"مول التمر" يتسبب في احتقان بين والي سوس ومجلس أكادير

DR

في 25/06/2017 على الساعة 12:15

لا تزال تداعيات توبيخ والي جهة سوس ماسة، زينب العدوي، للمستشار علي إيزي عن حزب العدالة والتنمية بالمجلس الجماعي لأكادير، ترخي بظلالها على مشهد تسيير الشأن المحلي بالمدينة، حيث تعالت أصوات تطالب بالمحاسبة وأخرى بإقالة رئيس للجنة التتبع والتنسيق، بينما هاجم برلمانيون الوالي وهددوها بالمتابعة القضائية.

شن العديد من الفاعلين الجمعويين بأكادير حملة شرسة ضد المستشار "مول التمر"، نسبة إلى النكتة التي أفاضت الكأس، حينما رد المستشار علي إزي على استفسار الوالي زينب العدوي حول مآل أحد المشاريع الذي التزمت الجماعة بدعمه قائلا: "حنا ناس ديال طاطا كنا كناكلو التمر كنعقلو، دبا جينا لأكادير ولينا كانساو"، فيما طالب آخرون برحيله عن المجلس وعن اللجنة التي يمثلها.

غياب المتابعة

لا شك أن العديد من المتتبعين للشأن المحلي سبق وأن شاهدوا والي جهة سوس ماسة توبخ مسؤولا بالقطاع الصحي نظير تقصيره في تنفيذ توجيهات الملك محمد السادس بخصوص ضحايا فاجعة حادثة أمسكرود، وهو نفس الأمر الذي وقع لـ"مول التمر" حيث تلقى ضربات غير متوقعة من الوالي حينما استفسرته عن مصير مشروع يهم البنية التحتية للمركز الإستشفائي الحسن الثاني، فأجاب بأنه نسي الموضوع قبل أن ترد عليه الوالي قائلة: ""علاه هادشي كايتنسى"، ليجيبها قائلا: "حنا ناس ديال طاطا كنا كناكلو التمر كنعقلو دبا جينا لأكادير ولينا كانساو".

ثورة فيسبوكية في وجه "مول التمر"

لم تكد تمر سوى ساعات قليلة على الواقعة حتى انتشرت كالنار الهشيم على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، حيث وجهت سهام مباشرة للمستشار ولحزب العدالة والتنمية المسير للمجلس الجماعي للمدينة، محملين له المسؤولية في العشوائية التي أصبح يدبر بها مشاريع من هذا الحجم.

كمال الإدريسي أحد النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي، فيسبوك، قال في تدوينة له "لقد أعطى صورة ناقصة على من يمثلون الساكنة المحلية لأكادير، لك الله ياكادير".

وتعليقا على التدوينة، قال فاضل إعزا، "نتوما لي كتصوتوا أوكتبيعوا أصواتكم باش إوصلوا بحال هادوا للمجالس البلدية والقروية"، فيما قال محمد الباز ردا على سقطة "مول التمر" ساخرا، "العدالة والبهرجة غير الشفوي والله إداوي، السينما والتمر".

منى العمراني، ناشطة فيسبوكية، قالت في تعليق لها على الواقعة: ""رد لا مسؤول من شخص مستهتر ولا مبالي بما ينتظره المنصب من عمل وجدية، أسندت الأمور لغير أهلها، يا خسارة عليك يا عروسة سوس".

أما الحسين بوصلوح، فأورد في تعليقه: "في رأيي حتى جواب الوالي لم يشفي غليلي وغليل المواطن البسيط الذي يعاني يوميا مع مثل هؤلاء، كان عليها أن تتابعه لعدم تماثله للرد على السؤال، وإذ اقتضى الأمر أن يقال من منصبه، هذا ما أسميه بالعبثية".

عودة التوتر

في المقابل، هاجم نواب برلمانيون سابقون وحاليون بحزب العدالة والتنمية، والي الجهة، في تدوينات لهم على صفحاتهم الفيسبوكية، حيث انتفض النائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، عبد الله أوباري، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس جهة سوس ماسة، في وجه، زينب العدوي، قائلا: "إذا أرادت السيدة العامل - الوالي أن تخاطب المجلس فهذا يتم من خلال الرئيس فقط أو أحد نوابه، مضيفا أنه، "ليس من اختصاصات العامل تقريع المجلس وتوجيه اللوم له أصلا. وكيف إذا كان هذا أمام الملأ".

وتابع أوباري قائلا: "إذا كانت للسيدة العامل ملاحظات على المجلس وعلى أدائه فهذا مجاله الإجتماعات والمراسلات وليس الشارع، وإلا فإن من حق رئيس المجلس هو أيضا أن ينبه العامل إلى مجالات التقصير في عملها أمام الناس وبحضور وسائل إعلام يستجلبها".

