ارتفاع أسعار الدواجن في المغرب: بين تقلبات الطقس وارتفاع تكاليف الإنتاج

أسعار الدواجن تنخفض ومربو الدجاج يشتكون من الخسائر

أسعار الدواجن تنخفض ومربو الدجاج يشتكون من الخسائر

في 13/12/2024 على الساعة 08:00

تشهد أسعار الدواجن في المغرب ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، إذ تتراوح أسعار الدجاج الأبيض الأكثر استهلاكا من قبل المواطنين ما بين 24 و26 درهما في الأسواق الشعبية، في حين يصل ثمنها في المزارع إلى 21 درهم، مما أثار جدلا واسعا بين المستهلكين والمنتجين، خاصة وأن هذا الارتفاع في ثمن الدواجن يرافقه ارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء والأسماك.

وبهذا الخصوص، قال مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، في تصريح هاتفي لـle360، إن الارتفاع الحالي في أسعار الدواجن يعود بالأساس إلى عدة عوامل اقتصادية وبيئية، وهي السبب المباشر في زيادة تكاليف الإنتاج، وبالتالي ارتفاع أسعار الدواجن، من بينها الأحوال الجوية غير المستقرة، إذ لعبت الظروف المناخية القاسية دورا كبيرا في تفاقم أزمة قطاع الدواجن، فقد تسببت موجات الحر في فصل الصيف، والبرد الشديد في فصل الشتاء، في زيادة تكاليف التدفئة والتبريد داخل المزارع، كما أن هذه التقلبات أثرت سلبا على صحة الدواجن، مما أدى إلى ارتفاع معدلات النفوق، وانخفاض وزن الدواجن التي أصبح وزنها لا يتعدى كيلوغرام و800 غرام في حين كان سابقا يصل إلى أكثر من كيلوغرامين، وبالتالي انخفاض العرض وزيادة الأسعار.

وأوضح المنتصر أن موجة البرد الحالية أثرت بشكل مباشر على الدواجن، ففي بعض المناطق مثل الفقيه بن صالح مثلا تصل درجة الحرارة نهارا إلى 26 درجة، وليلا تنخفض إلى درجتين تحت الصفر، مما يجعل الكساب يعيش أوضاعا غير مستقرة، ويتسبب له في خسارة كبيرة.

ومن ضمن العوامل أيضا، ذكر المتحدث ذاته أن أسعار الكتاكيت عرفت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا في الفترة الأخيرة، يعزى هذا الارتفاع إلى قلة العرض نتيجة انخفاض الإنتاج في بعض المزارع وزيادة الطلب عليها بشكل كبير، كما أنها تُعد مكونا أساسيا في دورة الإنتاج، حيث يؤدي ارتفاع سعرها إلى زيادة مباشرة في تكاليف تربية الدواجن، بالإضافة إلى سيطرة عدد محدود من الشركات على هذا السوق.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن من ضمن الأسباب أيضا ارتفاع ثمن الأعلاف المركبة، التي تعتبر عنصرا حاسما في تحديد الأسعار، والتي كان ثمنها قبل جائحة كورونا يصل إلى 3.5 درهم، لكنه حاليا يصل إلى 4.5 درهم، أي بزيادة درهم واحد، مما أثر على ارتفاع تكلفة الإنتاج، رغم أن أسعار الأعلاف المركبة عالميا عرفت انخفاضا مهما، لكن الشركات المسيطرة على القطاع لم تتماشى مع هذا الإنخفاض، مما يدفع الكسابة إلى شرائها بأسعار مرتفعة، ويؤثر على المربيين الذين يواجهون تحديات كبيرة في الحفاظ على استمرارية نشاطهم وسط ارتفاع التكاليف وانخفاض هامش الربح.

وأوضح المنتصر بأن مربي الدواجن ينتظرون نتجية التحقيق الذي يجريه مجلس المنافسة، والذي أشار إلى أن مجموعة صغيرة من الشركات تسيطر على سوق الأعلاف المركبة، مما أدى إلى غياب المنافسة الفعلية وارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر، مما ينعكس مباشرة على تكلفة إنتاج الدواجن وأسعار البيع للمستهلكين.

وشدد المنتصر على أن من بين الأسباب أيضا ارتفاع ثمن اللحوم الحمراء والأسماك، مما رفع الطلب على الدواجن بإعتبارها مصدرا رئيسيا للبروتين الحيواني في النظام الغذائي.

ولتخفيف هذه الأزمة، أوصى المنتصر الحكومة باتخاذ مجموعة من الإجراءات، من بينها تعزيز مراقبة سوق الأعلاف المركبة للحد من الممارسات الاحتكارية وضمان وجود منافسة عادلة، ودعم المزارعين من خلال تقديم إعانات مالية أو تخفيض تكاليف الطاقة المستخدمة في المزارع، وتحسين استراتيجيات الإنتاج لتقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 13/12/2024 على الساعة 08:00