قائمة 10 دول إفريقية الأكثر والأقل فسادا خلال عام 2024

رشوة (صورة تعبيرية)

في 14/02/2025 على الساعة 15:27

أكثر من ثلثي الدول الـ180 التي شملها مؤشر إدراك الفساد لعام 2024، الذي أعدته ترانسبارانسي الدولية، وهي منظمة غير حكومية ألمانية، حصلت على أقل من 50 من أصل 100 نقطة، مما يكشف عن مستوى مقلق للظاهرة. والوضع أكثر خطورة في إفريقيا، وهي القارة التي تضم ستة من البلدان العشرة الأكثر فسادا في العالم.

ومن المعروف أن الفساد يساهم في خلق الفقر، ويعيق التنمية الاقتصادية والاستثمار، ويضعف النظام القضائي والسياسي، وما إلى ذلك. ومع الأسف، ورغم الجهود التي تبذلها العديد من البلدان، فإن الفساد لا يتراجع في العالم إلا قليلاً. وبحسب تقرير ترانسبارانسي الدولية لعام 2024، فإنه «على الرغم من نجاح 32 دولة في خفض مستويات الفساد لديها بشكل كبير منذ عام 2012، إلا أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فقد ظل مستوى الفساد في 148 دولة ثابتا أو أسوأ خلال الفترة نفسها».

وبالنسبة لنسخة 2024، شملت الدراسة 180 دولة، بما في ذلك 54 دولة إفريقية، استنادا إلى 13 دراسة قامت بها مؤسسات موثوقة بما في ذلك البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي وغيرها.

ولوضع تصنيفها السنوي للدول الأكثر والأقل فسادا، تعتمد هذه المنظمة الدولية غير الحكومية على مؤشر إدراك الفساد، وهو مؤشر ينتج عن مزيج من 13 دراسة ميدانية وتقييما للفساد أجرتها مؤسسات مختلفة مشهورة. ومن بين مظاهر الفساد التي تم تحديدها الرشوة، والقيود البيروقراطية المفرطة، واختلاس الأموال العمومية، والتعيينات على أساس المحسوبية بدلا من الكفاءة، والحماية القانونية للمبلغين عن حالات الفساد، وولوج المجتمع المدني إلى المعلومات المتعلقة بالشؤون العامة، وغيرها.

يتم منح كل بلد نقطة لكل من هذه الأقسام. ويتراوح هذا المؤشر من 0 بالنسبة للدول التي تعاني من أعلى مستويات الفساد إلى 100 بالنسبة للدول التي لا تعاني من أي فساد.

والدليل على أن الفساد يتراجع قليلا هو أن «المتوسط العالمي البالغ 43 ظل مستقرا لسنوات، في حين أن أكثر من ثلثي البلدان لديها درجة أقل من 50/100»، وفقا لهذه المنظمة غير الحكومية.

وفي إفريقيا، من بين 54 دولة، حصلت خمسة دول فقط على درجة أعلى من 50/100. ويتعلق الأمر بسيشيل (72/100)، والرأس الأخضر (62/100)، وبوتسوانا (57/100)، ورواندا (57/100)، وموريشيوس (51/100). ويمكن تفسير هذا الأمر بالعديد من العوامل بما في ذلك ضعف الأنظمة القضائية والقادة الاستبداديين وغياب الديمقراطية، مما يؤدي إلى زيادة الإفلات من العقاب والفساد.

وعلى الصعيد العالمي، فإن البلدان ذات أدنى معدلات الفساد هي الدنمارك بنتيجة 90/100، تليها فنلندا (88/100)، وسنغافورة (84/100)، ونيوزيلندا (83/100)، ولوكسمبورج (81/100).

ومع ذلك، تمكنت بعض البلدان الإفريقية من تحقيق تقدم كبير. وتؤكد منظمة ترانسبارانسي الدولية أن «العديد من البلدان الإفريقية عززت في السنوات الأخيرة جهودها لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية»، مستشهدة بحالة كوت ديفوار التي «عززت تقدمها وحصلت على إجمالي 10 نقاط منذ عام 2019. ويمكن أن يعزى نجاح هذا البلد إلى عدد من الإصلاحات القانونية والمؤسسية التي نفذتها إدارة الرئيس الحسن واتارا لتعزيز الشفافية والمساءلة وتعزيز مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية».

