ويعكس حرص المغاربة على ارتداء الملابس التقليدية بمختلف أنواعها (جلابة، قفطان، قميص، جابادور...) خلال هذه المناسبة الدينية، مدى تشبثهم بالعادات الأصيلة والتقاليد العريقة المرتبطة بالأعياد الدينية ونقلها من جيل إلى آخر.
وتكفي جولة في « السويقة » بباب الأحد في الرباط، وتحديدا سوق « الكزا »، الذي يتميز بعرض وبيع الأزياء التقليدية المغربية الجاهزة وتحت الطلب أيضا، لرصد هذه الحركة الدؤوبة استعدادا لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
تقول سكينة، طالبة جامعية، وهي تتبضع بعض الملابس التقليدية من أحد المحلات، إنها اقتنت ثلاث قطع تقليدية تتميز بلمسة عصرية وبسيطة، وبسعرها المناسب، مشيرة إلى أنها « تفضل ارتداء الزي المغربي التقليدي في الأعياد الدينية لأنه عملي ومريح ».
وأضافت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عيد الأضحى يتميز بطابع خاص، ويكتسي رمزية ثقافية لدى المغاربة، لافتة إلى أنه يمثل مناسبة متميزة للاحتفاء بالتقاليد المغربية العريقة وللتعبير عن الهوية التاريخية المتجذرة للمملكة.
ومن جهته، قال زهير، وهو مهندس معلوميات، في تصريح مماثل، « جرت العادة كل سنة أن أشتري قطعة تقليدية مغربية، وهذه السنة أفضل اقتناء « الجبادور »، لأنه مريح وأنيق في نفس الوقت، بتصميمه التقليدي الأصيل (خياطة المعلم) ولونه الأخضر الملكي ».
وأضاف الشاب أن هذه المناسبة تكتسي طابعا خاصا عند المسلمين بشكل عام، والمغاربة على وجه الخصوص، حيث تبرز فيها التقاليد والعادات المغربية المرتبطة بأضحية العيد، والموائد الغنية بالأطباق المغربية، والأجواء العائلية الدافئة، وأيضا الأزياء التقليدية المغربية التي تبرز الذوق الرفيع ومهارة الصناع التقليديين المغاربة.
ومن جانبه، أكد السي ادريس، بائع بأحد محلات الملابس التقليدية الجاهزة بسوق « الكزا »، في تصريح مماثل، أن هناك إقبالا ملحوظا من قبل كل الفئات العمرية على شراء ملابس العيد، مشيرا إلى أن هذه الانتعاشة تميز مختلف المناسبات الدينية، وخاصة عيد الأضحى المبارك.
وقال السي ادريس إن هناك تنوعا كبيرا في التصاميم والألوان من أجل تلبية جميع الأذواق، كما أن أسعار مجمل القطع التقليدية المغربية تبقى في متناول مختلف شرائح المجتمع.
ويبقى عيد الأضحى المبارك إحدى المناسبات الدينية العظيمة التي تكتسي طابعا روحيا وعقائديا خاصا، ويتم فيها إحياء التقاليد المغربية العريقة والموروث الثقافي الشعبي، الذي ميز المغاربة على مر التاريخ.