ومن العناصر الهامّة والحلول الناجعة التي فكّر فيها المزارعين والمسؤولين في منطقة سوس ماسة، هو إمكانية تجاوز أنظمة الري التقليدية والعبور صوب أنظمة الري الموضعي التي تُساعد على توزيع دقيق للمياه عبر ضغط جد منخفض عبر شبكة أنابيب تُحيط بالأرض. وقد ساعدت هذه التقنية المعمول بها تقريباً في كل الأراضي الفلاحية بالمغرب، على تحقيق نتائج إيجابية بالنسبة للفلاحين داخل المنطقة وتشجيعهم على مواصلة نشاطهم الزراعي رغم ارتفاع منسوب الجفاف داخل المملكة. حيث بات بإمكانهم زراعة ما يريدون وفق آلية عصرية تجعلهم يستغلون الماء ويعملون على إعادة ترشيده وحسن استخدامه داخل الأراضي الفلاحية.
Dr
إنّ القيمة العلمية من اعتماد «الري الموضوعي» بدل التقليدي، أنّها تُمكّن المزارع من عملية حصر الماء وعدم إهداره دفعة واحدة داخل جزء معيّن من الأرض. ورغم أنّ هذه التقنية قديمة ومعمول بها في مختلف الجهات والأراضي والضيعات الفلاحية، فإنّها نجاعتها وقُدرتها على تحقيق نتائج مثمرة تجعل المسؤولين والمهندسين يعيدون تجسير العلاقة مع هذه التقنية والاعتماد عليها كوسيلة تقنية تساعد الفلاحين على تحقيق نتائج ملموسة، بعدما ساهمت هذه العملية في توفير حوالي 202 مليون متر مكعب من المياه.
يدخل نظام «الري الموضعي» ضمن الأوراش الملكية، حيث أشرف الملك محمد السادس على تدشين العديد من الأوراش الخاصّة بهذا النوع من نظام الري بالعديد من جهات المملكة. وذلك من أجل تدبير الموارد المالية وضبط عملية التخزين والإرشاد الفعّال بالتنقيط والقادر على تحقيق العديد من النتائج. وتعكس هذه الرؤية الاستراتيجية مدى الدور الذي يلعبه بعض المهندسين والمسؤولين في توجيه المزارعين ومساعدتهم على التكيّف مع طبيعة المناخ الذي تمُرّ منه المملكة وذلك من أجل التفكير في حلول جديدة قادرة على تحقيق تدبير أمثل ومستدام لمختلف وطبيعة الموارد المائية داخل المملكة.