والخوار السياسي.

في 23/04/2013 على الساعة 19:47, تحديث بتاريخ 24/04/2013 على الساعة 02:24