الجزائر: من بين قتلة جمال بن إسماعيل يوجد عميل للجنرال توفيق

جمال بن إسماعيل

جمال بن إسماعيل . DR

في 18/08/2021 على الساعة 15:00

يعيش النظام الجزائري حاليا حالة غير مسبوقة من الذعر. والسبب في ذلك أن تناقضاته حول أصل حرائق الغابات في منطقة القبايل، وارتباكه حول هوية مرتكبي عملية اغتيال جمال بن إسماعيل، كشفت عن تورطه بشكل مباشر في هذه المآسي.

أعلنت الشرطة الجزائرية، الثلاثاء 17 غشت، في بيان تناقلته جميع وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية، اعتقال 61 شخصا متورطا في عملية إعدام الشاب جمال بن إسماعيل يوم الأربعاء 11 غشت، أي بعد يوم من مقتل 33 جنديا جزائريا في حرائق غابات بمنطقة القبايل.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الشاب اعتقل من قبل الشرطة بحجة أنه كان على وشك إشعال حرائق في الغابات. وكانت نفس الشرطة قد نشرت خبر اعتقاله والمكان الذي نقلته إليه سيارة الشرطة: أربعاء نايت إيراثن (في ولاية تيزي وزو)، وهي قرية أصبحت مشهورة بسبب هذه المأساة. عند مدخل مركز شرطة هذه القرية، انتظر عشرات المواطنين الغاضبين جمال بن إسماعيل.

أخرجوه من سيارة الشرطة وأعدموه، وأحرقوا جثته وفصلوا رأسه عن جسده المتفحم، دون أن تتدخل الشرطة أو تطلق طلقات تحذيرية. لقد أحدثت هذه الجريمة النكراء صدمة في كل أنحاء الجزائر، في حين عملت الطغمة العسكرية الحاكمة على التستر عن الجناة الحقيقيين.

وإذا كانت الأطروحة الرسمية حتى الآن، والتي روج لها المدعي العام في تيزي وزو، ثم رواية أخرى روج لها رئيس الشرطة القضائية الجزائرية، مفادها أن الضحية قتل بعد أن اعتُبر خطأً بأنه وراء إشعال الحرائق في المنطقة، صدرت رواية جديدة، رسمية هي الأخرى، يوم 17 غشت 2021.

وهكذا، فإن استطاعت الشرطة استعادة الهاتف الذكي للشاب المقتول، جمال بن أسماعيل، و"أنه خلال عملية استغلال الهاتف النقال الخاص بالضحية. إكتشف المحققون حقائق مذهلة حول الأسباب الحقيقية لقتل الشاب جمال بن إسماعيل. والتي ستفصح عنها العدالة لاحقاً، نظرا لسرية التحقيق"، بحسب ما أوضحه بيان للشرطة الجزائرية.

وفي انتظار ذلك، تدعي هذه الشرطة نفسها أنها تمكنت من "اكتشاف شبكة مختصة في الإجرام، التي كانت وراء المخطط الشنيع، مصنفة منظمة إرهابية وذلك باعترافات عناصرها الموقوفين". وأنه من بين الـ61 "المشتبه بهم" الذين تم اعتقالهم حتى الآن، هناك "شخصان اعتقلتهما الأجهزة الأمنية بولاية وهران، بينما كانا يستعدان لمغادرة التراب الوطني". في إشارة إلى أنهما كانا ينويان التوجه إلى المغرب.

يتضح من خلال مضمون هذا البيان أن الطغمة العسكرية الحاكمة تريد بكل تأكيد أن ترى في هذه الجريمة يد الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل (الماك) ويد بلد "أجنبي"، أي المغرب.

غير أن أحد المشتبه بهم الذين اعتقلتهم الشرطة سرعان ما تم الكشف عن هويته من قبل مستخدمي الإنترنت الجزائريين. يتعلق الأمر بحسن سويود، كما يتضح من تدويناته العديدة في السنوات الأخيرة على صفحته على فيسبوك، وهو عميل للجنرال محمد مدين، الملقب بتوفيق.

