ويستهدف مشروع دعم التنمية القروية المندمجة بجهة الشرق 19 جماعة ترابية بكل من وجدة أنجاد، وبركان، وجرسيف، والدريوش، مع تركيز خاص على المناطق الجبلية لسلسلة «بني يزناسن»، حيث يخصص 40 في المائة من المستفيدين للشباب، و30 في المائة للنساء، بما يضمن إدماجهم في الدورة الاقتصادية المحلية، ويعزز المساواة وتكافؤ الفرص.
وفي هذا السياق، أوضح المدير الإقليمي للفلاحة بوجدة، محمد الفضيلي، في تصريح لـLe360، أن هذا المشروع «يعد خطوة طموحة نحو تحقيق تنمية مستدامة في العالم القروي»، مشيرا إلى أنه يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الرفع من دخل الفلاحين، وتنويع مصادر الإنتاج، وتمكين النساء والشباب عبر أنشطة مدرة للدخل، مثل تربية النحل والماعز، وتطوير السياحة الإيكولوجية كرافعة محلية، بالإضافة إلى فك العزلة عن دواوير الجماعات الترابية المستفيدة، بإنشاء طرقات ومسالك قروية.
وأشار المسؤول الفلاحي، في التصريح ذاته، إلى أن أبرز مكونات المشروع تتمثل في غرس الأشجار المقاومة للتغيرات المناخية، مثل الصبار والخروب واللوز، وتثمين المنتجات المحلية التي تشتهر بها المنطقة، مع دعم الشباب والنساء في العالم القروي، حيث يُخصص 40% من المستفيدين للشباب و30% للنساء، عبر أنشطة مدرة للدخل، ودعم التعاونيات الفلاحية والخدماتية، بالإضافة إلى حماية الأراضي الفلاحية من الانجراف، من خلال إنشاء حواجز وقائية ضد المياه، وكذا فك العزلة عن المناطق القروية، حيث تم إنجاز 15 كيلومترا من الطرق.
وأضاف الفضيلي أن من عناصر المشروع المهمة محاربة الأمية، وتنظيم دورات تكوينية وتأطير تقني لفائدة التعاونيات، بتنسيق مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والعمل على تنمية قطاع تربية النحل، ودعم تربية الأغنام والماعز، وتوفير المعدات التقنية اللازمة لجميع سلاسل الإنتاج، وإنشاء وتجهيز وحدات جديدة، وتأهيل أخرى لتثمين المنتجات المحلية، مبينا أن هذا المشروع يمتد من سنة 2024 إلى سنة 2030.
وأكد المدير الفلاحي أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو التمكين الاقتصادي للشباب والنساء في المناطق الجبلية بالجهة الشرقية، وتحقيق استدامة وتنوع في منظومة الإنتاج، مما يساهم في توفير مصدر دخل قار للسكان القرويين، ويؤدي إلى نشوء طبقة فلاحية متوسطة، وهي الغاية المنشودة.
من جانبهم، عبر عدد من المستفيدين عن رضاهم عن المواكبة التقنية التي توفرها أطر وزارة الفلاحة، حيث أشار أحد الفلاحين إلى أنه بدأ في زراعة الزعفران على مساحة تناهز هكتارا واحدا، معتبرا أن التجربة «تشكل بديلا واعدا في مواجهة ندرة التساقطات».
بدوره، بين محمد الغواطي، رئيس تعاونية فلاحية لتربية الدجاج والنحل بجماعة «عين الصفا»، في تصريح لـLe360، أن «مشروعنا يضم ثمانية شباب من الذكور والإناث، بدأنا من الصفر، واليوم نحن نستعد للاستفادة من دعم القطاع الفلاحي لتوسيع نشاطنا في تربية الدواجن والمواشي والنحل»، مضيفا أن التعاونية «تعمل على بناء إسطبل وتجهيزه، مع تنظيم تكوينات لفائدة الأعضاء، وخلق فرص شغل جديدة للشباب بالمنطقة».
ويُنتظر أن يسهم هذا المشروع في تحقيق نقلة نوعية في البنية الإنتاجية للمناطق الجبلية بالجهة الشرقية، عبر تثمين مواردها الطبيعية والبشرية، ودعم الاقتصاد المحلي المستدام، وإرساء أسس طبقة فلاحية متوسطة قادرة على قيادة التحول القروي المنشود.