ومن بين البلدان التي أحرزت تقدما كبيرا، هناك سيشل، التي تحتل حالياً المرتبة الأولى بين أقل البلدان فسادا في إفريقيا بنتيجة 72/100، وهو ما يضعها في المرتبة 18 على مستوى العالم، متقدمة على بلدان مثل اليابان (المرتبة 20)، والمملكة المتحدة (المرتبة 20)، وبلجيكا (المرتبة 22)، وفرنسا (المرتبة 25)، وتايوان (المرتبة 25)، والولايات المتحدة (المرتبة 28)... وبحسب هذه المنظمة، فإن «سيشل، الدولة الأعلى تصنيفا في القارة والتي شهدت أقوى تقدم على مستوى العالم، حسنت درجتها بمقدار 20 نقطة منذ عام 2012. وتلاحق الدولة بنشاط قضايا الفساد البارزة واتخذت خطوات لتحسين الشفافية في ما يتعلق بالملكية وتعزيز تبادل المعلومات بين مؤسسات تطبيق القانون».

ويتقدم الأرخبيل على الرأس الأخضر (المرتبة 35 عالميا بـ62/100)، وبوتسوانا (المرتبة 43 بـ57/100)، ورواندا (المرتبة 43 بـ57/100)، وموريشيوس (المرتبة 56 بـ51/100)، وناميبيا (المرتبة 59 بـ49/100)، وبنين (المرتبة 69 بـ45/100)، وكوت ديفوار (المرتبة 69 بـ45/100)، وساو تومي وبرينسيبي (المرتبة 69 بـ45/100)، والسينغال (المرتبة 69 بـ45/100).

البلدانالحصيلة (النقطة/100)التصنيف الدولي
سيشل72الـ18
الرأس الأخضر62الـ35
بوتسوانا57الـ43
رواندا57الـ43
موريشيوس51الـ56
ناميبيا49الـ59
بنين45الـ69
كوت ديفوار 45الـ69
ساوتومي وبرينسيب45الـ69
السنغال45الـ69

ورغم هذه التطورات، «ففي عام 2024، سجلت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء مرة أخرى أدنى متوسط لمؤشر إدراك الفساد، بنسبة 33 من 100 فقط، و90% من بلدانها تسجل أقل من 50/100».

وبشكل عام، تعد بلدان القارة من بين البلدان التي تعاني من أعلى مستويات الفساد. وفضلا عن ذلك، توجد ست دول إفريقية بين الدول العشر التي تعاني من أعلى معدلات الفساد. وهذه الدول هي السودان (المرتبة 170)، وغينيا الاستوائية (المرتبة 173)، وإريتريا (المرتبة 173)، وليبيا (المرتبة 173)، والصومال (المرتبة 179)، وجنوب السودان (المرتبة 180).

أما بخصوص الدول الأكثر فسادا، نجد الدول الأقل ديمقراطية في القارة و/أو الدول التي تشهد عدم الاستقرار بسبب الحرب. وهكذا، فالدول الأكثر فسادا هي: غينيا بيساو (المرتبة 158 في العالم بـ21/100)، وزيمبابوي (المرتبة 158 بـ21/100)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (المرتبة 163 بـ20/100)، وبوروندي (المرتبة 165 بـ17/100)، والسودان (المرتبة 170 بـ15/100)، وغينيا الاستوائية (المرتبة 173 بـ13/100)، وإريتريا (المرتبة 173 بـ13/100)، وليبيا (المرتبة 173 بـ13/100)، والصومال (المرتبة 179 بـ9/100)، وجنوب السودان (المرتبة 180 بـ8/100).

البلدانالحصيلة (النقطة/100)التصنيف الدولي
غينيا بيساو21الـ158
زمبابوي21الـ158
الكونغو الديمقراطية20الـ163
بوروندي17الـ165
السودان15الـ170
غينيا الاستوائية13الـ173
إريتريا13الـ173
ليبيا13الـ173
الصومال9الـ179
جنوب السودان8الـ180

وعلى مستوى المغرب العربي، لا تحصل البلدان عموما على تصنيف جيد، وتجد نفسها في منتصف الترتيب. وهكذا، احتلت تونس، الدولة الأعلى تصنيفا، المرتبة 92 عالميا بنتيجة 39 على 100 نقطة، متقدمة على المغرب (المرتبة 99 بـ37/100) والجزائر (المرتبة 107 بـ34/100).

تحرير من طرف موسى ديوب
في 14/02/2025 على الساعة 15:27

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800