وفي هذا الصدد، قال الراغب حرمة الله، رئيس مجلس جماعة الداخلة، في تصريح لوسائل الإعلام، إن «مدينة الداخلة، عاصمة جهة الداخلة-وادي الذهب، جنوب المملكة، تفخر اليوم باحتضانها حدثا اقتصاديا دوليا متميزا في توقيته ومتميزا في اختيار مكانه، ولاشك أن لكلا الاختيارين دلالاتهما المعنوية والرمزية القوية التي بنيا عليها».
وأضاف حرمة الله أنه «كما هو معلوم، تتربع مدينة الداخلة على موقع استراتجي قلّ نظيره، يربط المغرب بمحيطه الإفريقي، باعتبارها بوابة المغرب على إفريقيا، ولها إطلالة بحرية على أوروبا من خلال بوابة الجزر الكنارية»، مردفا أنه «بالإضافة لذلك، يتمركز بساحلها الأطلسي مخزون كبير جدا من المصادر الأساسية المتنوعة والحيوية للاقتصاد الوطني، والذي تم تثمينه وتسويقه عبر البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، سنة 2015، من مدينة العيون.
هذا الورش الملكي الرائد والشمولي، يُتابع المسؤول ذاته، «نجح في التأسيس لاقتصاد قوي ومتكامل عبر خلق بنية تحتية اقتصادية تفتح آفاقا رحبة لتعزيز وتكريس الاندماج الاقتصادي بين الدول الإفريقية، والتي تحتل أولوية خاصة في الرؤية والاستراتيجية الطموحة لجلالة الملك محمد السادس لتحقيق التعاون جنوب - جنوب، وكسب رهان تحقيق إقلاع اقتصادي وتنموي يُمكّن من استثمار المقومات الاقتصادية التي تزخر بها القارة من أجل رفاهية شعوبها.
ولهذا، يستدرك الراغب حرمة الله، «حظي هذا المنتدى الاقتصادي بزخم وإشعاع استثنائي، تماشيا والحضور الوازن لعديد الفاعلين والمؤثرين في الاقتصاد الوطني والدولي، وعلى رأسهم والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، إلى جانب وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، وكذا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي أحمد رضا الشامي، وشخصيات وطنية ودولية»، وشدد قائلا: «هذا المنتدى غير المسبوق من شأنه أن يشكل بكل تأكيد دفعة قوية للاقتصاد الجهة، ومن خلالها للاقتصاد الوطني والإفريقي، ويعزز النظرة الاستراتجية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في تعزيز المبالادت التجارية والتعاملات المالية وتنقل الاستثمارات ورؤوس الأموال بين دول القارة».
هذا، وقد عرف هذا الملتقى الاقتصادي مشاركة متميزة لسفراء عدد من بلدان الساحل، ورؤساء مجموعة من المجالس الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا، وفاعلين محليين يمثلون مدنا وجهات من القارة الإفريقية، بالإضافة إلى رؤساء جامعات إفريقية مرموقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الخامسة لـ«الأيام الدولية للاقتصاد الكلي والمالية» شهدت تقديم 18 بحثيا أكاديميا مرتبطا بموضوع هذه الدورة، من إنجاز باحثين ينتمون إلى 12 جامعة وطنية ودولية.