وهكذا نجد في ثلاث تدوينات متتالية من يوليوز وغشت وأكتوبر 2020، يمتدح فيها ما يسميه "جنرالي"، أو "مهندس الاستقرار" في الجزائر، أو حتى "خادم الأمة".

Ils peuvent pas ramener des acteurs inconnus du public pour leurs scénario ? Les publications de Hassan Sayoud, présenté par la police comme militant du MAK. #Dahdouh3

Posted by Kabylie News on Tuesday, August 17, 2021

على الرغم من أن هذه الصور تتحدث عن نفسها، إلا أن المديرية العامة للأمن الوطني الجزائرية قدمت حسن سويود، على شاشات التلفزيون العمومي، على أنه ناشط في حركة الماك. هل الطغمة العسكرية منشغلة الآن لدرجة أنها نسيت محو تدوينات جميع عملائها على وسائل التواصل الاجتماعي؟ كيف يمكن لرجل، مكلف بشكل واضح ليكيل المديح للجنرال توفيق، أن يكون عضوا في حركة الماك؟

على أي حال، فإن ماضي سويود يفتح الطريق أمام العديد من الأسئلة ويظهر أن الأساليب التي جعلت الثنائي توفيق/نزار فعالا خلال العشرية السوداء في الجزائر قد عفا عليها الزمن. لم تعرف طرق عمل هذين الرجلين، اللذين يواصلان التأثير على مجرى الأحداث في الجزائر، أي تطور منذ التسعينيات من القرن الماضي.

Sayoud Hassan né en 1987, habitant d'Alger et originaire de Djidjel, a été arrêté dans le cadre de l'enquête sur l'...

Posted by Kabylie News on Tuesday, August 17, 2021

ردا على سؤال "من يقتل من؟"، هناك إجابة اليوم من قبل المواطنين الذين يحملون في أيديهم هاتفا مزودا بكاميرا. تم تصوير جريمة القتل البشعة لجمال بن إسماعيل من جميع الزوايا بواسطة عشرات الهواتف الذكية. يمكن التعرف على القاتلين الحقيقيين والمتواطئين معهم، الذين وصل الأمر بهم إلى حد التقاط صور سيلفي مع الجثة المتفحمة. بالتأكيد، فإن الكهول الحاكمين في الجزائر متخلفون كثيرا عن الشباب الجزائري.

وفضلا عن ذلك، فإن الطغمة العسكرية تسارع من أجل محو الآثار المصورة لمقتل جمال بن إسماعيل. لقد دفعت بشكل واضح شقيق الضحية لمناشدة الجزائريين لحذف جميع مقاطع الفيديو المتعلقة بهذه الجريمة البشعة. وهكذا أصبحت عائلة المتوفى الحصن الأخير للنظام ضد الغضب الشعبي.

بل إن الطغمة العسكرية تدفع مسؤوليها من أجل انتزاع أقوال مهدئة من والد الضحية، حتى من خلال إهانته، كما فعل والي عين الدفلة، وهو التصرف الذي أثار غضبا حقيقيا على مواقع التواصل الاجتماعي.

🔴 فيديو ✔️ والي عين الدفلى يهين والد الشاب المغدور جمال بن اسماعيل (شاهد)

Posted by ‎شهاب برس shihabpresse‎ on Tuesday, August 17, 2021

العملية، التي كان هدفها الواضح ترهيب الجزائريين كما حدث خلال العشرية السوداء، تحولت إلى كارثة حقيقية للطغمة العسكرية، التي لم تتوقع تأثير عشرات مقاطع الفيديو التي تم نشرها، والتي تظهر الوجوه المكشوفة لعملائها. لذلك من السهل فهم الهجمات المتكررة من قبل شنقريحة وتبون ضد شبكات التواصل الاجتماعي. كان من الأفضل ألا تكون، كما حدث خلال العقد الأسود. كان الأمر أكثر سهولة فيما قبل.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 18/08/2021 على الساعة 15:00