تمخض الجبل فأنجب فأرا. هذا هو حال ندوة "التضامن مع الصحراء الغربية" التي أعلنت عنها بصخب كبير منذ خمسة أيام السلطات في جنوب إفريقيا.
فهذه الندوة التضامنية مع الجمهورية الوهمية لا تلاقي اهتماما كبيرا من طرف الرأي العام. وهو ما يمكن استنتاجه من الأصداء التي وصلتنا يومه الخميس 19 فبراير.
وعلم Le360 بأنه في مقر وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا، قامت ليندوي سيسولو، وزيرة التعاون والعلاقات الدولية بهذا البلد، بعقد لقاء مع الصحافة من أجل الكشف عن محاور هذه الندوة التي تهدف إلى فك العزلة التي أصبحت تعيشها الجمهورية الوهمية وراعيتها الجزائر، نتيجة توالي الضربات التي تلقوها مؤخرا على الساحة الديبلوماسية الدولية.
لنوضح قليلا هذا الأمر: فليندوي سيسولو كانت تنتظر أسئلة حول هذه "الندوة التضامنية مع الصحراء الغربية"، التي من المقرر أن تنظم في شهر مارس المقبل بجنوب إفريقيا، لكن الصحفيين الحاضرين في الندوة الصحفية، وهم 40 صحفيا، فضلوا أن يطرحوا أسئلة أخرى لا علاقة لها البتة بموضوع الندوة الصحفية.
وأكد مصدر حضر الندوة الصحفية، ولكنه فضل عدم ذكر اسمه، قائلا: "باستثناء الجملة اليتيمة الواردة في التصريح المقتضب لرئيسة الديبلوماسية جنوب إفريقية، لم يطرح الصحافيون الأربعون الحاضرون ولو سؤالا واحدا حول هذه الندوة التضامنية".
وأوضح مصدرنا قائلا: "طرحت أسئلة عديدة أخرى خاصة حول الوضع في زيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية والموزامبيق ونيجيريا"، مشيرا إلى أن الموضوع المركزي للندوة الصحفية الذي استدعي إليها هؤلاء الصحفيون كان هو "ندوة التضامن مع الصحراء الغربية"، أي مع الجمهورية الوهمية التي تعيش حاليا أسوء حالاتها مع توالي الهزائم والضربات التي تلقتها مؤخرا.. بدءا بالاتحاد الأوربي (فالبرلمان الأوربي صوت بأغلبية ساحقة على الاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري) والولايات المتحدة الأمريكية (التي قررت للسنة الرابعة على التوالي تمديد المساعدات الأمريكية لتشمل الصحراء المغربية). كما أن الزعماء الجدد في فينزويلا الحليف التاريخي للجزائر والبوليساريو التزموا بسحب اعترافهم بالجمهورية الوهمية بعد سقوط الديكتاتور نيكولاس مادورو.
إن ما يسمى بـ"التضامن الدولي" التي تعتزم بريتوريا احتضانه لفائدة الكيان الوهمي لا يبدو أنه يلاقي الصدى الذي ترغب فيه، حتى داخل البلدان التي تدور في فلك جنوب إفريقيا. والدليل على ذلك، أن وزارة الخارجية جنوب إفريقية لم تكن قادرة على "تقديم تفاصيل حول مستوى المشاركة خلال هذا اللقاء الذي ستحتضنه هذه الوزارة خلال شهر مارس المقبل، مكتفية بالقول بأن أكاديميين سيشاركون فيه".