ارتفاع أسعار سمك السردين بالمغرب: أسباب متعددة الأبعاد تضغط على جيوب المستهلكين

السردين

السردين

في 22/01/2025 على الساعة 09:00

يعد سمك السردين جزءا لا يتجزأ من النظام الغذائي للمغاربة، فهو الخيار الأمثل للكثيرين نظرًا لثمنه المقبول وقيمته الغذائية العالية، خاصةً بين الأسر ذات الدخل المحدود. إلا أن هذا المصدر الغذائي الحيوي بات يثقل كاهل المواطنين بعد أن قفزت أسعاره إلى ما بين 25 و30 درهما للكيلوغرام الواحد، مما أثار موجة استياء عارمة وسط المستهلكين الذين يواجهون بالفعل تحديات كبيرة مع موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق المغربية.

أسباب متعددة وراء الارتفاع

يرجع ارتفاع أسعار السردين، وفقا لحميد حليم، رئيس مؤسسة المغرب الأزرق، إلى جملة من الأسباب التي تتداخل بين الطبيعة والسياسات. أولها غياب العرض بسبب سوء الأحوال الجوية، ما يمنع مراكب الصيد من الإبحار، وبالتالي يقل المعروض في الأسواق، مما يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع الأسعار.

كما أشار حليم، في تصريح لـLe360، إلى أن إنتاج السردين يشهد تراجعا طبيعيا في هذا الوقت من السنة، حيث يتم إقرار الراحة البيولوجية في المناطق الجنوبية، مع إغلاق المصايد بين طانطان وطرفاية، وهي إجراءات أعلنت عنها وزارة الفلاحة لحماية المخزون السمكي. هذه الإجراءات الضرورية للحفاظ على الثروة السمكية تؤدي إلى تقليص الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار.

تأثير التغير المناخي

التغير المناخي كان له أيضا نصيب في تعقيد الوضع. سمك السردين، الذي يفضل المياه الباردة، تأثر بشكل كبير بارتفاع درجات حرارة المحيط الأطلسي خلال السنوات الأخيرة، مما دفعه للهجرة إلى مناطق أخرى أكثر برودة.

إضافة إلى ذلك، تسبب الجفاف وانخفاض منسوب الأنهار في تقليل المغذيات البحرية الضرورية لتكاثر السردين ونموه، مما أثر على مخزون هذا السمك الحيوي.

أزمة تلامس الجميع

هذا الارتفاع في أسعار السردين يأتي في وقت يعاني فيه المواطنون من موجة غلاء تطال مختلف المواد الغذائية الأساسية، مما يضاعف من أعباء الأسر، خصوصا ذات الدخل المحدود.

ولعل هذا الوضع يتطلب تدخلا عاجلا من الجهات المسؤولة لتوفير حلول تضمن توازن السوق، كتشجيع الاستزراع السمكي أو تعزيز سلاسل التوزيع، بهدف الحفاظ على أسعار السردين في متناول الجميع.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 22/01/2025 على الساعة 09:00

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800