وحذر البرلماني السابق، الوالي من مغبة المتابعة القانونية قائلا: "إن زمن الوصاية على المجالس انتهى وهذا هو مربط الفرس في الموضوع، وعلى مسؤولي الإدارة الترابية أن يدركوا ذلك وإلا فإن تصرفاتهم سيطالها القانون".

"تصرف بليد"

تعليقا على موقف البرلماني السابق عبد الله أوباري، أفاد أحد مستشاري جماعة أكادير من حزب العدالة والتنمية في تصريح لـle360، أن رد أوباري عبارة عن هجوم بـ"الكلينيكس" ولم يكن خروجه الفيسبوكي موفقا.

واعتبر المتحدث ذاته، بلاغ جماعة أكادير فيما يتعلق بـ"مول التمر" "بليدا" ويضرب بجانب الموضوع، حيث جعلوا من الوالي هي المخطئة بينما هي جاءت لتستفسر عن أمور ولما قيل لها المجلس تدخل "إيزي" كأنه هو المجلس رغم أنه لا يملك ما يرد به.

وأضاف المتحدث قائلا: "أتساءل ماذا فعلت السيدة الوالي حتى يتحامل عليها بعض أعضاء حزبي؟ ألم تسائل جميع الحاضرين عن مآل ملفات معلومة؟ ألم يجبها جميعهم بذكاء و لباقة إلا الأستاذ إيزي؟، مشيرا، بعد إعادة مشاهدة الفيديو لعدة مرات لم أجد أي تهجم بين من طرف السيدة الوالي على الأستاذ إيزي، و لكنني شاهدت مقطعًا فيه حوار باللغة الدارجة مفهوم المعنى ويبقى المثير فيه هو الجزء الذي تحدث فيه الأستاذ إيزي، والذي تميز بإعترافه بنسيان موضوع سألته عنه السيدة الوالي وأضاف إلى هذا، عبارة تدخل في سياق ما يسمى عندنا نحن المغاربة بـ"الطنز" وهو حشوه لتمر طاطا في موضوع ذو أهمية و أمام حضور محترمين".

وأكد المستشار الذي فضَّل عدم ذكر إسمه لنا، أن رد الوالي كان موزونًا ورزينًا و إستطاعت بذكائها تخطي الموضوع، زيادة على إحراج السيد إيزي الذي ظهر أنه ظل يبحث عن مخرج من ورطته ولم يجده لعدم إلمامه بالموضوع الذي سئل فيه.

"مول التمر": ليس من حق الوالي محاسبة المجلس الجماعي

في معرض رده على الواقعة، قال إيزي، في تصريح لـle360، إنه فوجئَ بتداول المواقع الإلكترونية والتواصل الإجتماعي لفيديو حول نقاش جرى بينه وبين الوالي ورئيس جمعية أصدقاء المستشفى الجهوي الحسن الثاني بحضور الوفد الرسمي المرافق لها والصحفيين المكلفين بتغطية زيارتها للمستشفى، مضيفا "أنا مستشار جماعي بأكادير، لست برئيس المجلس كما يوحي الفيديو ولا نائب الرئيس ولا مفوضا في شؤون الصحة والبنايات ولا غيرها من شؤون الجماعة، وإنما عضو في لجنة تتبع المشاريع التي تنجزها الجماعة في المستشفى، والتي خصصت لها 150 مليون سنتيم سنويا من ميزانيتها، رغم أن قطاع الصحة من اختصاص الدولة وليس من اختصاص الجماعة في أي شيء، كما أحيط علما جميع المتتبعين أنني لا أتقاضى أي تعويض كيفما كان عن مهمة التتبع تلك".

وأضاف المستشار، قائلا: "ليس من حق الوالي قانونا وأخلاقا أن تتصرف بالطريقة التي تصرفت بها، ولا من اختصاصها أن تحاسب مجلسا جماعيا، ناهيك عن أن تحاسب من توهم به الناس أنه مسؤول في الجماعة في مكان عمومي بتلك الطريقة متهمة المجلس بقولها "الكسل..الكسل"، كما يوهم كلامها بأن المجلس اختلس المال العام بقولها "خرجنا ليكم الفلوس ديال كاركوتي.. قرب الميناء.. وأنا شفت البلان.. وأنا عام ونصف هنايا.."، وهذه العبارة هي التي اعتمدت عليها ما سماها بـ"الصحافة الصفراء" في ترويجها للمغالطات ووهم إختلاس الأموال.

مشاريع على المحك

متتبعون للشأن المحلي في تصريحات مختلفة لـle360، يرون بأن ما حصل بين والي جهة سوس ماسة وممثل مجلس جماعة أكادير، أعاد التوتربشكل كبير في العلاقات بين الجانبين الأمر الذي سيؤثر لا محالة على مجموعة من المشاريع التي يشترك فيها الإثنان معا أو التي سبق وأن وقع الطرفان عليها لإنجازها، وهذا ما سيؤثر كذلك على آفاق التنمية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية بالمنطقة على حد تعبيرهم.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 25/06/2017 على الساعة 12:15